مصلحة مياه القدس: اعتداءات المستوطنين على آبار عين سامية تعرقل ضخ المياه لتجمعات فلسطينية متعددة
klyoum.com
بيت لحم 2000 -تعرضت آبار المياه في منطقة عين سامية شرق محافظة رام الله، لاعتداء جديد من قبل المستوطنين، ما أدى إلى تعطيل خطوط التحكم والمراقبة لآبار المياه الثانية والرابعة والسادسة.
وأكد مدير الإعلام والعلاقات العامة في مصلحة مياه محافظة القدس فراس المالكي في حديث،خلال برنامج "يوم جديد" مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو "بيت لحم 2000": أن مجموعة جديدة من المستوطنين قامت بتنفيذ اعتداءات ممنهجة على هذه الآبار، حيث تم قطع خطوط الاتصالات والإنترنت والخطوط الرئيسية التي تُمكّن طواقم المصلحة من التحكم في ضخ المياه. وأضاف أن هذا الاعتداء أدى إلى توقف كامل لضخ المياه، ما انعكس سلباً على حصة المواطنين المتضررين وعلى البرنامج العام لتوزيع المياه.
وأشار المالكي إلى أن هذه الآبار تمثل المصدر الرئيسي والوحيد لحوالي 19 تجمعاً سكنياً فلسطينياً في شرق وشمال مدينة رام الله، بما في ذلك قرى دير دفوان، الطيبة، سلواد، دير الشهير، مصر مالك، رمالية، سنجل، جمشيلة، وغيرها، إضافة إلى 14 تجمعاً سكانياً يعتمد بشكل جزئي على هذه المياه. وأوضح أن حجم المياه المستخرجة يومياً من هذه الآبار يبلغ نحو 12 ألف متر مكعب.
وأوضح أن طواقم المصلحة اضطرت للتوقف عن الضخ أثناء إصلاح الأضرار وفحص المياه للتأكد من خلوها من أي ملوثات محتملة جراء الاعتداء. وأكد أن هذه الاعتداءات ليست الأولى على عين سامية، إذ تتكرر بشكل يومي، مما يشكل استهدافاً ممنهجاً لمصادر المياه الحيوية في المنطقة، ويشمل تدمير خطوط المراقبة والاتصالات.
وحول أسباب استهداف هذه المنطقة، أشار المالكي إلى أن آبار عين سامية تقع في منطقة جغرافية واستراتيجية حساسة بالنسبة للمستوطنين، فهي تخدم تجمعات سكانية واسعة، وتُعد منطقة زراعية حيوية، كما تقع بالقرب من مواقع حدودية مهمة تصل إلى مدينة أريحا والأغوار الشمالية، ما يزيد من أهميتها الاستراتيجية.
وأضاف أن طواقم المصلحة تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى آبار عين سامية عند حدوث أي اعتداء، لاسيما وأن المستوطنين مسلحون، ما يضطر الطواقم لإخلاء المكان حفاظاً على حياتها، لكن بعد مغادرة المستوطنين، تعود الطواقم لاستكمال أعمال الإصلاح والصيانة، بالتعاون مع الجهات الفلسطينية المختصة مثل الارتباط المدني، لتسهيل وصول الطواقم إلى المواقع المتضررة.
وأشار المالكي إلى أن المصلحة توثق هذه الانتهاكات بشكل يومي، وترفع تقاريرها للجهات القانونية والمؤسسات الدولية، بما في ذلك السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمات حقوق الإنسان، سعياً لممارسة ضغوط حقيقية على الاحتلال للحد من هذه الاعتداءات.
وفيما يخص الإجراءات الطارئة لمواجهة أزمة المياه، أكد المالكي أن المصلحة ملتزمة بالحفاظ على هذه الآبار، كونها المصدر الأساسي لتسعة عشر تجمعاً سكنياً فلسطينياً، وأنه لا يوجد مصدر بديل يغطي احتياجات السكان بشكل كامل، مضيفاً أن أي خلل في خطوط المياه في المناطق المصنفة “ج” يزيد من صعوبة وصول الطواقم وإجراء الصيانة، في ظل محاولات الاحتلال تعطيل أعمال المصلحة ومنعها من الوصول إلى هذه الآبار.
واختتم المالكي حديثه بالتأكيد على التحديات الكبيرة التي تواجه فرق المصلحة يومياً نتيجة اعتداءات المستوطنين، مشدداً على أن الحفاظ على هذه المصادر الحيوية للمياه يمثل أولوية قصوى لضمان استمرار توفير المياه للمواطنين الفلسطينيين في المناطق المتضررة.
المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي التالي: