غزة على شفا كارثة صحية.. أوبئة تتفشى ونظام صحي ينهار تحت الحصار والحرب
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
فلسطين المحتلة.. اعلان نتائج الثانوية العامة 2025في شوارع غزة، لم يعد الخطر يقتصر على الغارات والقصف، بل أصبح يتسلل يوميًا في هيئة أمراضٍ وأوبئة تنمو بصمت وسط دمار البنية التحتية وتراجع الخدمات الصحية إلى حد الانهيار الكامل.
ومع تكدس القمامة، وتلوث المياه، واكتظاظ المستشفيات، أصبحت الحياة اليومية في القطاع أشبه بمحاولة مستمرة للبقاء على قيد الحياة في وجه كارثة صحية متصاعدة.
مستشفيات عاجزة.. والمرضى على الأرصفة
داخل ممرات مستشفى الشفاء، لا يجد الكثير من المرضى مكانًا للاستلقاء، بعضهم يُمدد على الأرض، وآخرون يُفترشون الأرصفة خارج الأبواب.
المستشفيات الرئيسية في غزة تعمل بأكثر من ضعف قدرتها الاستيعابية، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
تقول عبير (33 عامًا)، وهي أم لثلاثة أطفال، لوكالة شمس نيوز:" ابني يعاني من طفح جلدي منذ أكثر من شهر، طرقنا أبواب المستشفى مرارًا، لكن لا دواء ولا أسرّة، وحتى المضادات الحيوية لم نعثر عليها."
وتضيف: "حتى الماء الذي نستحم به قد يكون سببًا في مرضهم، لا نعرف إن كنا نحمي أطفالنا أم نعرضهم للخطر."
أمراض تتفشى.. وغزة بيئة خصبة للأوبئة
بحسب بيانات صادرة عن مراكز طبية محلية، تسجّل غزة يوميًا مئات الحالات من الإسهال، التسمم الغذائي، التهابات الجلد، وأمراض الجهاز التنفسي، غالبيتها بين الأطفال.
ويؤكد الدكتور سامر زقوت، اختصاصي الأمراض الباطنية في غزة، أن الوضع خرج عن السيطرة: نعمل في ظروف غير إنسانية، أحيانًا دون كهرباء، ونعالج المرضى بأدوية منتهية الصلاحية. حتى أدوات الفحص والوقاية غير متوفرة."
ويحذر من أن القطاع يواجه ما يمكن وصفه بـ"الوباء البيئي":"الظروف البيئية والتغذوية المتدهورة تجعل أي عدوى صغيرة مرشحة للتحول إلى أزمة صحية جماعية."
طواقم طبية مرهقة.. وخدمات أولية غائبة
في مركز طبي شرق غزة، تروي الممرضة رجاء حمودة كيف تحوّلت نوبات العمل إلى إقامة دائمة في المنشآت الصحية:" نعمل أكثر من 16 ساعة يوميًا، ننام في المركز، لا نحصل على وجبات منتظمة، ونواجه نقصًا في كل شيء."
وتشير إلى أن بعض الوفيات الأخيرة حدثت بسبب غياب سيارات الإسعاف أو نقص أدوات إسعاف أولي بسيطة.
شوارع ملوثة.. ونفايات بلا نهاية
وفي الأحياء السكنية، يتفاقم الوضع البيئي نتيجة تكدس النفايات لأسابيع، وخلط مياه الصرف الصحي بمياه الاستخدام اليومي.
يقول أبو حسن (61 عامًا) من منطقة خانيونس: الروائح خانقة، الذباب في كل مكان، والناس بدأت تصاب بأمراض جلدية وغثيان دائم. لم نشاهد شاحنة جمع قمامة منذ أكثر من أسبوعين."
تحذير رسمي: نحن أمام انفجار وبائي
الدكتور نعيم سكيك، مدير وحدة مراقبة الأوبئة في غزة، يحذر من كارثة وشيكة قد لا يمكن السيطرة عليها:
"لا توجد مختبرات فحص فعالة، ولا أدوات حماية للطواقم، ولا حتى بنية صرف صحي تعمل بشكل آمن.
أي عدوى تنتقل اليوم قد تتحول إلى وباء شامل في غضون أيام."
ودعا إلى تدخل دولي فوري لدعم النظام الصحي في غزة عبر إرسال مساعدات طبية، وتوفير كوادر متخصصة، ومعدات إنقاذ طارئة.
بين الحرب والوباء.. غزة تختنق
في غزة، يتقاطع الموت بصمت مع الحياة اليومية، فالمعاناة لم تعد فقط نتيجة القصف والدمار، بل باتت تهدد الحياة في كل تفاصيلها، من شربة ماء إلى زيارة طبيب.
يختم الدكتور سكيك بقوله: الكارثة لم تهبط فجأة، بل زحفت ببطء من تحت الركام، واليوم وصلت إلى العظم."