إعلام عبري: جرأة مقاومي غزة تتصاعد والعبوات الناسفة تحوّل الميدان إلى مصيدة قاتلة
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
استشهاد شاب متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال في الخليلترجمة خاصة - قدس الإخبارية: أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بتصاعد المخاطر التي تواجه قواته في قطاع غزة، في ظل ازدياد جرأة مقاومي حركة حماس، وارتفاع عدد القتلى في صفوف جنوده نتيجة العبوات الناسفة، التي باتت تشكّل التهديد الأكبر وفق اعترافات قادة الجيش أنفسهم، خاصة بعد مقتل خمسة جنود وإصابة 14 آخرين في كمين مركب نفذته المقاومة في بلدة بيت حانون شمال القطاع مساء أمس.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن 27 من أصل 38 جنديًا قُتلوا بفعل العبوات الناسفة خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، منذ استئناف العدوان في 18 مارس/آذار 2025، ما يشكّل أكثر من 70% من القتلى في صفوف القوات البرية خلال هذه الفترة. وأوضحت أن العبوات تنقسم إلى نمطين أساسيين: كمائن مزروعة على الطرق أدت إلى مقتل 19 جنديًا، ومبانٍ مفخخة أودت بحياة 6 جنود.
وأشارت الإذاعة إلى أن مقاومي حماس أظهروا "جرأة متزايدة" في المواجهات، فهم لم يعودوا يكتفون بزرع العبوات وتفجيرها عن بُعد، بل يخرجون من بين الأنقاض للاشتباك المباشر، ويبقون داخل الكمائن لإطلاق النار حتى على قوات الإنقاذ، رغم إدراكهم لمخاطر الانكشاف. واعتبرت أن أبرز المعارك الأخيرة اتسمت ببقاء المقاتلين في مواقعهم بعد التفجير، ما يعكس تحوّلًا واضحًا في أسلوب الاشتباك، بهدف "تعظيم الإنجاز" من وجهة نظر المقاومة.
كما لفتت إلى أن تصوير العمليات بات جزءًا لا يتجزأ من عمل المقاومة، حيث يتم إنتاج مواد بصرية بجودة عالية ومن عدة زوايا، لأغراض التوثيق والنشر الإعلامي.
وفي إشارة إلى بلدة بيت حانون التي شهدت الكمين الأخير، أكدت الإذاعة أن حماس تمكّنت من تحويل البلدة إلى مركز قتال نشط، رغم تكرار عمليات اجتياحها من قبل جيش الاحتلال خلال العامين الماضيين، موضحة أنه في كل مرة ينسحب فيها الجيش، تعود المقاومة وتُعيد تموضعها، على الأرجح عبر شبكة أنفاق تحت الأرض. وأضافت أن عمليات "التطهير السطحي" التي نفذها الاحتلال لم تنجح، إذ واصلت حماس تحريك قواتها وفرقها من باطن الأرض.
من جهته، أشار موقع "والا" العبري، إلى أن المنطقة التي وقعت فيها عملية بيت حانون، كانت قد أُعلن سابقًا أنها "تخضع لسيطرة عملياتية عالية"، وأن الجيش أعلن تمشيطها من خلال غارات جوية، ما يطرح تساؤلات جدية حول كيفية زرع عبوات بهذا الحجم والدقة.
وأضاف الموقع أن تنفيذ كمين بهذا المستوى في منطقة قريبة من السياج الفاصل، يكشف امتلاك المقاومة قدرات استخباراتية متقدمة، تشمل الاستطلاع المسبق، ومعرفة دقيقة بتحركات الجيش، وهو ما يعني أن مقاومي غزة باتوا قادرين على رصد تحركات الاحتلال بدقة. ووفق التقديرات، فإن العبوات فُجّرت عن بُعد باستخدام أجهزة رؤية ليلية وأدوات مراقبة متطورة.
ورأى التقرير أن هذا المستوى من الأداء يعكس حالة إنهاك وتآكل داخل صفوف جيش الاحتلال، خاصة على مستوى القيادة، في ظل استمرار القتال دون انقطاع منذ نحو عامين، داعيًا الحكومة وقيادة الجيش إلى إعادة تقييم الخيارات السياسية في ظل ما وصفه بـ"الاستنزاف المتواصل".