"إسرائيل" في مرمى الغضب الغربي.. هل بدأ الرأي العام سحب البساط من تحت الاحتلال؟
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
الصحة : 52 شهيدا و262 مصابا بقطاع غزة خلال 24 ساعةتقرير - شهاب
يشهد الكيان الإسرائيلي حالة من القلق المتزايد إزاء ما يصفه مراقبون بـ"التحول العميق وغير المسبوق" في المزاج الشعبي الغربي، لاسيما في أوساط الشباب، تجاه سياساتها وممارساتها في الأراضي الفلسطينية، لا سيما منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل أكثر من عشرين شهرًا.
وقال الأكاديمي الفلسطيني وأستاذ دراسات بيت المقدس بجامعة إسطنبول، الدكتور عبد الله معروف، إن "إسرائيل" باتت تواجه اليوم موجة عداء صريح تتجاوز حدود التعاطف التقليدي مع الفلسطينيين، لتمتد إلى رفض واسع لمجمل المشروع الصهيوني، مشيرًا إلى أن هذا الرفض تجلى مؤخرًا في مظاهر علنية غير معهودة، من بينها هتافات صريحة ضد "جيش الاحتلال الإسرائيلي" في مهرجان غلاستونبري الموسيقي في بريطانيا.
وبحسب معروف، فإن اللافت في هذه الشعارات الجديدة أنها باتت تستهدف مباشرة الجيش الإسرائيلي باعتباره "رمزًا للعنف المطلق وجرائم الحرب"، ما يضع "إسرائيل" أمام تحدٍ غير مسبوق في قدرتها على الاستمرار في الترويج لنفسها كدولة ديمقراطية تواجه "عداءً أعمى".
تراجع في التأييد الشعبي
ويستند الدكتور معروف إلى نتائج عدد من استطلاعات الرأي الصادرة عن مراكز بحث أميركية مرموقة مثل معهد "هاريس" ومركز الدراسات السياسية في جامعة هارفارد، والتي كشفت عن تراجع ملحوظ في نسبة التأييد الشعبي الأميركي لـ"إسرائيل"، خاصة بين الشباب.
ففي حين أظهرت استطلاعات أكتوبر 2023 أن التأييد العام لإسرائيل في الولايات المتحدة بلغ 84% مقابل 16% لحركة حماس، فإن النسبة بين الشباب الأميركي كانت متقاربة (52% لإسرائيل و48% لحماس). أما في استطلاع يونيو الماضي، فقد ارتفعت نسبة التأييد العام لحماس إلى 25%، ما يعكس تغيرًا أوسع في شرائح المجتمع الأميركي، بحسب الباحث.
ويرى معروف أن سبب الذعر الإسرائيلي لا يقتصر على الأرقام، بل يمتد إلى الوسيلة؛ إذ لم تعد "إسرائيل" تحتكر الإعلام، بعد أن تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصات مفتوحة قادرة على فضح الانتهاكات الميدانية بسرعة كبيرة وبكلفة شبه معدومة.
وأضاف أن "إسرائيل" تخشى هذه البيئة الإعلامية الجديدة، التي قلبت معادلة السيطرة القديمة، وجعلت من الرأي العام لاعبًا فاعلًا يتحدى الخطاب الإسرائيلي التقليدي.
"معاداة السامية" كسلاح دفاعي
وفي محاولة لمواجهة هذا التحول، عادت "إسرائيل" لاستخدام تهمة "معاداة السامية" كسلاح ضد أي انتقاد لسياستها أو لجيشها، حتى وإن صدر من شخصيات داعمة لها سابقًا، مثل الإعلامي البريطاني بيرس مورغان، أو من مسؤولين أمميين مثل أنطونيو غوتيريش والمقررة الخاصة فرانشيسكا ألبانيزي.
ويرى معروف أن "إسرائيل" تخلط عمدًا بين مفاهيم اليهودية والصهيونية والإسرائيلية، ساعية إلى تصنيف أي عداء للصهيونية كعداء للسامية، ما يجعلها، من وجهة نظره، تقع في "خطأ إستراتيجي كبير" قد يزيد من عزلتها بدلًا من حمايتها.
وأشار معروف إلى أن بعض الأصوات الغربية بدأت تتحدى السردية الإسرائيلية بوضوح، من بينهم المذيع البريطاني جيمس أوبراين والصحفي جيرمي فين، اللذان قللا من أهمية الهتافات المناهضة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مقابل فظائع الحرب في غزة.
وأكد الباحث الفلسطيني أن تزايد هذه المواقف يعكس "كسر حاجز الخوف الغربي من تهمة معاداة السامية"، وهو ما يظهر في انتشار الشعارات المناهضة لإسرائيل على الجدران وفي الفضاء الرقمي الأوروبي، سواء فعليًا أو باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ولفت أستاذ دراسات بيت المقدس إلى أن "إسرائيل" قد تكون بصدد خسارة أهم أوراقها، وهي التعاطف الشعبي الغربي الذي دعم سياساتها لعقود.
كما يرى أن فوز شخصيات مؤيدة لفلسطين مثل زهران ممداني بترشيحات حزبية في مدن أميركية كبرى، قد يكون مقدمة لتحولات سياسية قادمة.
ودعا الجاليات العربية والإسلامية في الغرب إلى استثمار هذا التحول الشعبي لتوسيع دائرة الوعي بالقضية الفلسطينية، خصوصًا لدى الشرائح التي كانت بعيدة عنها أو غير مكترثة بها سابقًا.