"فلستيا": شباب يحوّلون التسويق إلى قصة فلسطينية تُروى للعالم
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
15 شهيدا في غارات إسرائيلية متواصلة على غزةخاص - راية
في زمن تسوده التحديات الاقتصادية والسياسية، ظهرت "فلستيا" كشركة شبابية فلسطينية تُعيد رسم ملامح التسويق بأسلوب مختلف، نابض بروح الإبداع والانتماء الوطني.
تأسست الشركة على يد مجموعة من خريجي وطلاب جامعة بيرزيت، لتكون منصّة تجمع بين الحداثة وروح المبادرة الشبابية في التسويق والإعلان وإنتاج المحتوى.
وفي حديث لـ"راية"، كشفت فرح بدحة، المدير العام لـ"فلستيا"، أن فكرة الشركة انطلقت من شعور عام لدى الفريق بأن التسويق في فلسطين بحاجة إلى "نَفَس شبابي" يعيد إليه الحيوية والمهنية. وقالت: "شعرنا بأن هذا القطاع يعاني من ضعف في الرؤية، فقررنا أن نُطلق شركة تسويق تقدم حلولًا مدروسة وتبتعد عن النمطية والسطحية".
ورغم اختلاف تخصصات الفريق بين التجارة والهندسة والتقنيات، اتحدت الطاقات والخبرات المختلفة لإطلاق "فلستيا" قبل خمسة أشهر فقط. لكنها، كما أكدت فرح، لم تكن مجرد مشروع عابر بل رؤية بدأت منذ عامين، تقوم على أسس ريادة الأعمال، والعمل الجماعي، والبحث العميق قبل أي خطوة تسويقية.
تتميز "فلستيا" بتركيزها على "التسويق المدروس"، حيث تخضع كل علامة تجارية تأتيهم لبحث شامل حول طبيعة المنتج والسوق المستهدف، بدلًا من الاكتفاء بحلول سطحية أو تقليدية.
وقالت بدحة: "نحن لا نطلق أي حملة تسويقية إلا بعد أن نفهم جمهورها المستهدف بشكل دقيق، ونصمم أفكارًا تتفاعل معه بصدق وواقعية".
وأكدتأن القصص تمثّل عنصرًا مركزيًا في استراتيجياتهم، حيث تسعى الشركة إلى تحويل كل مشروع إلى قصة إنسانية تُروى، وتبني جمهورًا حقيقيًا حول كل علامة تجارية.
وأضافت: "نحن نؤمن أن لكل منتج قصة، وهذه القصة إن رُويت بالشكل الصحيح، ستجد من يستمع إليها ويتفاعل معها".
وعن مواكبة التطورات التقنية، أوضحت أن الشركة تطوّر حاليًا موقعًا إلكترونيًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي، يوفر استشارات تسويقية ذكية بناءً على معطيات دقيقة.
لكنها شددت على أن التقنية ليست بديلاً عن العنصر الإنساني، قائلة: "الذكاء الاصطناعي لا يقتل الإبداع، بل يكمله. لكنه لا يملك المشاعر التي نحتاجها لخلق محتوى يُلامس الناس".
تقدّم "فلستيا" حزمة خدمات متكاملة تشمل التسويق الرقمي، إدارة منصات التواصل، تصميم الهوية البصرية، بناء المواقع والتطبيقات، تنظيم الفعاليات، العلاقات العامة، ووضع استراتيجيات تسويق تفصيلية.
كما توفّر استشارات مجانية كاملة لمدة عام لروّاد الأعمال الفلسطينيين الجدد، لمساعدتهم على بناء مشاريعهم من الألف إلى الياء.
ورغم النجاح السريع، لا تُخفي بدحة حجم التحديات اليومية التي يواجهها الفريق، من أزمات اقتصادية إلى تعقيدات لوجستية. لكنها تؤمن أن الإصرار والتفكير الإبداعي قادران على تجاوز الصعوبات. "نحن نواجه مشاكل حقيقية، لكننا نبحث دائمًا عن حلول. وهذه طبيعتنا كشباب فلسطينيين، لا نستسلم بسهولة".
وتسعى "فلستيا" حاليًا إلى ترسيخ مكانتها في السوق المحلي، مع خطة خمسية طموحة للتوسّع نحو العالم العربي، مؤكدة أن الاسم ذاته يحمل دلالة الهوية والانتماء. "فلستيا مشتقة من فلسطين، لأننا نريد لقصتنا أن تترك أثرًا في كل مكان نذهب إليه".