اخبار فلسطين

شبكة راية الإعلامية

سياسة

خاص| خطة ترمب: بين الترحيب بوقف الحرب على غزة والتحفظات على التفاصيل

خاص| خطة ترمب: بين الترحيب بوقف الحرب على غزة والتحفظات على التفاصيل

klyoum.com

خاص - راية

تناول برنامج "قضايا فيالمواطنة"، الذي يبث عبر شبكة "راية" الإعلامية، في حلقة جديدة له، قراءة معمقة في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وذلك تحت عنوان: "قراءة في خطة ترمب لوقف العدوان على غزة: بين الوعود السياسية والتحديات الواقعية".

وشارك في النقاش كل من د. أحمد مجدلانيعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونبهان خريشة الكاتب والصحفي، وأكرم عطا اللهالمحلل السياسي، حيث قدّم الضيوف تقييماً متبايناً لمضامين الخطة، بين الترحيب بجهود وقف الحرب من ناحية، وإبداء التحفظات على بنودها وآليات تنفيذها من ناحية أخرى.

مجدلاني: الترحيب بوقف الحرب لا يعني الموافقة على الخطة

أكد د. أحمد مجدلاني أن موقف القيادة الفلسطينية جاء واضحًا منذ اللحظة الأولى بعد المؤتمر الصحفي المشترك بين ترمب ونتنياهو، حيث شدد البيان الرسمي لدولة فلسطين على أولوية وقف العدوان وإدخال المساعدات الغذائية، إضافة إلى تبادل الأسرى ووقف سياسات الترحيل والتطهير العرقي في القطاع.

وقال مجدلاني: "الترحيب الفلسطيني انصبّ فقط على الجهود المبذولة لوقف الحرب، وليس على الخطة نفسها، التي نرى أنها تفتقر إلى التوازن وتنحاز بشكل واضح للموقف الإسرائيلي".

وأضاف أن الخطة ما زالت غامضة في الكثير من بنودها، وتحمل تضاربًا بين عناصرها، فضلًا عن غياب آليات واضحة للتطبيق، مشددًا على أن أي تدخل دولي يجب أن يتم عبر قرار من مجلس الأمن بسقف زمني محدد.

كما أوضح أن استبعاد منظمة التحرير – الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني – من النقاشات يعد خللاً جوهريًا، لافتًا إلى أن الضغط الحالي ينصب على حركة "حماس" للموافقة على الخطة، في حين أن التفاصيل العملية للتنفيذ قد تحمل "شياطين" على حد وصفه، ستخلق إشكاليات كبرى لاحقًا.

خريشة: الخطة نسخة مشوّهة وخطيرة تهدد بوحدة المشروع الوطني

من جانبه، اعتبر الكاتب والصحفي نبهان خريشة أن ما طرحه ترمب ونتنياهو لا يمكن وصفه بخطة حقيقية للسلام، بل هو مشروع منحاز يعكس الشروط الإسرائيلية بشكل كامل.

وقال: "ما أُعلن في المؤتمر الصحفي مختلف عن النسخة الأولى المسربة، حيث أُسقطت بعض البنود المتعلقة بالدولة الفلسطينية، لتصبح الصياغة أكثر غموضًا وقابلة للتأويل"، مشيرًا إلى أن الخطة تتعامل مع غزة وكأنها كيان منفصل، بما يكرس الانقسام الفلسطيني بدل معالجته.

وأوضح خريشة أن البنود المتعلقة بإنشاء لجنة تكنوقراطية لإدارة غزة، أو نشر قوة استقرار دولية، تفتقر لأي وضوح بشأن كيفية التشكيل أو الصلاحيات أو قواعد الاشتباك، مشددًا على أن ذلك يفتح الباب أمام وصاية دولية مباشرة على القطاع، أقرب إلى "انتداب أمريكي" جديد.

وأضاف: "من منظور فلسطيني، هذه الخطة ليست ضمانة حقيقية لتحقيق السلام، بل محاولة لإدارة الصراع وإحياء مشاريع اقتصادية وتجارية على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية"، محذرًا من أن أي قبول لها سيؤدي إلى تفكيك وحدة المشروع الوطني وتهديد إقامة الدولة الفلسطينية.

عطا الله: أخطر ما يواجه الفلسطينيين منذ عقود

أما المحلل السياسي أكرم عطا الله، فوصف الخطة بأنها "أسوأ ما واجهه الشعب الفلسطيني في العقود الأخيرة، إذ تعيد القضية إلى دائرة الوصاية وتسدل الستار على مشروع التحرر الوطني".

ورأى عطا الله أن القيادة الفلسطينية اتخذت موقفًا متوازنًا عندما رحبت فقط بوقف الحرب، دون أن تنخرط في تفاصيل الخطة التي لم تُعرض عليها أساسًا.

وقال: "لو قبلت السلطة الفلسطينية بالخطة لكانت قد سجلت تنازلًا تاريخيًا عن الحقوق، أما رفضها فيعني مواجهة مأساة مضاعفة. لذلك جاء الموقف عقلانيًا بالترحيب بوقف الحرب دون منح الخطة أي شرعية".

وحول الدور الذي يلعبه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، أشار عطا الله إلى أن الأخير سيكون مجرد "أداة من أدوات الوصاية الأمريكية"، موضحًا أن المشروع بأكمله يندرج في إطار فرض وصاية جديدة على الفلسطينيين.

كما لفت إلى أن توقيت طرح الخطة جاء في ظل أزمة إنسانية خانقة في غزة وبعد حراك دولي متعاطف مع الفلسطينيين، معتبراً أن الهدف من الخطة قد يكون منح إسرائيل شرعية لاستئناف الحرب أو ترسيخ مشاريع الترحيل الجماعي لسكان القطاع.

وأجمع المتحدثون في البرنامج على أن أولوية الفلسطينيين اليوم هي وقف العدوان وإنهاء المأساة الإنسانية في قطاع غزة، لكنهم أكدوا في الوقت ذاته أن خطة ترمب تحمل مخاطر سياسية جسيمة، بدءًا من تكريس الانقسام الداخلي، وصولًا إلى فرض وصاية دولية على غزة على حساب المشروع الوطني الفلسطيني.

وبينما رأت القيادة الفلسطينية – كما أوضح د. مجدلاني – أن أي تعاون دولي يجب أن يتم عبر قرارات الشرعية الدولية، اعتبر خريشة أن الخطة تفتقد لأي ضمانات حقيقية وتؤسس لتجريد الفلسطينيين من سيادتهم. فيما شدد عطا الله على أن أخطر ما يواجه الفلسطينيين اليوم هو القبول بخطة قد تشطب قضيتهم الوطنية مقابل وقف مؤقت للحرب.

وبرنامج "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة "REFORM" ويبث عبر شبكة راية الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيم المواطنة.

فيما يلي الحلقة كاملة:

*المصدر: شبكة راية الإعلامية | raya.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com