اخبار فلسطين

وكالة شهاب للأنباء

سياسة

تحليل باحث لـ شهاب: رد حماس يعكس مسؤولية وطنية ويحمل مؤشرات على قرب اتفاق وقف إطلاق النار بغزة

تحليل باحث لـ شهاب: رد حماس يعكس مسؤولية وطنية ويحمل مؤشرات على قرب اتفاق وقف إطلاق النار بغزة

klyoum.com

خاص - شهاب

قال الباحث في القضايا الاستراتيجية والسياسية، هاني الدالي، إن ردّ حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار في غزة جاء إيجابيًا، ويحمل في طيّاته استشعارًا بالمسؤولية الوطنية والدينية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، مؤكّدًا أن الحركة تحرص على استثمار أي فرصة لوقف العدوان المتواصل.

وأضاف الدالي في حديث خاص لوكالة (شهاب) أن حماس سبق وأبدت حسن نية من خلال الإفراج عن أسير يحمل الجنسية "الإسرائيلية" والأمريكية المزدوجة (عيدان ألكسندر)، في خطوة هدفت لتهيئة الأجواء لوقف العدوان، معتبرًا أن ردّ الحركة لم يكن فقط سياسيًا، بل مبنيًا على قراءة دقيقة للمشهد الإنساني والمعيشي في غزة.

وأوضح الدالي أن ما طُرح ليس اتفاقًا نهائيًا بل "ورقة إطار أوليّة"، يجري التفاوض على تفاصيلها خلال الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أن حماس شدّدت في ردّها على ضرورة صياغة محكمة لبنود الورقة، لتفادي الغموض الذي قد يسمح للاحتلال بالالتفاف على الاتفاق، كما حدث سابقًا.

وفي ما يخص ملف المساعدات، أشار الدالي إلى أن الورقة التي عُرضت على الحركة تضمنت توزيعًا للمساعدات على الطريقة الحالية، بما يعمّق الفوضى والمجاعة، ويسمح لمجموعات خارجة عن السياق الوطني بالتحكم في الإغاثة. وردّ حماس على هذا البند كان حاسمًا، إذ شدّدت على ضرورة تدفّق المساعدات بشكل كافٍ ومستمر لتشغيل المستشفيات والمخابز بكامل طاقتها، وأن يكون التوزيع بإشراف أممي من قبل منظمات دولية مثل الهلال الأحمر والأمم المتحدة.

وتابع الدالي: "ورد في الورقة أن العمليات داخل قطاع غزة تتوقف، لكن لم يكن هناك وضوح بشأن الهجمات الجوية أو ما يُسمى العمليات الدفاعية، ما دفع حماس إلى المطالبة بصيغة شاملة توقف جميع العمليات العسكرية بشكل كامل، وليس الاكتفاء بوقف جزئي يُفسَّر وفق مزاج الاحتلال".

أما بخصوص الانسحاب، فأوضح الدالي أن الورقة استخدمت مصطلح "إعادة انتشار"، وهو ما يُعد التفافًا على مطلب الانسحاب التام. وردّ حماس كان واضحًا بضرورة أن يكون الانسحاب شاملًا من كل قطاع غزة، ووفق اتفاق 2 مارس، وليس بتفاهمات مبهمة تُترك لتقديرات الاحتلال.

وحول المفاوضات المستقبلية، قال الدالي إن الورقة المطروحة تضمنت البدء بمفاوضات خلال 60 يومًا حول قضايا ما بعد الحرب، مثل إعادة الإعمار ونزع السلاح، وهو ما اعتبرته حماس طرحًا قد يؤدي لانهيار التفاهمات وإعادة تفجير الأوضاع. ولذلك شددت على ضرورة وجود ضمانات أمريكية باستمرار وقف إطلاق النار حتى في حال تعثّرت المفاوضات بعد الـ60 يومًا، مع استمرار الحوار حتى الوصول إلى اتفاق نهائي وشامل، مؤكّدًا أن ذلك مطلب محوري من الحركة.

صمود المقاومة فرض المعادلة

ويرى الدالي أن المشهد الميداني كان له دور حاسم في دفع المفاوضات للأمام، مشيرًا إلى تصاعد عمليات المقاومة مؤخرًا، والتي كبّدت الاحتلال خسائر كبيرة، منها مقتل أكثر من 15 جنديًا وضابطًا من النخبة خلال أيام قليلة، إلى جانب تنفيذ عمليات دقيقة في عمق مناطق الاحتلال، وتحديدًا ضد غرف القيادة والسيطرة.

وأضاف: "فشلت عمليات الاحتلال بما فيها "مركبات جدعون" و"السيوف الحديدية" في تحقيق أهدافها أو فرض شروط على المقاومة. حتى محاولات التهجير من شمال القطاع باءت بالفشل، بفضل صمود الشعب الفلسطيني الذي أفشل محاولات الاحتلال لاختراق الجبهة الداخلية عبر مجموعات مثل أبو شباب وغيرها".

وأكد الدالي أن حماس حافظت على ثوابت خمسة واضحة: الوقف الكامل للعدوان، الانسحاب الشامل، تدفّق المساعدات، بدء إعادة الإعمار، وتبادل الأسرى. وفي الوقت نفسه، أبدت مرونة في ما يمكن التفاوض عليه، لكن دون تجاوز الخطوط الحمراء الوطنية، أو القبول بأي حلول تهدف لإنهاء المقاومة.

وحول الموقف الأمريكي، أشار الدالي إلى أن الرئيس دونالد ترامب يحاول الاستفادة من هذا الملف سياسيًا، في ظل إخفاقاته في ملفات أخرى كروسيا وأوكرانيا والصين، ويريد تقديم اتفاق غزة كإنجاز.

أما في الداخل "الإسرائيلي"، فاعتبر الدالي أن استمرار الحرب بات عبئًا على نتنياهو، الذي يواجه تراجعًا في شعبيته، وضغطًا من المؤسسة العسكرية التي تعاني من "تعب المعركة" وهبوط الروح القتالية، بالإضافة إلى احتجاجات أهالي الجنود الأسرى، ونتائج استطلاعات الرأي التي تظهر تأييدًا واسعًا لوقف إطلاق النار.

وختم بالقول: "نتنياهو قد يكون بحاجة الآن إلى مخرج سياسي يحفظ ماء وجهه، وربما يكون ترامب هو من يوفّر له هذا الغطاء، لكن في كل الأحوال، ردّ حماس الأخير يحمل مؤشرات قوية على أن اتفاق وقف إطلاق النار بات أقرب من أي وقت مضى".

*المصدر: وكالة شهاب للأنباء | shehabnews.com
اخبار فلسطين على مدار الساعة