نتنياهو يفتح النار على رئيس الشاباك بالوثائق.. ماذا جاء في إفادته للمحكمة العليا لدى الاحتلال؟
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
مباراة برشلونة وإنتر ميلان على حافة التأجيل!ترجمة خاصة - شبكة قُدس: قدم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، إفادة مضادة أمام المحكمة العليا لدى الاحتلال، ردًا على الإفادة التي قدمها رئيس جهاز الشاباك رونين بار الأسبوع الماضي، وذلك بحسب ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت". وفي إفادته، التي جاءت تحت القسم، استخدم نتنياهو بروتوكولات سرية من اجتماعات الكابنيت، بعد أن صادق بنفسه على كشف مواد شديدة السرية.
ووفقًا للصحيفة، اتهم نتنياهو رئيس الشاباك بالكذب فيما يتعلق بالتحذيرات السابقة لأحداث السابع من أكتوبر، وإدارته للتصعيد مع قطاع غزة، وشهادته في محاكمة نتنياهو، وتعاطيه مع الاحتجاجات ضده، مقدماً سلسلة وثائق تهدف إلى دحض إفادة رونين بار. وعلى الرغم من تناوله للادعاء المركزي بأن نتنياهو طلب من بار الامتثال له بدلاً من أوامر المحكمة العليا حال حدوث أزمة دستورية، إلا أن نتنياهو لم ينفِ ذلك صراحةً، مكتفيًا بوصف إخفاق بار بأنه "أكبر فشل استخباري في تاريخ إسرائيل".
وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن نتنياهو طلب تمديد المهلة لتقديم إفادته، مدعيًا أن الإفادة السرية التي قدمها بار وصلت إليه في وقت متأخر عن الموعد المقرر، وأن محاميه كان موجودًا في بولندا، ما استدعى تأجيل التقديم حتى اليوم.
وفي تفاصيل الإفادة، نقلت الصحيفة أن نتنياهو اتهم بار بعدم إصدار تحذير حول هجوم وشيك ليلة السابع من أكتوبر، وعدم تفعيل النظام الأمني كما ادعى. وأظهر نتنياهو، من خلال الوثائق المرفقة، أن بار أجرى تقييمًا للوضع قبل ساعة وربع من بدء العملية، لكنه امتنع عن إعلان حالة الطوارئ أو رفع درجة الاستعداد القصوى، بل أصدر تعليمات بالحفاظ على جاهزية متوسطة لتجنب "سوء تقدير"، وفق نص الإفادة.
وبحسب ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن نتنياهو أكد أن بار لم يُحذر أيًا من المسؤولين السياسيين أو الأمنيين أو حتى فرق الطوارئ في المستوطنات أو منظمي مهرجان نوفا قبل بدء عملية حماس. كما أشار إلى أن رئيس الشاباك، طوال عام 2023، لم يحذر من تصعيد عسكري محتمل مع غزة، بل دعا لتعزيز الاقتصاد هناك وتفادي الاغتيالات حفاظًا على الاستقرار.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو استند إلى تصريحات سابقة لرئيس الشاباك في اجتماعات الكابنيت لتدعيم روايته، منها قوله في يناير 2023 إن إدخال العمال الفلسطينيين من غزة إلى الداخل المحتل ساهم في منع تصعيد إقليمي خلال شهر رمضان، كما أشار إلى أن رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار يفضل تجنب مواجهة شاملة.
وفي استكمال لما نشرته "يديعوت أحرونوت"، استعرض نتنياهو مواقف بار خلال اجتماعات أخرى، مثل رفضه اقتراح اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري مطلع عام 2023، وتأكيده على أن قطاع غزة "مردوع" رغم وجود إنذارات أمنية في مناطق أخرى. كما أوضح أن بار شدد على أن سياسة حماس تهدف لضبط الأوضاع في القطاع وإشعال الضفة الغربية.
وتابعت الصحيفة بأن نتنياهو فند أيضًا اتهام بار له بمحاولة منع شهادته في محاكمة الفساد التي يخضع لها، موضحًا أنه أصر على تقديم الشهادة دون تأخير، وأمر بإعداد خطة لحمايته أثناء وجوده في المحكمة. وشدد نتنياهو على أنه لم يطلب بأي شكل من الأشكال تأجيل الإجراءات القضائية.
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، تطرق نتنياهو إلى اتهامات بار المتعلقة بملاحقة قادة الاحتجاجات ضده، موضحًا أنه لم يطلب القيام بمتابعة غير قانونية بل طالب فقط بمعرفة الحدود القانونية المسموح بها، مشيرًا إلى تقاعس الشرطة في التعامل مع اعتداءات وتهديدات بحق مسؤولين حكوميين.
واستنادًا لما أوردته الصحيفة، كشف نتنياهو عن تفاصيل محادثة مع رونين بار تساءل خلالها عن الإطار القانوني للتعامل مع مضايقات المتظاهرين، مشبّهًا الوضع بملاحقة أشخاص بواسطة أدوات صوتية مؤذية. ورد بار عليه بأنه لا يعلم حدود القانون الدقيقة في مثل هذه الحالات.
وفي سياق متصل، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن نتنياهو لم ينفِ بشكل قاطع الادعاء الأخطر، وهو طلبه من بار تفضيل أوامره الشخصية على أوامر المحكمة العليا حال وقوع أزمة دستورية، مشيرًا فقط إلى عدم وجود ذكر صريح لذلك في نصوص الاجتماعات الرسمية.
كما أوضحت الصحيفة أن نتنياهو تناول في إفادته قضية ما يعرف بـ"فضيحة قطر"، معتبرًا أن التحقيقات التي فُتحت بحقه، بالتزامن مع نية معروفة مسبقًا لإقالة بار، كانت ذات طابع انتقامي ومغرض، وليست وليدة مسار قضائي سليم.
ووفقًا لما نشرته "يديعوت أحرونوت"، اتهم نتنياهو رئيس الشاباك بسلسلة من الإخفاقات، أبرزها سوء التعامل مع التحريض على العنف ضد المسؤولين، وثغرات أمنية في مناطق محمية، وسقوط قنابل إضاءة قرب منزله في قيساريا، مؤكدًا في الوقت ذاته أن حكومته التزمت بالقانون ولم تتخذ إجراءات غير قانونية ضد المحتجين.
وفيما يخص إفادة رونين بار الأصلية، أفادت الصحيفة أنه اتهم فيها نتنياهو باستخدام سلطته للتأثير على جهاز الشاباك بهدف قمع المظاهرات، وربط بينه وبين نظريات مؤامرة طالت الجهاز على خلفية تقصيراته يوم السابع من أكتوبر. كما أرفق بار إفادة سرية إلى جانب الإفادة العلنية، معلنًا اعتزامه الاستقالة قريبًا.
وأوردت "يديعوت أحرونوت" أن مكتب نتنياهو أصدر فورًا بيانًا يصف إفادة رونين بار بأنها "كاذبة"، متوعدًا بكشف تفاصيل تكذيبها لاحقًا، مع تجنب الإشارة إليه بصفته الرسمية كرئيس لجهاز الشاباك.
وفي خطوة متصلة، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن حكومة الاحتلال أقرت بالإجماع بيانًا دعا المحكمة العليا إلى التراجع عن قرارها المؤقت بتجميد إقالة بار، مهددة ضمنيًا بإحالة القضية مجددًا إلى الحكومة للبت فيها إذا لم تتراجع المحكمة.
وفي جلسة حكومة الاحتلال، دعت شخصيات وزارية عدة إلى قراءة إفادة نتنياهو بدقة، مشددين على ما وصفوه بـ"المفاجآت" التي تتعلق بسلوك رئيس الشاباك صباح السابع من أكتوبر، وفقًا لما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وختمت "يديعوت أحرونوت" تقريرها بنقل تصريحات لوزير الاتصالات شلومي كارعي الذي قال إنه إذا لم تتراجع المحكمة العليا عن قرارها، يتعين على الحكومة أن تحسم المسألة بنفسها، وهي مواقف أيدها نتنياهو وأكد أن القضية ستعود للبحث داخل الحكومة.