الضربة الافتتاحية الثانية... قريباً على إيران!
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
فلسطين في قلب بطولة إيطاليا وورلد غيم 2025د. محمد مشتهى
هناك من يعتقد بأن الحرب على إيران إنتهت، وهذا كلام غير صحيح، لكن يمكن القول أن الفصل الأول منها إنتهى وسوف يليه فصل ثاني وفي حال احتاج الأمر لثالث أو رابع فإنه آتٍ لا محالة، ولن تكون هناك فروقات زمنية بعيدة بين كل فصل وآخر، بمعنى أن الضربة الإفتتاحية الثانية على إيران هي قريبة جداً وما يؤخرها فقط هو توفر عامل المفاجئة رقم ٢.
*المؤشرات والدلائل*
- توقفت الحرب بين "إسرائيل" وإيران على قاعدة الهدوء يقابله هدوء، وفي هذه الحالة يمكن ل "إسرائيل" أن تهاجم إيران متى أرادت، والباب مفتوح.
- "إسرائيل" أنجزت سلسلة من الأهداف التكتيكية في إيران مثل الإختراق الداخلي والقضاء على الكثير من الدفاعات الجوية مما جعل سماء إيران مفتوحة وإلحاق الضرر بالبرنامج النووي واغتيال قادة وعلماء نوويين، لكنها لم تحقق بعد أي هدف إستراتيجي مما وضعته على سلم أهدافها، والجميع يعلم بأن من يحقق أهداف تكتيكية لا يمكن له أن يتوقف عند هذا الحد، فمجموع الأهداف التكتيكية تقود في النهاية لتحقيق هدف أو أهداف إستراتيجية.
- الأهداف التي وضعتها "إسرائيل" للحرب على إيران لم تتحقق بعد، وأهمها القضاء على البرنامج النووي والباليستي وإسقاط النظام، وكذلك الهدف الذي أرادته أمريكا وهو استسلام إيران غير المشروط.
- ترامب في تصريح له قال بأنه يمكن معاودة مهاجمة إيران.
- "إسرائيل" قالت بأن إسقاط النظام أهم من القضاء على البرنامج النووي.
- نتنياهو وترامب أصبحا ملوك الكذب والتضليل، والآن يعدّون حملة تضليل أخرى مدخلها انشغالهم بإنهاء الحرب على غزة وقضية العفو عن نتنياهو وإشغال الرأي العام بجملة واسعة من الأخبار التي توهم الجميع بإنشغالهم بقضايا بعيدة عن الشأن الإيراني.
- إن شكر ترامب لإيران أنها وافقت على وقف إطلاق النار هو تضليل، وإظهار أن أمريكا تنفست الصعداء بعد وقف اطلاق النار هو تضليل، وحكاية أنه مستاء من "إسرائيل" هو تضليل، وحكاية أنه قال للطيارين الإسرائيليين أن يلقوا التحية على إيران من الجو هو تضليل، وقوله أن أمريكا لا تريد اسقاط النظام لعدم إحداث مشاكل إضافية في الشرق الأوسط هو تضليل، فمنذ متى تهتم أمريكا أو "إسرائيل" بالهدوء في الشرق الأوسط ؟!!، كل ذلك يُراد منه أن يتم ابتلاع أن أمريكا لا ترغب بالحرب أو مزيدا من التصعيد لتحقيق أكبر قدر من المفاجأة.
- "إسرائيل" الآن بالتنسيق الكامل مع أمريكا تعد لضربة افتتاحية أخرى تطال رموز الحكم الجدد بما فيهم المرشد الأعلى، بالإضافة لحملة استخباراتية رهيبة لجمع المعلومات عن الصواريخ البالستية وتجديد الخلايا الداخلية في إيران التي ستساهم في زعزعة النظام الإيراني من الداخل ومحاولة إسقاطه، ولن يهنأ ل "إسرائيل" أو لأمريكا بال قبل إسقاط النظام الإيراني، فهذا هو الهدف الأسمى الذى يحقق كل الأهداف الأخرى بالنسبة لهم.
- وأتساءل، لماذا على "إسرائيل" وأمريكا إنهاء الحرب بهذه الطريقة؟ فالنظام ذاته باقي، والصواريخ البالستية باقية، والبرنامج النووي في المجهول واليورانيوم المخصب في المجهول، ولا يوجد تفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا يوجد أي مؤشر من مؤشرات استسلام النظام أو تراجعه عن أيدولوجياته تجاه "إسرائيل" أو أمريكا، حتى أن البرلمان الإيراني عندما صادق على عدم التعاون مع وكالة الطاقة الذرية هتف أعضاء البرلمان على الهواء مباشرة "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل"
- إن المتابع لنسق التعاون بين ترامب ونتنياهو يجد بأن هناك انسجام كبير بينهما في التعاطي مع كافة القضايا وهم إعترفوا بذلك علنا وأكثر من مرة، وإن التضليل الإعلامي هو أحد أهم أدواتهما، والعالم كله شاهد ذلك وأقر به.
- إذن ومن كل ما سبق فإننا أمام حملة تضليلية هي استكمالا لما سبقها، وهي بمثابة تخديل جديد للنظام الإيراني وجمع معلومات لمفاجئته بضربة افتتاحية لمعركةٍ قد تكون أشد وأعمق، لأن تماسك إيران وما لديها من قوة آذت "إسرائيل" واحدثت دمارا غير مسبوقا وطالت أماكن حساسة وسرية، كل ذلك كان جديرا بأن تأخذ "إسرائيل" خطوة للخلف كونها علمت أن المعركة تحتاج لأكثر من فصل ولا يمكن إنهاؤها بفصل واحد فقط، فهل إيران يقظة لهذا التضليل الكبير؟ وهل إيران ستستبق بداية الفصل الثاني بعمل مظلة حماية جوية لسمائها، وتأمين الداخل من عملاء الموساد، وإجبار قيادتها بالتعامل أمنيا وكأن الحرب جارية، فهل هي يقظة بما فيه الكفاية لتجنب كارثة كبيرة؟!