تقرير شلال الدم في غزة مستمر.. الاحتلال يواصل حرب الإبادة والعالم يغض الطرف

خاص _ شهاب 

في مشهد يعكس أقصى درجات الصمت الدولي، تتواصل الغارات الجوية والقصف المدفعي العنيف على مدينة غزة منذ 4 أيام بصورة مسعورة، في وقت يواصل فيه الاحتلال تشديد عدوانه دون توقف، وسط ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى بشكل يومي. 

أصوات الانفجارات لا تفارق سماء المدينة، والدخان يعلو فوق الأحياء السكنية التي باتت تتحول إلى ركام، بينما تحاول فرق الإسعاف انتشال الضحايا من تحت الأنقاض في ظل حصار خانق ونقص حاد في الإمكانيات، ومع استمرار هذا العدوان، يبقى العالم متفرجًا، عاجزًا عن إيقاف شلال الدم الذي يتدفق في شوارع غزة، حيث يدفع المدنيون الثمن الأكبر في حرب تبدو أن لا أحد يريد إيقافها.

مواصلة الإبادة 

رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، الدكتور صلاح عبد العاطي، قال إن قوات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل تصعيد عملياتها العسكرية وحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، في ظل قصف مستمر ومجازر يومية بحق المدنيين، ما يؤدي إلى ارتقاء أكثر من 100 شهيد وإصابة أكثر من 300 يوميًا.

وأوضح عبد العاطي في حديث خاص لوكالة "شهاب" أن الاحتلال يسعى للضغط على المفاوض الفلسطيني لإجباره على القبول بصفقة جزئية وفقًا للاشتراطات "الإسرائيلية"، إلى جانب مواصلة تحويل القطاع إلى منطقة غير صالحة للحياة.

وأكد أن عجز المجتمع الدولي تسبب في استمرار حرب الإبادة، ما أدى إلى مزيد من المعاناة للمدنيين في غزة، وسط تفشي المجاعة وعجز المجتمع الدولي عن الضغط لفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.

وطالب رئيس "حشد" بضرورة ممارسة المزيد من الضغوط الدولية لوقف حرب الإبادة الجماعية وضمان تدفق المساعدات وإنهاء معاناة المدنيين الفلسطينيين، محذرًا من تداعيات كارثية لا يمكن تدارك أبعادها كلما طال أمد الحرب.

القتل لغرض القتل 

كما أكد الكاتب والمحلل السياسي أحمد غنيم أن الاحتلال "الإسرائيلي" صعّد من وتيرة قصفه بشكل هستيري على مدينة غزة وشمالها خلال الأيام الأخيرة الماضية، في واحدة من أشد موجات التصعيد منذ بداية الحرب.

وأوضح غنيم في حديث خاص لوكالة "شهاب"، أن الليالي الماضية شهدت عشرات الغارات المكثفة التي استهدفت المناطق الشمالية والشرقية من المدينة، معظمها في مناطق مخلاة، ما أدى إلى دمار واسع في تلك المناطق، في وقت يواصل الاحتلال استهداف مراكز الإيواء، بينها مدارس وخيام تؤوي النازحين، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء والإصابات.

وأشار إلى أن الاحتلال يواصل ارتكاب الجرائم بحق النازحين دون أي اكتراث بالقوانين والمواثيق الدولية، مستغلًا كل عملية تفاوض للضغط على المفاوض الفلسطيني من خلال ارتكاب المجازر بشكل موسع في مختلف مناطق القطاع، ولا سيما مدينة غزة وشمالها.

وقال غنيم إن الاحتلال يمارس القتل من أجل القتل، متخذًا من المفاوضات ذريعة لمواصلة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، مؤكدًا أن حكومة الاحتلال الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو لا تهتم إلا بمصالحها الشخصية واستمرار بقائها في الحكم، حتى لو كان ذلك على حساب أسراها وجنودها.

ومع تصاعد عمليات الإبادة والقصف الذي لا يميز بين طفل وامرأة وشيخ، تتجلى الحاجة الملحة اليوم إلى تحرك دولي فاعل وجاد لوقف شلال الدم، وإنهاء الحصار، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

اخبار فلسطين على مدار الساعة