التفكجي يحذّر: ما يحدث في القدس ورام الله مقدمة لمخطط شامل بالضفة
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
كوريا الجنوبية: نعتزم الاعتراف بدولة فلسطينرام الله - قدس الإخبارية: حذّر الخبير في شؤون الاستيطان والباحث المقدسي خليل التفكجي من خطورة ما يجري حاليًا في قرى شمال غرب القدس ورام الله من حصار وإغلاق وعزل قسري، مؤكّدًا أن هذه الإجراءات تمثل مقدمة واضحة لما سيجري لاحقًا في مختلف مناطق الضفة الغربية، ضمن سياسة إسرائيلية تستهدف عزل القرى والتجمعات الفلسطينية عن مراكز المدن وتحويلها إلى "سجون كبيرة".
أشار التفكجي إلى أن قرية بيت إكسا باتت نموذجًا صارخًا للعزل الممنهج، إذ تحاصرها المستوطنات وجدار الفصل العنصري بشكل كامل، ولا يسمح لأي فلسطيني من خارجها بالدخول إليها إلا إذا كفله أحد سكانها ولوقت محدد. ويعيش نحو ألفي نسمة من سكان القرية في عزلة خانقة، رغم أنها مصنفة منطقة "ب"، غير أن الاحتلال سحب صلاحيات السلطة الفلسطينية فيها وأخضعها للحكم العسكري المباشر.
أما قرية النبي صموئيل، المصنفة ضمن المنطقة "ج"، فهي مثال آخر لمعاناة القرى المقدسية، إذ لا يتجاوز عدد سكانها 170 نسمة يعيشون وسط حصار مشدد. ودُمّرت القرية عام 1972، ومنذ ذلك الحين يمنع الاحتلال إعادة إعمارها أو ترميم بيوتها. وصادر الاحتلال أكثر من 3,500 دونم من أراضيها، ولم يُبقِ للسكان سوى بيوتهم القديمة المتهالكة، بينما تضم مدرسة وحيدة عبارة عن غرفة صغيرة. كما يمنع الاحتلال دخول أي شخص إليها باستثناء سكانها، رغم أهميتها التاريخية باعتبارها قلعة صليبية ومنطقة أثرية بارزة.
وتحدث التفكجي عن حي الخلايلة شمال غرب القدس، حيث يقطن نحو 50 نسمة فقط في منطقة مصنفة "ج"، محاطة بالكامل بالمستوطنات من جميع الجهات وتخضع لحكم عسكري مباشر. ويعيش السكان في ظروف قاسية، محرومين من التوسع العمراني أو أي خدمات أساسية.
وامتد الحصار الإسرائيلي إلى قرى وبلدات غرب رام الله، حيث حوّل الاحتلال بلدات مثل نعلين وشقبا ودير عمار والنبي صالح إلى "سجون مغلقة"، بعد أن نصب بوابات حديدية على مداخلها. وأمس الأحد، أغلقت قوات الاحتلال المدخل الشمالي لبلدة الرام شمال القدس بشكل مفاجئ، ما تسبب بأزمة مرورية خانقة ومنع دخول أو خروج المركبات. وأكد شهود عيان أن قوات الاحتلال انتشرت بشكل مكثف عند حاجز جبع القريب، ما ضاعف من معاناة المواطنين الذين اضطروا لسلوك طرق التفافية طويلة للوصول إلى أعمالهم أو العودة إلى منازلهم.
ويرى التفكجي أن هذه الإجراءات ليست معزولة أو مؤقتة، بل تأتي ضمن خطة إسرائيلية أوسع تهدف إلى تقسيم الضفة الغربية إلى "جزر سكانية" محاصرة بالبوابات والحواجز العسكرية، بحيث يُعزل كل تجمع سكاني عن الآخر. وقال: "ما يحدث اليوم في القدس ورام الله هو صورة مصغرة لما يخطط له الاحتلال في الضفة الغربية، بحيث يتم التحكم في حركة الفلسطينيين بشكل كامل ومنع التواصل الجغرافي بين القرى والمدن".
ويؤكد مراقبون أن سياسة إغلاق القرى والبلدات الفلسطينية بالبوابات الحديدية تمثل خطوة جديدة ضمن مشروع "الأبرتهايد" الإسرائيلي، الذي يسعى لفرض وقائع ميدانية دائمة على الأرض، بما يكرس السيطرة العسكرية ويقوّض أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيًا.