اخبار فلسطين

وكالة سوا الإخبارية

سياسة

إجحاف لكن سنتعامل بإيجابية - صحيفة: حماس في مفترق طرق عقب خطة ترامب

إجحاف لكن سنتعامل بإيجابية - صحيفة: حماس في مفترق طرق عقب خطة ترامب

klyoum.com

قالت صحيفة "الشرق الأوسط"، صباح اليوم الأربعاء 1 أكتوبر 2025، إنه "غداة إعلان خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوقف الحرب في غزة ، التي حظيت بموافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، أصبحت الكرة في ملعب حركة “ حماس ” التي يترقب الجميع ردها".

وأظهرت إفادات من مصادر في الحركة، تحدثت إلى الصحيفة، وتعليقات متفرقة لعناصر من قواعدها، حالةَ ارتباك بشأن الموقف من الخطة التي وصفتها مصادر بأنها “مجحفة وظالمة”، لكنها قالت إنها ستتعامل رغم ذلك بـ”إيجابية مطلقة” حيالها.

وتبرز بنود إشكالية تتعلق بالنص في الخطة على تفكيك قدرات “حماس” العسكرية ونزع سلاحها باعتبارها نقطة أساسية ركز عليها ترمب ونتنياهو خلال إعلان الخطة، مساء الاثنين، في واشنطن، وقال مصدر كبير في “حماس” لـ”الشرق الأوسط” إن “كل شيء بالنسبة للسلاح والقضايا الملحة يتم مناقشتها، وستتخذ بالإجماع مع فصائل المقاومة”.

وطرح ترمب خطته لإنهاء الحرب في غزة، وتضمنت بنوداً عدة؛ أبرزها الانسحاب التدريجي للجيش الإسرائيلي من غزة، وتفكيك سلاح حركة “حماس”، ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على بنودها.

واعتبر ترمب أن إعلانه “يوم تاريخي للسلام في الشرق الأوسط”؛ إذ ربط تنفيذ خطته لإنهاء الحرب بتوسيع نطاق الاتفاقات الإبراهيمية، منوهاً بمستوى “الدعم العظيم” الذي حظيت به الخطة من قادة دول بالشرق الأوسط.

إيجابية مطلقة... وتعديلات

لكن مصادر من “حماس” وصفت الخطة الأميركية بأنها “مجحفة وظالمة، وتخدم مصالح الإسرائيليين ولا تحقق مطالب الفلسطينيين إلا في جزئيات بسيطة ومعدومة في العديد من الحالات”. ومع ذلك قالت المصادر إنه “رغم ذلك الحركة ستتعامل بإيجابية مطلقة مع الخطة”.

ونوهت المصادر بما وصفته بـ”نقاط فضفاضة لا تحمل التزامات أو ضمانات حقيقية بتنفيذ شروطها، وتترك لإسرائيل حرية العمل في القطاع، خصوصاً فيما يتعلق بتنفيذ عملية الانسحاب التدريجي”، موضحة أنها “قد تقدم بعض التعديلات الطفيفة فيما يتعلق بقضية إطلاق سراح المختطفين وكذلك تسليم رفاة القتلى منهم”.

وبررت طلب التعديل بأن هناك حاجة لمزيد من البحث عن الجثامين “خاصة وأن بعضهم ما زال في مناطق تحت الركام بعد أن تعرضوا للقصف الإسرائيلي، كما أن المقاومة في الميدان بحاجة للعديد من التفاصيل لجمع الأسرى ونقلهم من مكان إلى آخر”.

وبينت أن مدة الـ72 ساعة (المطروحة من قبل ترمب) غير منطقية في مثل هذه الظروف، وهناك حاجة لأيام أكبر، لافتةً إلى أن “الحركة تقبل بالإفراج عن 250 أسيراً فلسطينياً من أصحاب المحكوميات المؤبدة، وتعتبره معقولاً بالنسبة لها”.

اجتماعات... ورد خلال يومين

أشارت المصادر إلى أنه منذ لحظة تسلم الخطة، بدأت اجتماعات داخل الحركة الليلة الماضية واستمرت حتى ساعات الفجر الأولى، وكشفت أنه “تم إرسال نسخة من الخطة لفصائل فلسطينية، وسيتم إجراء مناقشات بشأنها”.

وبشأن ما إذا كان تم تحديد موعد معين لتسليم الرد، قالت المصادر إن “الوسطاء طلبوا تسريع عملية المناقشة والرد عليها سريعاً في أقرب وقت ممكن وفي غضون يومين”، مشيرةً إلى أن “هذا الأمر ليس ملزماً للحركة التي لديها إجماع على ضرورة التعامل بإيجابية مع أي مقترح يضمن وقف الحرب بشكل كامل، وإعادة الإعمار، ورفع الحصار، والانسحاب الإسرائيلي الكامل”.

وأعلنت قطر عن محادثات، مساء الثلاثاء، في الدوحة مع “حماس” وتركيا ومصر؛ لمناقشة خطة ترمب، وأكدت أن وفد الحركة الفلسطينية وعد بدراستها “بمسؤولية”.

وقال ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، خلال مؤتمر صحافي بالدوحة الثلاثاء: “قامت قطر ومصر يوم أمس (يقصد الاثنين) من خلال الاجتماعات التي جرت هنا في الدوحة، مع الوفد التفاوضي من حركة (حماس)، بتسليم الخطة، ووعد الوفد التفاوضي بدراستها بمسؤولية”.

وجاءت التصريحات غداة إعلان ترمب خطةً للسلام من 20 بنداً لإنهاء الحرب المتواصلة منذ قرابة عامين بين إسرائيل وحركة “حماس” في غزة، بما في ذلك آلية لتطوير القطاع، وإطلاق عملية تنتهي بإقامة دولة فلسطينية.

وأضاف الأنصاري: “اليوم (الثلاثاء) أيضاً سيكون هناك اجتماع آخر بحضور الجانب التركي كذلك مع الوفد التفاوضي؛ بهدف التشاور حول هذه الخطة”.

قالت مصادر من “حماس” داخل القطاع إن “هناك قيادات في الحركة داخل غزة أبلغت القيادة في الخارج بضرورة التعامل بإيجابية مع المقترح بما ينهي الحرب”، لافتةً إلى أن “هناك دعماً أيضاً من القيادة العسكرية لـ(كتائب القسام) لهذا الشأن”. وبينت أن “مثل هذا القرار داخل القطاع (للتعاطي بإيجابية) لم يكن حاضراً هذه المرة فقط، بل كان موجوداً لدى قيادة الخارج منذ أشهر ودعمه القائد الراحل لكتائب (القسام) محمد السنوار قبيل اغتياله (يونيو/ حزيران) الماضي”.

لكن موقفاً متبايناً عبرت عنه قيادات من “حماس” رأت أن “الخطة مخادعة، وأن الولايات المتحدة معنية بتحقيق إنجاز شخصي لترمب، إلى جانب تحقيق هدف استعادة المختطفين فقط ثم استئناف الحرب بطرق مختلفة، ولذلك يعارضونها، كما تقول المصادر لـ”الشرق الأوسط”.

وتواجه “حماس” ضغوطاً داخلية وخارجية، وذلك بفعل مطالبة السكان وشخصيات من داخلها وخارجها بضرورة التجاوب مع الخطة بما يحفظ ما تبقى من قطاع غزة وينهي معاناة السكان.

ووجهت قيادات محلية من غزة خدمت في مواقع قيادية داخل حكومة “حماس”، رسائل للحركة، تؤكد دعمها للاتفاق، رغم أنه لا يلبي مطالب الفلسطينيين بشكل كامل، ولا ينصفهم، كما رأوا.

ونصح رئيس بلدية خان يونس علاء البطة وأحد قادة “حماس” المحليين في المحافظة، عبر منشور على حسابه على منصة “فيسبوك”، الثلاثاء، قيادة الحركة والفصائل، بعقد “اجتماع افتراضي والاتفاق على تسليم الرد بشكل جماعي، والموافقة على خطة ترمب فوراً”، واصفاً ذلك بأنه “تجرع للسم”.

ودعا إلى “تشكيل وفد تفاوضي من شخصيات وطنية وخبراء برئاسة السلطة الفلسطينية وبرعاية السعودية ومصر وقطر وتركيا لاستكمال النقاط العالقة، ومحاولة تحسين بعض البنود، والحصول على الضمانات اللازمة وأماكن الانسحاب وتحديد موعد له”.

ورأى أنه في حال صعب القيام بذلك، أو التوصل لاتفاق، أن تتوجه “حماس” لإعلان تسليم ملف قطاع غزة إلى اللجنة العربية الإسلامية برئاسة السعودية ومصر، والالتزام بكل ما يصدر عنها، وصدرت دعوات مماثلة من العديد من الشخصيات من الأكاديميين وغيرهم.

*المصدر: وكالة سوا الإخبارية | palsawa.com
اخبار فلسطين على مدار الساعة