الإعلام الإسرائيلي يحذر من تصاعد تأثير السفيرة الفلسطينية لدى إيطاليا
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
حماس: حظر تزويد الأونروا بالخدمات خطوة تصعيدية خطيرةتابعنا أيضا عبر تويتر @alwatanvoice رام الله - دنيا الوطن
اعتبرت المراسلة السياسية لصحيفة معاريف الإسرائيلية، آنا برسكي، إن القلق الإسرائيلي لم يعد مقتصرًا على القيادات السياسية الفلسطينية التقليدية، بل اتسع ليشمل شخصيات دبلوماسية فلسطينية جديدة تنشط بهدوء داخل العواصم الأوروبية، وفي مقدمتها السفيرة الفلسطينية لدى إيطاليا، منى أبو عمارة.
ووفق ما أوردته برسكي، فإن دوائر سياسية إسرائيلية تنظر إلى أبو عمارة باعتبارها أحد أبرز وجوه ما تصفه بـ"الدبلوماسية الفلسطينية الناعمة"، في ظل الدور الذي تؤديه في تعزيز التقارب بين روما ورام الله. وتربط هذه الأوساط بين هذا النشاط الدبلوماسي واللقاء الأخير الذي جمع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، معتبرة أن هذا التقارب لم يكن خطوة بروتوكولية عابرة، بل نتيجة جهد دبلوماسي تراكمي تقوده السفيرة الفلسطينية بعيدًا عن الأضواء.
وتشير المراسلة الإسرائيلية إلى أن أبو عمارة باتت تُعد عنصرًا مؤثرًا في إعادة تشكيل المزاج السياسي الإيطالي حيال القضية الفلسطينية، من خلال اعتماد أسلوب مختلف عن الدبلوماسية الفلسطينية التقليدية، يقوم على خطاب هادئ ومقاربة حقوقية تتلاءم مع الذهنية الأوروبية، إلى جانب تواصل مباشر مع النخب السياسية والإعلامية.
وبحسب التحليل الإسرائيلي، فإن هذا النمط من العمل الدبلوماسي يُنظر إليه على أنه أكثر فاعلية وخطورة، لكونه لا يعتمد على المواجهة العلنية أو الخطاب التصعيدي، بل على التأثير التراكمي طويل الأمد داخل مراكز صنع القرار. وتلفت برسكي إلى أن الخلفية المقدسية للسفيرة، والتي تحرص على إبرازها في ظهورها الإعلامي، تضيف بعدًا رمزيًا حساسًا، إذ ترى إسرائيل في ذلك محاولة لنقل التشكيك بالرواية الإسرائيلية حول القدس إلى الساحة الأوروبية.
وفي هذا الإطار، لا تُصنَّف أبو عمارة في الخطاب الإسرائيلي كسفيرة فحسب، بل كجزء من معركة أوسع على الشرعية الدولية والرأي العام، حيث باتت الدبلوماسية، وفق هذا التصور، ساحة مواجهة موازية للميدان العسكري.
وتحذر برسكي من أن التجربة الإيطالية قد تتكرر في دول أوروبية أخرى إذا استمر هذا النهج الدبلوماسي الفلسطيني، معتبرة أن نتائجه قد تكون استراتيجية على المدى الطويل، رغم ابتعاده عن الضجيج الإعلامي.
وتخلص القراءة الإسرائيلية إلى أن ما تصفه بـ"الدبلوماسية الهادئة" التي تمثلها أبو عمارة باتت تُعد تهديدًا سياسيًا حقيقيًا في نظر إسرائيل، في مؤشر على تحول طبيعة الصراع نحو أدوات التأثير والكلمة والصورة، إلى جانب أدوات القوة التقليدية.