اخبار فلسطين

وكالة شهاب للأنباء

سياسة

"أيوب".. الشاب الذي صبر حتى هزمه الجوع وأنهى حياته!

"أيوب".. الشاب الذي صبر حتى هزمه الجوع وأنهى حياته!

klyoum.com

تقرير - شهاب 

استشهد الشاب الفلسطيني أيوب صابر أبو الحصين (29 عامًا) من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، متأثرًا بحالة سوء تغذية حادة نتيجة الحصار الخانق وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع منذ أشهر.

أيوب، الذي حمل اسمه رمزية الصبر، خاض معركة صامتة مع الجوع، انتهت بانهيار جسده النحيل، حيث وصلت حالته إلى مراحل متقدمة من الهزال ونقص المناعة، ولم يكن مجرد حالة وفاة، بل كان شهادة حية على موت الضمير، وعار يتوسد ذاكرة كل صامت.

صورة أيوب على سرير العلاج، بضلوعه البارزة وجسده المنهك، كانت كافية لتلخص حجم الكارثة الإنسانية في غزة، والتي تزداد سوءًا مع كل يوم يمر دون إغاثة أو تدخل عاجل.

أيوب صابرٌ باسمه، شهيدٌ بصبره، ووصمة في جبين من جعلوا الجوع سلاحًا، ووفاته ليست حالة فردية، بل جرس إنذار حقيقي لما قد يواجهه آلاف المرضى والأطفال في القطاع المحاصر، في ظل غياب الغذاء والدواء والماء النظيف، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي في تشديد الحصار ومنع إدخال المساعدات.

ودعا نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي المنظمات الدولية للتحرك الفوري، فالموت بالجوع أصبح واقعًا في غزة، وليس مجرد تحذير.

كما نشر مدونون ونشطاء صور أخرى مؤثرة تبرز حجم المجاعة وسوء التغذية الذي يعانيه سكان غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ قرابة السنتين، وعلق آخرون "لست بحاجة لأن أقول إننا في غزة نعيش أقسى أيام الأرض فأنتم ترون وتعرفون".

وكتب مدونون في غزة "أنت مخير بين أمرين، إما أن تزحف نحو المواقع العسكرية الإسرائيلية والأميركية -وهي بمثابة مصيدة للأرواح وقتل للجائعين كل يوم- أو أن تبقى مكانك وتموت جوعا أنت وأطفالك".

مدير عام وزارة الصحة بغزة الدكتور منير البرش، قال في تغريدة على منصة التواصل الاجتماعي (X): "ليس الأطفال وحدهم من يدفعون ثمن المجاعة، فكل الفئات الضعيفة التي تحتاج إلى علاج وغذاء صحي باتت مهددة بالموت بسبب الحصار".

وأضاف البرش، أن "الشاب أيوب صابر أبو الحصين (29 عاماً) وصل إلى المستشفى الميداني جثة هامدة، بعد أن أصيب بسوء تغذية حاد"، معتبرًا أن المشهد المؤلم يلخص حجم الكارثة الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة، في ظل استمرار العدوان، وإغلاق المعابر، ومنع دخول المساعدات.

كما علق الناشط والشاعر السعودي أحمد بن راشد بن سعيّد، بالقول: "لو عَثَرَتْ بغلةٌ في العراق لخشِيتُ أن يسألني الله عنها: لِمَ لمْ تُسوِّ لها الطريق يا عمر؟.. الشاب أيوب صابر أبو الحصين (29 عاماً) استُشهد، جرّاءَ سوء التغذية الحاد في خان يونس، جنوب قطاع غـزة، متسائلاً: "ماذا سيقول قادة الأنظمة العربية المؤثرة عندما يسألهم الله عزّ وجل عن غـ زة يوم القيامة؟".

ومن جانبه، كتب الشيخ كمال الخطيب، على منصة التواصل الاجتماعي (X): "أيوب صابر أم الصابر أيوب؟.. الشاب أيوب صابر (29 سنة) وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي ارتقى أمس شهـيدًا وقد تحوّل إلى هيكل عظمي جرّاء سوء التغذية في ظلّ الحـصار والتجويع المفروض على غزة".

وتساءل الخطيب، "أيهما سيصبح مضرب الأمثال والأكثر شهرة أيوب صابر الغزيّ وقد رأيناه أم الصابر أيوب النبيّ وقد قرأنا عنه؟".

كما كتبت الناشطة الفلسطينية هناء البرغوثي، على منصة التواصل الاجتماعي (X): "الكبار والأطفال يُفقدون حياتهم بسبب الجوع، ونقص الغذاء والحليب.. أيوب صابر أبو الحصين جسده شاهد على مأساة سوء التغذية الحاد".

الناشطة "فرح" علقت على الصور المأساوية، بالقول: "مات جوعًا.. وفاة الشاب أيوب صابر أبو الحصين، بعد أن عجز العالم كله عن إدخال لقمة واحدة لغزة".

وتساءلت: "يا خذلان المسلمين والعالم، يا ربى ماذا سنجيب يوم العرض الأكبر، يا ربى بماذا سنجيب عن هذا الشاب فقط؟ .. معذرة منك يا ربى ومعذرة منكم يا أهل غزة".

وعلق حساب "هزيم الرعد" على منصة التواصل الاجتماعي (X) بالقول: "مات جوعًا.. ارتقى الشاب أيوب صابر أبو الحصين بعدما عجز عن إيجاد لقمة تسنده، وفي غرْة الجوع لم يعد شعورًا، بل صار سببًا للموت".

ومن جهته، اعتبر "المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة"، وفاة شاب فلسطيني نتيجة إصابته بسوء تغذية حاد "منعطفا خطيرا في مسار الكارثة الإنسانية بما يشير إلى بدء مرحلة أكثر قسوة"، جراء سياسة التجويع الإسرائيلية منذ آذار/مارس الماضي.

وذكر مدير المكتب الإعلامي، إسماعيل الثوابتة، أن "ما ورد عن استشهاد شاب يبلغ من العمر 29 عاماً نتيجة سوء تغذية حاد، كما وثّقه مستشفى الكويت الميداني، يمثل تطورا مأساويا وصادما في مشهد الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة بسبب الاحتلال الإسرائيلي المجرم".

وأضاف: "وصول شاب في مقتبل العمر إلى حالة من الهزال التام حتى أصبح هيكلاً عظمياً، دليل حي على فظاعة الجريمة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين عبر سياسة التجويع المتعمدة والمنهجية، والتي لم تَعُد تقتصر على الأطفال فقط".

ومساء أمس، نشرت مستشفى الكويت صورا للشاب أبو الحصين يظهر فيها أشبه بهيكل عظمي جراء فقدانه الشديد للوزن إثر إصابته بسوء تغذية.

وقالت المستشفى، إن أبو الحصين وصل "جثة هامدة، نتيجة سوء التغذية الحاد الذي أصيب به في مشهد يجسد حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة بسبب إغلاق المعابر واستمرار العدوان".

وحذرت من أن "النقص الحاد في الغذاء والدواء يهدد حياة آلاف المواطنين خاصة الأطفال وكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة وسط غياب أبسط مقومات الحياة".

ومساء الخميس الماضي، توفيت الرضيعة جوري المصري (3 شهور) في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بعد أن عجزت عائلتها عن توفير نوع خاص من الحليب العلاجي الذي كانت بحاجة ماسة إليه.

وفي مشهد مؤلم باليوم ذاته، شيعت عائلتا الرضيعين نضال شراب (5 أشهر) وكندة الهمص (10 أيام) جثمانيهما من مستشفى ناصر في خانيونس، بعدما فقدا حياتهما بسبب سوء التغذية ونقص الأدوية.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" قد أعلنت الأسبوع الماضي أن حوالي 470 ألف طفل في قطاع غزة دخلوا فعلياً دائرة المجاعة منذ شهر آذار/مارس الماضي، مؤكدة أن الوضع في القطاع لا يحتمل التأجيل، وأنه "لا بديل عن الضغط المباشر لإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية فوراً".

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، السبت الماضي، ارتفاع عدد الضحايا من الأطفال الذين استشهدوا جراء سوء التغذية الحاد إلى 66 طفلا، وذلك منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، نتيجة تشديد الجيش الإسرائيلي حصاره على القطاع ضمن ما وصفه باستخدام "التجويع سلاحا لإبادة المدنيين".

 

*المصدر: وكالة شهاب للأنباء | shehabnews.com
اخبار فلسطين على مدار الساعة