اخبار فلسطين

وكالة شهاب للأنباء

سياسة

ابحيص لشهاب: اقتحام "الخراب" هو الأكبر في تاريخ الأقصى والأخطر في طبيعته الطقسية والسياسية

ابحيص لشهاب: اقتحام "الخراب" هو الأكبر في تاريخ الأقصى والأخطر في طبيعته الطقسية والسياسية

klyoum.com

قال الباحث المختص في شؤون القدس زياد ابحيص إن اقتحام المسجد الأقصى أمس الأحد، تحت عنوان "ذكرى خراب الهيكل" شكّل العدوان الأكبر منذ احتلاله، سواء من حيث عدد المقتحمين أو طبيعة الطقوس التي أُديت فيه، مشيراً إلى أن ما جرى "ليس حدثاً معزولاً بل يمثل مرحلة انتقالية هدفها فرض هوية يهودية في الأقصى موازية لهويته الإسلامية، تمهيداً لقضمه بالكامل وتحويله إلى هيكل يهودي خالص".

وأوضح ابحيص في تصريح صحفي خاص لوكالة شهاب، أن عدد المقتحمين بلغ 3,969 شخصاً، وهو رقم غير مسبوق مقارنة بالمناسبات السابقة؛ حيث كان الرقم القياسي السابق في المناسبة ذاتها عام 2023 قد بلغ ثلاثة آلاف مقتحم، بينما تراوح العدد في عامي 2022 و2023 حول 2,200 مقتحم.

 واعتبر أن جماعات "الهيكل" جعلت من يوم "ذكرى خراب الهيكل" موعداً سنوياً لتسجيل أرقام قياسية في أعداد المقتحمين، في تحوّل لافت في طبيعة هذا اليوم الذي كان يوماً للحزن والبكاء وفق الأسطورة التوراتية، لكنه تحوّل اليوم إلى "يوم تجديد العهد ببناء الهيكل".

مشاركة رسمية إسرائيلية بارزة

وأشار إلى أن الاقتحام لم يقتصر على المستوطنين العاديين، بل شهد مشاركة وزراء وأعضاء كنيست في حكومة الاحتلال؛ حيث قاد الاقتحام وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن جفير ووزير النقب والجليل يتسحاق فاسرلاوف، إلى جانب ثلاثة أعضاء كنيست من حزب الليكود الحاكم: شارَن هسيخل، وعميت هاليفي صاحب مشروع تقسيم المسجد الأقصى مكانياً، وأوشر شيكاليم أحد أبرز الداعين لاستعادة الاستيطان في غزة.

وبيّن ابحيص أن بن جفير "أشرف بنفسه على مجريات الاقتحام من بدايته إلى نهايته، وشارك أولاً في صلاة الحريديم عند باب القطانين، ثم دخل إلى المسجد مع جمهور الصهيونية الدينية، وبعد مغادرته شارك في الطقوس المركزية عند حائط البراق". 

وأضاف أن "أعضاء الكنيست شاركوا في أداء طقوس مثيرة للاستفزاز، منها السجود الملحمي ورفع الأعلام الصهيونية أمام قبة الصخرة".

طقوس غير مسبوقة ورعاية شرطية مباشرة

وأكد ابحيص أن ما جرى اليوم "يمثل تتويجاً لقرار شرطة الاحتلال العام الماضي برعاية الطقوس التوراتية في الأقصى، وقرارها هذا العام بالسماح بالغناء والرقص داخله"، حيث شهدت ساحات الأقصى حلقات رقص وتصفيق وهتافات جماعية، إلى جانب طقوس "السجود الملحمي"، و"بركات الكهنة"، وقراءة المراثي، وصلاة الصباح والمساء التوراتيتين. كما افتُتح الاقتحام بصلاة جماعية على سطح المصلى المرواني في سابقة خطيرة.

استباحة شاملة لمرافق الأقصى وإدخال أدوات توراتية

وأضاف: "تجولت الطقوس بين ساحات المسجد الشرقية والغربية وعلى أبوابه كافة تقريباً، وأدخل المستوطنون أدوات توراتية جديدة مثل لفائف التيفلين التي تُلبس على اليد والرأس، وشالات الصلاة (الطاليت)، والقبعات الدينية (الكيباه)، كما حاولوا إدخال لفائف التوراة في خطوة يرى فيها المتطرفون تأسيساً معنوياً للهيكل المزعوم".

وأشار إلى أن "هذه المحاولات ستفتح الباب أمام مسار قضائي لدى محاكم الاحتلال لفرض إدخال هذه الأدوات بشكل دائم، في إطار سياسة فرض هوية دينية يهودية داخل الأقصى".

مرحلة انكشاف تاريخي

وشدّد ابحيص على أن "الأقصى يفتقد اليوم عناصر الردع التي حمت هويته لعقود"، موضحاً أن المعادلة السابقة التي كانت تقوم على الفعل الفردي، والتحرك الشعبي، والتفاعل الخارجي، إضافة إلى تدخل المقاومة في غزة، قد تعطّلت بفعل حرب الإبادة في غزة التي شغلت المقاومة بتحدٍّ وجودي، وحيّدت الحراك الشعبي بفعل الاعتقالات والترهيب المباشر، وشتّتت التفاعل الخارجي الذي انصب على غزة.

وختم بالقول: "إن غياب الردع أو التأخر في صياغة معادلة جديدة يعني أن الاحتلال سيمضي بمشروعه في الأقصى من سقف إلى سقف، ولن تجدي الإدانات الرسمية العربية شيئاً في وقفه".

*المصدر: وكالة شهاب للأنباء | shehabnews.com
اخبار فلسطين على مدار الساعة