اخبار فلسطين

سما الإخبارية

سياسة

في صلب شهادات ومعطيات سعى المستوى السياسي الإسرائيلي لحجبها: “حماس” لم تُهزم

في صلب شهادات ومعطيات سعى المستوى السياسي الإسرائيلي لحجبها: “حماس” لم تُهزم

klyoum.com

يكشف موقع إخباري عبري (واينت) عن معطيات وشهادات لقادة عسكريين يطالب المستوى السياسي في إسرائيل جيش الاحتلال بحجبها، مفادها أن عمليتي “شجاعة وسيف” و”عربات جدعون” لم يُخطط لتنفيذهما في غضون العام 2025، وأن المصادر العسكرية الميدانية تقول إن السلطات الإسرائيلية المسؤولة تسوّق أكاذيب للإسرائيليين، وإن القتال سيبقى بلا نتيجة خمس سنوات.

وينقل “واينت” عن هذه المصادر قولها إن القوات المحتلة تتقدم داخل القطاع ببطء خوفًا من الخسائر، وإن “حماس” ما زالت تحتفظ بأنفاق متعرّجة قرب حدود 45.

في المقابل، تُحذّر هذه المصادر من أن “الانسحاب من محور موراغ سيضرّ بالإنجازات ويزيد من صعوبة القتال مستقبلًا”.

وطبقًا لـ “واينت”، فقد كشفت الأزمة بين وزارة المالية والمؤسسة الأمنية حول الـ60 مليار شيكل الإضافية لتمويل الحرب، خلال الشهرين الماضيين، بشكل عرضي تقريبًا، أحد أكثر الأسرار علنية في أروقة كبار قادة الجيش والوزارات الحكومية المعنية: مخطط عملية “عربات جدعون”.

ويتابع الموقع العبري: “كان من المفترض ألا تُطلق التسمية، التي أُطلقت على استمرار القتال في القطاع بعد وقف إطلاق النار في بداية العام. كان ينبغي تنفيذ صفقة الرهائن، التي تتشكّل الآن بين إسرائيل و”حماس”، بين نهاية عام 2024 وبداية هذا العام، كاستمرار للصفقة الجزئية التي عُقدت”.

تمديد مصطنع.. ومخالف للخطة

ويقول “واينت”، على لسان عسكريين إسرائيليين، إن عملية “عربات جدعون”، كأيّ عملية عملياتية واسعة النطاق للقوات البرية في أراضي العدو، هي عملية كبرى تتطلب ميزانية خاصة بها، وهذا لم يكن مدرجًا في الخطة عند إغلاق ميزانية عام 2025 وزارة المالية.

وعلاوة على الأزمة المالية، أكدت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن عملية “عربات جدعون”، وخاصةً في شكلها الذي امتد لأكثر من بضعة أسابيع، لم تكن ضمن خطط عام 2025 أيضًا: “لقد حددنا العام الحالي بنموذج احتياطي لمدة شهرين ونصف من الخدمة المركزة لكل جندي قتالي في الاحتياط. لقد وَعدنا قادة الألوية والكتائب، ومن ثم الجنود أنفسهم، بهذا في نهاية العام الماضي، عند إغلاقنا لجدول التخطيط السنوي، وبعد حوار مع القيادة السياسية، وبعد أكثر من عام من استنزاف القوات العسكرية وإرهاقها، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول. كان من المفترض أن يكون عام 2025، بعد عام طويل وشهرين من القتال المتواصل، عام استقرار في ساحة غزة، مع إدراكنا التام بأننا سنعود للقتال فيها مستقبلًا، بعد أن يتمكّن الجيش، وليس فقط الجمهور الإسرائيلي، من التعافي والتعزيز وإعادة البناء بعد هذه الحرب الطويلة”.

وينقل “واينت” عن هؤلاء العسكريين محجوبي الهوية قولهم إنهم اضطروا إلى نقض هذا الوعد وتجنيد آلاف عديدة من جنود الاحتياط للجولة الثانية من العام، بما في ذلك إلى غزة، خلافًا للخطة.

ويضيف: “في وقت قريب من العملية ضد إيران، كان لدينا حوالي 150 ألف جندي احتياطي بموجب أوامر الاستدعاء للخدمة العسكرية، وبعد الانسحاب، الأسبوع الماضي، أصبح لدينا حوالي 100 ألف جندي احتياطي في الزي الرسمي”.

مرحلة قتالية أوسع

ويقول “واينت” إن رئيس الأركان، اللواء إيال زامير، صرّح بحزم، في خطاب تنصيبه في أوائل مارس/آذار، أن إسرائيل فشلت في الواقع في أحد هدفيها الرئيسيين للحرب: هزيمة “حماس”. ومن ناحية أخرى، حذّر أيضًا، بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خشبة المسرح في القاعة الصغيرة الخالية من النوافذ في برج الكناري التابع لسلاح الجو في مقر وزارة الأمن في تل أبيب (هـ كرياه)، من حرب استنزاف طويلة الأمد ومتعددة المراحل.

ويتابع: “في تلك الأيام، كانت القيادة الجنوبية، التي جُددت في منتصف مارس، ومع القائد الجديد- اللواء يانيف آسور- خططت إسرائيل لعملية برية جديدة، بناءً على أوامر القيادة السياسية، على أمل أن تكون هذه المرة مختلفة. بعد ستة أيام من تولي اللواء آسور منصبه خلفًا ليارون فينكلمان، صباح 18 مارس، عادت إسرائيل من جانب واحد إلى قتال “حماس”، وأطلقت عملية “القوة والسيف”، التي أدت إلى تصفية مفاجئة لعشرات القادة وكبار الشخصيات في حكومة “حماس”. في ذلك اليوم، زعمت “حماس” أن القصف الجوي المكثف أسفر عن مقتل أكثر من 400 فلسطيني غير مشارك، في غضون ساعات قليلة”.

ويشير الموقع العبري إلى أن القيادة السياسية أمرت جيش الاحتلال بما يلي: “هذه المرة، استخدم بشكل أساسي الجنود النظاميين (الشباب)، وحاول قدر الإمكان تقليل عدد الضحايا، حتى لو كان ذلك على حساب وتيرة قتال بطيئة للغاية، والتي ستستمر لأشهر عديدة”. في مايو، أصبحت عملية “القوة والسيف” مرحلة قتالية أوسع نطاقًا، وباسم جديد بالطبع: “عربات جدعون”.

أين نقاتل؟

ويقول “واينت” إن الجيش شغّل أربع أو خمس مقرات فرق، خلال هذه الأيام أيضًا، خلال العملية البرية الواسعة، ويُوحي ذلك بأن عشرات الآلاف من المقاتلين ينشطون ويناورون مجددًا في قطاع غزة. لافتًا إلى أنه على الأرض كان التحرك أكثر محدودية بكثير مما ذُكر: لم يُشغّل الجيش خمس فرق، تضم عشرات الآلاف من المقاتلين، بل أرسل عددًا صغيرًا نسبيًا من فرق قتالية تابعة للألوية تحت قيادة الفرق، على عكس المناورة الكبرى بين نوفمبر 2023 ومنتصف 2024.

الموقع: كان من المفترض أن يكون عام 2025، بعد عام طويل وشهرين من القتال المتواصل، عام استقرار في ساحة غزة

نشاط قوات لواء جفعاتي

ويوضح أن سبب اختيار استخدام القوات النظامية بشكل رئيسي في الهجوم لا يقتصر على الإرهاق الشديد الذي يعاني منه المدنيون، الذين يرتدون الزي العسكري مجددًا بموجب أمر الاستدعاء للخدمة العسكرية.

ويضيف: “من المحزن الاعتراف بأن “ثمن” سقوط جندي في العشرين من عمره في المعركة سيكون دائمًا أقل على الدولة من ثمن جندي احتياط يبلغ من العمر 30 عامًا، يتمتع بمسيرة مهنية في أوج عطائه، ولديه عائلة شابة وأطفال صغار في المنزل. يشكو الجنود النظاميون الشباب أيضًا أقل من جنود الاحتياط، ويعرفون كيف يتلقون الأوامر وينفذونها دون أي نقاش”.

وطبقًا لـ”واينت”، فإنه نظرًا لمحدودية القوى البشرية، ركز جيش الاحتلال عملياته البرية على عدد صغير نسبيًا من مناطق القتال في قطاع غزة: ما تبقى من رفح، المدينة التي شهدت أطول قتال متواصل لأكثر من عام وشهرين، مع غارات كتائب وألوية على أحيائها، وصولًا إلى حي جباليا قرب الحدود، وبلدة صغيرة مثل العطارة، قرب شاطئ زيكيم، والحيَّين الشرقيَّين من مدينة غزة، الشجاعية ودرج التفاح، مقابل كيبوتسي كفر غزة ومفلاسيم، وعلى مراحل أيضًا مقابل أحياء في خان يونس، أكبر مدينة في قطاع غزة، مع التركيز في البداية على أحيائها الشرقية، القريبة من الحدود، وعلى بُعد كيلومترات قليلة من المستوطنات، مثل نير عوز وكيسوفيم، كما عاود الجيش العمل في المستشفى الأوروبي بالمدينة وأغلقها.

*المصدر: سما الإخبارية | samanews.ps
اخبار فلسطين على مدار الساعة