اخبار فلسطين

وكالة شهاب للأنباء

سياسة

"أنقذوا المرضى".. القطاع الصحي في غزة على بعد ساعات من الانهيار الكامل بسبب نفاد الوقود

"أنقذوا المرضى".. القطاع الصحي في غزة على بعد ساعات من الانهيار الكامل بسبب نفاد الوقود

klyoum.com

خاص/ شهاب

يشهد قطاع غزة أزمة إنسانية متفاقمة بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر والحصار المفروض، حيث تدهورت الأوضاع الصحية إلى مستويات حرجة نتيجة النقص الحاد في الوقود، ما يهدد بشكل مباشر استمرارية عمل سيارات الإسعاف والمستشفيات، ويعرض حياة آلاف المرضى والمصابين للخطر.

منظومة الإسعاف مهددة

وزارة الصحة في غزة بدورها قالت إن مركبات الإسعاف، خصوصًا في مناطق غزة والشمال، تواجه خطر التوقف الكامل عن العمل بسبب نفاد السولار.

وأكدت الوزارة في بيان صحفي وصل وكالة شهاب، الاثنين، أن النقص الحاد في الوقود يحدّ من قدرة الطواقم الطبية على الاستجابة لمناشدات المواطنين ونقل الجرحى والمرضى، وهو ما يهدد بوقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة.

وضع كارثي

من جانبه، وصف الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر الوضع بأنه "كارثي"، مشيرًا إلى أن أكثر من نصف سيارات الإسعاف التابع للهلال الأحمر في غزة خرجت عن الخدمة، إذ تعمل حاليًا 21 فقط من أصل 56 سيارة.

وأكد أن نقص الوقود وصل إلى مرحلة الطوارئ، مما يعوق بشدة عمليات نقل المرضى المنقذة للحياة، داعيًا إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

انهيار تدريجي 

أما على صعيد المستشفيات، فقد حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن النظام الصحي في غزة "وصل إلى حافة الانهيار"، بعد أكثر من 100 يوم من منع إدخال الوقود إلى القطاع.

 وقال ريك بيبركورن، ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن 17 فقط من أصل 36 مستشفى لا تزال تعمل بشكل جزئي، وتكافح لتوفير الحد الأدنى من الخدمات بسبب نقص الوقود والإمدادات الطبية.

وأضاف "إن أجهزة التنفس الصناعي، وغسيل الكلى، وحاضنات الأطفال أصبحت مهددة بالتوقف مع استمرار استنزاف الوقود، في وقت تعتمد فيه المستشفيات بشكل شبه كامل على المولدات الكهربائية".

وأكد أنه بدون الوقود، سيتوقف كل شيء: من سيارات الإسعاف إلى التبريد اللازم لحفظ اللقاحات، مرورا بتشغيل غرف العمليات والعناية المركزة.

وفي رفح جنوب القطاع، لا تزال الخدمات الصحية تقدم من خلال مستشفى ميداني تابع للصليب الأحمر ونقطتين طبيتين تعملان جزئيًا، في ظل انقطاع كامل للخدمات الصحية في شمال غزة، حسب ما أفاد به بيبركورن.

تحذيرات أممية

من جهتها، أكدت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أولغا تشيريفكو، أن غزة "على بعد ساعات من الانهيار الكامل" إذا لم يُسمح بدخول الوقود فورًا.

وأوضحت أن نقص الوقود أثر بالفعل على مرافق حيوية، حيث توقفت مضخات المياه في بعض المناطق، بينما يكافح مستشفى ناصر في خان يونس للاستمرار في ظل نقص حاد في الأجهزة والأدوية والطواقم.

وحذر الأمين العام للصليب الأحمر، جاغان تشاباغين، من أن المساعدات الإنسانية التي تصل غزة "غير كافية إلى حد كبير"، مؤكدًا أن أزمة الوقود أدت إلى انقطاع الاتصالات، وتعطيل العمليات الطبية، وزيادة وفيات يمكن تفاديها لو توفرت المستلزمات الأساسية.

دعوات عاجلة للتحرك 

ودعت وزارة الصحة في غزة والمؤسسات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر، إلى إطلاق مناشدات تطالب بالتحرك الفوري لتأمين الوقود للمستشفيات وسيارات الإسعاف، محذرين من أن استمرار الوضع الراهن سيؤدي إلى فقدان المزيد من الأرواح، ويقضي على ما تبقى من المنظومة الصحية في القطاع.

وفي ظل منع دخول الوقود منذ أكثر من 110 أيام، والرفض المتكرر لمحاولات استعادته من مخازن الإخلاء، تُجمع المنظمات الإنسانية على أن الحل الوحيد لتجنب الانهيار الكامل هو فتح المجال أمام تدفق الوقود والمساعدات الإنسانية بشكل فوري، وآمن، ومستدام.

*المصدر: وكالة شهاب للأنباء | shehabnews.com
اخبار فلسطين على مدار الساعة