محكمة العدل الدولية تبدأ في النظر بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
مباراة برشلونة وإنتر ميلان على حافة التأجيل!ترجمة خاصة - شبكة قُدس: يتصاعد الضغط الدولي على الاحتلال، حيث يبدأ اليوم الإثنين، وفقًا لما نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، نظر محكمة العدل الدولية في لاهاي في دعاوى تتهم الاحتلال بانتهاك القانون الدولي من خلال منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. ويتوقع أن تقدم نحو 40 دولة مرافعاتها أمام قضاة المحكمة خلال خمسة أيام.
بحسب ما أوضحته “يديعوت أحرونوت”، يأتي هذا النقاش استنادًا إلى قرار اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي، أي قبل إعلان حكومة الاحتلال قرارها بوقف إدخال المساعدات إلى غزة. ومن المنتظر أن يمثل ممثلو الفلسطينيين أمام المحكمة اليوم، فيما أعلن الاحتلال مقاطعته لهذه الجلسات.
وأشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن القرار الأممي الذي تم تبنيه في ديسمبر الماضي، بناءً على مبادرة قدمتها النرويج، دعا المحكمة إلى إصدار رأي استشاري بخصوص تشريعات الكنيست التي تقيد عمل وكالة الأونروا في الأراضي الواقعة تحت سيطرة الاحتلال، وتلزم الاحتلال بالسماح بمرور المساعدات الإنسانية عبر وكالات الأمم المتحدة. وقد وافق على القرار 137 دولة، بينما عارضته 12 دولة فقط، وامتنعت 22 دولة عن التصويت.
وأفادت “يديعوت أحرونوت” أن وزير خارجية الاحتلال، غدعون ساعر، عقد مؤتمرًا صحفيًا أمام وسائل الإعلام الأجنبية لتوضيح أسباب عدم مشاركة الاحتلال في الجلسات، حيث وصف الإجراءات بـ”السيرك القضائي” الهادف إلى محاكمة الاحتلال ومنعه من الدفاع عن نفسه، معتبرًا أن الأونروا والأمم المتحدة باتتا مؤسستين فاسدتين.
ونقلت “يديعوت أحرونوت” عن ساعر قوله إن الأمم المتحدة خانت رسالتها السامية، متهمًا الأونروا بتوظيف مقاومين شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر، وأخفوا مشاركتهم لاحقًا. كما أشار إلى أن رئيس الوزراء اللبناني الحالي، نواف سلام، الذي كان رئيسًا لمحكمة العدل الدولية، سبق أن وصف الاحتلال بأنه “عدو”، معتبرًا أن هذا يكشف التحيز ضد الاحتلال.
بحسب “يديعوت أحرونوت”، هاجم ساعر المحكمة الجنائية الدولية أيضًا، منتقدًا إصدارها مذكرات اعتقال بحق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالنت، مؤكداً أن المحكمة لا تملك صلاحية قضائية على الاحتلال باعتباره غير موقع على ميثاق روما، واعتبر أن تلك المذكرات باطلة.
وفي ما يتعلق بالتشريعات ضد الأونروا، ذكرت “يديعوت أحرونوت” أن ساعر شدد على أن الاحتلال لن يتعاون مع ما وصفه بـ”الكيان المخزي”، مشيرًا إلى أن القضاء الإسرائيلي قرر أن الأونروا لا يمكنها الاحتماء خلف حصانتها الأممية، ويجب محاسبة الأونروا والأمم المتحدة، لا الاحتلال.
وأوضحت “يديعوت أحرونوت” أن الولايات المتحدة، التي صوتت ضد قرار الجمعية العامة، ستعرض مرافعتها أمام المحكمة يوم الأربعاء. وقالت الصحيفة إن غزة والضفة الغربية تعتبران أراضٍ محتلة بموجب تعريفات الأمم المتحدة، ما يفرض على الاحتلال مسؤولية تقديم الغذاء والمساعدات الصحية للفلسطينيين باعتباره قوة احتلال.
وبحسب “يديعوت أحرونوت”، رغم أن قرارات محكمة العدل الدولية غير ملزمة قانونيًا، إلا أن لها وزنًا سياسيًا دوليًا كبيرًا، لكن المحكمة لا تملك صلاحية لإجبار الاحتلال على تغيير سياساته، ومن المتوقع أن يصدر قرار نهائي بعد عدة أشهر.
وذكرت “يديعوت أحرونوت” أن الاحتلال قرر في بداية مارس، أثناء الهدنة مع حماس، وقف إدخال المساعدات لغزة، مبررًا ذلك برفض حماس إطلاق سراح 59 أسيرًا ما زالوا في الأسر. ومنذ ذلك الحين، تواجه سلطات الاحتلال انتقادات دولية بشأن تفاقم الأوضاع الإنسانية، رغم تأكيد منسق أعمال حكومة الاحتلال في المناطق أن نحو 25,200 شاحنة محملة بـ450 ألف طن من المساعدات دخلت غزة حتى منتصف مارس، بما يعادل ثلث إجمالي المساعدات منذ بداية الحرب.
وأعرب وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا الأسبوع الماضي عن معارضتهم لخطة الهجرة الطوعية التي طرحتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي حظيت بدعم بعض الدوائر في حكومة الاحتلال، مؤكدين على ضرورة احترام القانون الدولي والسماح بإدخال المساعدات وعدم تقليص الأراضي الفلسطينية.
ونقلت “يديعوت أحرونوت” تصريحات الرئيس الأمريكي التي فاجأت الأوساط السياسية، حيث أشار إلى أنه ضغط على نتنياهو لإدخال المزيد من الغذاء والدواء إلى غزة، موضحًا خلال حديثه على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان” في طريقه إلى جنازة البابا فرانسيس في روما، أن الأوضاع الإنسانية في غزة كانت محور حديثه مع نتنياهو، وأضاف: “قلت له علينا أن نكون أكثر إنسانية مع غزة، فالناس هناك يعانون”.
واستنادًا إلى تقرير نشرته “يديعوت أحرونوت” نقلًا عن صحيفة “وول ستريت جورنال”، هناك مخاوف من نفاد المساعدات الإنسانية المتوفرة في غزة، حيث أكد أحد السكان النازحين من بيت لاهيا أن ما تم تخزينه خلال الهدنة قد نفد، والأسواق شبه فارغة مع ارتفاع الأسعار بشكل كبير.
وأضاف: “نحن نأكل وجبة واحدة فقط في اليوم، نحو الساعة الرابعة مساءً، كي ننام ونحن أقل جوعًا”.