الاحتلال يواصل استهداف العائلات ومناطق الإيواء والمساعدات.. وأطفال غزة يموتون جوعا
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
مفوض أممي: قصف إسرائيل كنيسة لجأ إليها مدنيون يشكل جريمة حربواصلت قوات الاحتلال ارتكاب مجازر دامية، استهدفت خلالها العائلات الآمنة ومناطق النزوح القسري ومراكز المساعدات الإنسانية، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والمصابين، في حين أُعلن عن وفاة رضيعة بسبب الجوع الناجم عن الحصار الإسرائيلي المشدد.
غارات دامية
ومع استمرار التصعيد العسكري في المناطق الشرقية من مدينة غزة، استشهد ثلاثة مواطنين وأُصيب آخرون جراء قصف إسرائيلي استهدف حي التفاح. كما استشهد شاب من عائلة الصباغ متأثرًا بإصابته نتيجة قصف سابق لمنزله في منطقة الزرقا بالحي ذاته. وأعلن الدفاع المدني انتشال طفلة شهيدة من تحت أنقاض منزل عائلة نصار الذي استُهدف قبل أيام قرب مسجد السوسي في مخيم الشاطئ غربي المدينة.
وشن الطيران المروحي الإسرائيلي سلسلة غارات على الأحياء الشرقية والجنوبية، طالت أحياء التفاح والشجاعية والزيتون، فيما أطلقت إحدى الطائرات نيران رشاشاتها الثقيلة على الأطراف الشرقية لحي الشجاعية. وذكرت مصادر محلية أن جيش الاحتلال واصل تدمير منازل المواطنين في المناطق التي تشهد توغلا بريا.
وكانت قوات الاحتلال قد أصدرت أوامر نزوح لسكان الأحياء الشرقية والجنوبية من مدينة غزة، ما دفع الأهالي للجوء إلى مناطق ضيقة غرب المدينة، تفتقر إلى أبسط الخدمات الأساسية.
وفي سياق متصل، واصل الاحتلال هجماته على مناطق شمال القطاع ضمن مخططه لتهجير السكان بالكامل، وقد استشهد خمسة مواطنين، بينهم طفل، جراء استهداف مجموعة من السكان في بلدة جباليا النزلة. وأظهرت لقطات مصورة لحظة سقوط الطفل شهيدا في موقع الاستهداف.
وفاة طفلة جوعا
أما في وسط القطاع، فقد تواصلت الهجمات العنيفة، حيث استشهد مواطن وأُصيب آخرون برصاص قوات الاحتلال قرب مركز المساعدات الذي تديره شركة أمريكية قرب محور “نتساريم”. وأعلنت مصادر طبية وفاة طفلة تبلغ من العمر عاما ونصف في دير البلح بسبب سوء التغذية، ما رفع عدد الأطفال الذين قضوا جوعا إلى 69، فيما بلغ عدد الوفيات الناتجة عن نقص الغذاء والدواء 620 شخصا، في ظل استمرار الحصار وغياب أي تدخل فعّال لوقف الكارثة الإنسانية.
كما أُصيب مواطن بطلق ناري من طائرة إسرائيلية مسيرة أثناء وجوده في مخيم للإيواء بمخيم البريج، ونفذت قوات الاحتلال هجمات جديدة على المناطق القريبة من الحدود الشرقية والشمالية، وقصفت المدفعية الإسرائيلية شمال مخيم النصيرات ومحيط محور نتساريم. كما تعرضت الأطراف الشرقية لمخيم البريج لقصف مماثل، فيما ألقت طائرات مسيرة قنابل دخانية على حدود البريج الشرقية.
مجازر النزوح
وصعّد الاحتلال من وتيرة هجماته على مدينة خان يونس جنوب القطاع، والتي لجأ إلى مناطقها الغربية أعداد كبيرة من النازحين الهاربين من التوغل البري بعد تهديدات الاحتلال. وأسفر قصف منزل عائلة أبو سحلول في منطقة المخيم غرب المدينة عن استشهاد خمسة مواطنين وإصابة آخرين.
كما ارتقى شهداء ومصابون، بينهم أطفال، جراء قصف طائرات الاحتلال خيام النازحين في منطقة المواصي غربي المدينة، حيث استشهدت سيدة وطفل وأُصيب 20 آخرون في هجوم آخر. وذكرت مصادر طبية أن رجلًا من عائلة ياسين ووالدته استشهدا إثر استهداف مسيرة إسرائيلية مدرسة الحناوي شمال غربي المدينة، بينما استشهد طفل من عائلة العلمي وأُصيب 15 آخرون في قصف مروحيات على خيام نازحين بالأرض الطيبة.
كما أصيب عدد من المواطنين إثر قصف استهدف نادي الوكالة في مواصي خان يونس، واستهدفت غارة جوية بوابة جامعة الأقصى التي تؤوي أعدادا كبيرة من النازحين.
وقال أحد النازحين في المنطقة الغربية للمدينة، حيث يزعم جيش الاحتلال أنها “مناطق إنسانية”، إن القصف الجوي والمدفعي تصاعد بشكل خطير خلال اليومين الماضيين، حيث تُسمع أصوات الانفجارات كل بضع دقائق، مضيفا: “نخشى حلول الليل، فالقصف يشتد في ساعات الظلام، ولا توفر الخيام أي حماية من شظايا الغارات”.
ومنذ استئناف العدوان في 18 مارس الماضي، أجبر الاحتلال غالبية سكان الأحياء الشرقية والشمالية والجنوبية لمدينة خان يونس على النزوح إلى منطقة المواصي، التي تتعرض يوميا للقصف المدفعي.
وتواصلت هجمات الاحتلال في مناطق التوغل البري، حيث أطلقت الدبابات المتوغلة القذائف المدفعية على منطقة الكتيبة والسطر الغربي شمال وغرب المدينة، وتعرضت البلدات الشرقية والأحياء الجنوبية لقصف مدفعي وغارات جوية طالت وسط المدينة وشارع 5 شمالي خان يونس. كما استهدفت زوارق حربية قوارب الصيادين في ميناء مواصي القرارة شمال غربي المدينة، وأكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال فجرت مباني سكنية شرقي المدينة.
استهداف المجوعين
وفي رفح، أقصى جنوب القطاع، ارتقى ثلاثة شهداء أثناء توجههم لأحد مراكز المساعدات شمال غرب المدينة، وانتُشل شهيدان مجهولا الهوية من نفس المنطقة.
وأفادت وزارة الصحة في غزة بوصول أعداد غير مسبوقة من المواطنين، من مختلف الأعمار، إلى أقسام الطوارئ في حالات إنهاك شديد بسبب الجوع، محذرةً من أن المئات ممن أنهكهم الجوع معرضون للموت الوشيك.
بدورها، أكدت لجان المقاومة أن المجاعة في غزة وصلت إلى أقصى درجاتها بفعل الحصار وحرب التجويع التي تمارسها حكومة نتنياهو، داعيةً المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف هذه الجريمة. وشددت على أن ما يحدث تجاوز كل حدود الإنسانية، مشيرةً إلى أن الناس يتساقطون في الشوارع بين نيران القصف والموت البطيء جوعا، في مشهد وصفته بأنه سيظل وصمة عار على جبين البشرية.
في المقابل، تواصلت عمليات المقاومة، حيث عرضت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مشاهد لتفجير مقاتليها آلية عسكرية إسرائيلية بعبوة ناسفة شرقي حي التفاح. كما دوت صافرات الإنذار في عدة مستوطنات بـ”غلاف غزة” بعد إطلاق صاروخ من القطاع.