اخبار سلطنة عُمان

الخليج أونلاين

سياسة

"الدقم-2".. رؤية عُمانية طموحة لتوطين تقنيات الإطلاق الفضائي

"الدقم-2".. رؤية عُمانية طموحة لتوطين تقنيات الإطلاق الفضائي

klyoum.com

مازن المحفوظي - مسقط - الخليج أونلاين

د. سعود بن حمد الشعيلي:

- يهدف المشروع إلى:

جذب استثمارات شركات الفضاء العالمية، مستفيداً من الموقع الجغرافي الاستراتيجي للسلطنة.

بناء كوادر وطنية مؤهلة في مجالات الفضاء، بما يشمل تصميم وتصنيع المركبات الفضائية.

- تعمل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلوماتعلى توفير منظومة متكاملة تدعم عمليات الإطلاق الفضائي.

- الرؤية الحكومية تهدف إلى تحويل سلطنة عُمان إلى مركز إقليمي لتطبيقات وتقنيات الفضاء.

تستعد سلطنة عُمان يوم الثلاثاء (8 يوليو 2025) لتنفيذ مهمة فضائية باسم "الدقم-2"، وهي الثانية ضمن سلسلة مهمات "الدقم"، التي تنفذها شركة "ستالر كنتكس" الدولية من ميناء "إطلاق" الفضائي في محافظة الوسطى.

وتأتي هذه المهمة بعد أقل من عام على نجاح المهمة الأولى "الدقم-1" التي أطلقت في عام 2024.

مركبة الإطلاق التجريبية المستخدمة في هذه المهمة تُدعى "كيا-1" (Kea-1)، وهي مركبة شبه مدارية موجهة، مكونة من مرحلتين، وبطول 12 متراً.

تهدف المهمة إلى اختبار مجموعة من الأنظمة المتقدمة، أبرزها: آليات فصل المراحل، ونظام التوجيه النشط، إلى جانب قدرة المركبة على العمل ضمن ظروف بيئية حارة في الصيف.

ويقع موقع الإطلاق في ولاية الدقم على خط عرض 18 درجة شمالاً، وهي منطقة مطلة على المحيط الهندي وبعيدة عن التجمعات السكانية.

الموقع بذلك يوفر ظروفاً ملائمة لتنفيذ عمليات إطلاق صواريخ تجريبية وتجارية، ويوفر فرصاً لاختبار المركبات في مدارات متنوعة تشمل المدار القطبي، والمدار المتزامن مع الشمس، والمدار الأرضي المتوسط.

حمولة علمية دولية

تحمل المركبة حمولتين علميتين صغيرتين، الأولى من برنامج "جوبيتر" البريطاني الذي يضم تعاوناً بين ثلاث جامعات هي: جامعة سري، وجامعة بورتسموث، وجامعة ساوثهامبتون.

وتتمثل الحمولة في قمر صناعي مصغر "كيوبسات" (6U CubeSat) مزود بكاميرتين صغيرتين؛ الأولى لتصوير الأرض، والثانية موجهة إلى الفضاء بهدف تجربة التقاط الصور.

أما الحمولة الثانية، فتأتي من شركة "سايت سبيس" (SIGHT Space) التي أسسها طلاب من الجامعة الوطنية المركزية في تايوان.

وتتمثل الحمولة في قمر صناعي مصغر جداً من نوع "بوكيت كيوب" يُسمى "PQ-II"، ويهدف إلى قياس الضغط الهيكلي والبيانات البيئية مثل الحرارة، والضغط، والتسارع أثناء الإطلاق.

الاستعدادات اللوجستية

تخضع عملية الإطلاق لإجراءات صارمة تشمل:

التأكد من سلامة المركبة والأنظمة الإلكترونية.

تقييم الأحوال الجوية.

توفير التغطية الأرضية بأنظمة الرادار والتتبع.

تأمين المجالين الجوي والبحري في محيط منطقة الإطلاق.

وتمتد نافذة الإطلاق لمدة أسبوعين في ميناء "إطلاق" الفضائي، تُختار خلالها لحظة الإطلاق بدقة حسب المتغيرات المناخية والتقنية.

ويُعد تأجيل موعد الإطلاق أمراً وارداً في حال وجود أي خلل تقني أو تغير مفاجئ في الطقس.

ميناء "إطلاق" الفضائي.. البنية التحتية والمستقبل

شركة "إطلاق" أشارت إلى أن هذه المهمة تُعد جزءاً من برنامج تطويري شامل أُطلق في عام 2024، يُعرف باسم "برنامج التكوين".

البرنامج يتيح تنفيذ عمليات الإطلاق التجريبية خلال 14 أسبوعاً فقط من بدء التخطيط، مما يوفر منصة سريعة لاختبار التقنيات لتأهيل نظام مركبة الإطلاق للعمليات التجارية.

يعتمد البرنامج على تقسيم مراحل الإعداد والتنفيذ وضمان الإطلاق الآمن، بالتعاون مع عدد من الشركات التي تعمل على تطوير مركبات شبه مدارية وتجريبية، والتي تشهد حالياً نمواً متسارعاً في حجم البرنامج ومستوى جاهزيته التشغيلية.

وتسعى "إطلاق" إلى استكمال البنية الأساسية للميناء بحلول عام 2027، بحيث يتضمن أربع منصات إطلاق مجهزة لدعم مختلف أنواع المركبات الفضائية، من الصغيرة والمتوسطة إلى الكبيرة والقابلة لإعادة الاستخدام.

أبعاد استراتيجية

من جهته، قال د. سعود بن حميد الشعيلي، مدير عام السياسات والحوكمة ورئيس "البرنامج الوطني للفضاء بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات"، إن مشروع إطلاق المركبات الفضائية من سلطنة عُمان يُعد من أبرز مشروعات البرنامج التنفيذي لقطاع الفضاء التابع للوزارة.

وأضاف الشعيلي في حديثه لـ"الخليج أونلاين" أن المشروع يهدف إلى جذب استثمارات شركات الفضاء العالمية للاستفادة من الموقع الجغرافي للسلطنة، إلى جانب بناء كوادر وطنية مؤهلة في مجالات الفضاء وتصنيع المركبات.

وأشار إلى أن الوزارة تعمل بالتعاون مع شركاء محليين لتوفير منظومة داعمة لعمليات الإطلاق، في إطار رؤية تسعى إلى جعل عُمان مركزاً إقليمياً لتطبيقات الفضاء.

وتركز الجهود الحكومية على نقل وتوطين تقنيات الفضاء داخل السلطنة، من خلال ربط المؤسسات المحلية بالمزودين العالميين وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في هذا القطاع، بحسب الشعيلي.

ومن المقرر أن تخضع نتائج الرحلة لتقييم شامل بعد انتهاء المهمة، سواء فيما يتعلق بعمل أنظمة المركبة "كيا-1" أو أداء الحمولات العلمية خلال مراحل الطيران المختلفة.

وتشكل هذه البيانات أساساً لتطوير مراحل لاحقة من البرنامج، بما في ذلك الإطلاقات المدارية المستقبلية.

وتتابع الفرق البحثية المشاركة في البرنامج عن كثب سير المهمة؛ بهدف استخلاص مؤشرات تقنية يمكن الاستناد إليها في تحسين أنظمة التحكم والتوجيه، ومعايير الأمان في البيئات شبه المدارية.

*المصدر: الخليج أونلاين | alkhaleejonline.net
اخبار سلطنة عُمان على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com