اخبار سلطنة عُمان

الخليج أونلاين

سياسة

تصاعد وحشي للمجازر.. هل يمكن أن يحظى سكان غزة بحماية دولية؟

تصاعد وحشي للمجازر.. هل يمكن أن يحظى سكان غزة بحماية دولية؟

klyoum.com

طه العاني - الخليج أونلاين

ما أبرز المطالب العربية بعد تصاعد المجازر؟

إيقاف الحرب وتأمين حماية دولية للغزيين.

ما أشكال الإدانات الخليجية والعربية تجاه مجازر الاحتلال؟

بيانات رسمية شديدة اللهجة لوزارات الخارجية.

شهدت الأشهر الأخيرة تصاعداً كبيراً في حدة المجازر والانتهاكات الإنسانية في قطاع غزة، مما أثار ردود فعل قوية من العالم العربي والمجتمع الدولي.

هذا التصعيد الخطير يعيد إلى واجهة المطالبات العربية مسألة الحماية الدولية لسكان غزة، الذين يعانون من ظروف قاسية بسبب الحصار المستمر والمجازر المتكررة.

غضب خليجي

في ظل التصاعد المستمر للعدوان، دانت دول الخليج المجازر التي ترتكبها "إسرائيل" بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، خصوصاً بعد استهداف عدة مدارس يقطنها نازحون.

هذه الإدانة جاءت من خلال بيانات رسمية صادرة عن وزارات الخارجية، أو عبر مواقف زعمائها، أعربت عن رفضها التام لهذه الانتهاكات، مطالبةً المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف الاعتداءات وتقديم الحماية للشعب الفلسطيني.

وأثار قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مدرسة "التابعين" التي تؤوي نازحين في حي الدرج بقطاع غزة، في 10 أغسطس الجاري، الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني وإصابة العشرات، إدانات واسعة.

ودانت دول الخليج الست، في بيانات رسمية، الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال "الإسرائيلي" على المصلين خلال وقت الفجر.

واستنكرت السعودية، في بيان للخارجية، بـ"أشد العبارات استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للمدرسة"، مؤكدة "ضرورة وقف المجازر الجماعية في قطاع غزة"، منتقدة "تقاعس المجتمع الدولي تجاه محاسبة إسرائيل جراء هذه الانتهاكات".

كما دانت قطر، في بيان للخارجية، القصف ذاته وعدّته "مجزرة مروعة، وجريمة وحشية بحق المدنيين العزل، وتعدياً سافراً على المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي"، مجددة مطالبها "بتحقيق دولي عاجل يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين، لتقصي الحقائق في استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر للمدارس ومراكز إيواء النازحين".

وهاجمت الإمارات، في بيان للخارجية، الاستهداف الإسرائيلي ذاته، مؤكدة "الرفض القاطع لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية"، مشددة على "ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع سفك الدماء".

وأعربت الكويت عن إدانتها للقصف الإسرائيلي، مؤكدة "ضرورة تدخل المجتمع الدولي ومجلس الأمن من أجل إيقاف هذه الجرائم البشعة بحق شعبٍ أعزل، وبذل مزيد من الجهود لوقف إراقة الدماء".

واستنكرت البحرين الاستهداف الإسرائيلي لمدرسة التابعين، داعية المجتمع الدولي "للاضطلاع بمسؤولياته لتوفير الحماية اللازمة للسكان المدنيين في غزة من الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة".

وفي مسقط، أعربت السلطنة عن إدانة القصف الإسرائيلي للمدرسة، ووصفته بأنه "وحشي"، مجددة دعوتها للمجتمع الدولي إلى "التحرك الفوري لوقف هذه الاعتداءات السافرة والعمل على حماية المدنيين الأبرياء ومحاسبة قوات الاحتلال الإسرائيلي وفرض عقوبات دولية على إسرائيل".

"مضيعة للوقت"

ويقول الكاتب والصحفي وقاص القاضي، إن المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، أدركت حقيقة ما يجري، واختصرت المسافة دون رتوش، وقدمت حلاً يمكن أن يفضي لإنهاء أبشع حرب عرفها التاريخ الحديث، حيث دعت الدول العربية للضغط على الولايات المتحدة واستغلال نفوذها لتغيير الواقع على الأرض في فلسطين.

وبيّن، خلال حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن "المقررة الأممية متيقنة من أن الرهان على متغيرات خارجية خاضعة لمزاج المجتمع الدولي لوقف مجازر غزة هو ضرب من العبث الذي لن يُؤتي أُكله، فالغرب الداعم لإسرائيل يواصل التسويف لصالح تل أبيب تحت بند البحث عن حل وفق سياقات دبلوماسية تتمثل بجلسات تعقد تحت قبب مبانٍ القرار فيها مصادر ومنزوع أساساً".

ويرى القاضي أن بيان وكالة "الأونروا" بشأن مجزرة مدرسة التابعين، "الذي ساوى فيه بين الضحية والجلاد، دليل على حجم الخنوع"، حيث دعا نصاً "أطراف النزاع في غزة لعدم استخدام المدارس والمرافق المدنية الأخرى لأغراض عسكرية أو قتالية".

ويعتقد الكاتب والصحفي أنه لا فائدة من "مواصلة الدول العربية دعواتها وفق بيانات شجب واستنكار وإدانة تتشابه نصوصها مع تلك التي كتبت قبل نحو 70 عاماً"، موضحاً أن مقترح توفير الحماية الدولية للفلسطينيين في غزة "هو مضيعة للجهد والوقت أمام آلة الموت الإسرائيلية التي استهدفت 13 مركزاً لإيواء النازحين، منذ بداية شهر أغسطس الجاري، دون أن يبدي الغرب أي رد فعل يمكن أن يُشعر الشعوب العربية بأنها تمتلك الحق في العيش".

وينهي القاضي حديثه بالقول: "حين تعلو صرخات الثكالى وأنين أطفال غزة المخضبة وجوههم بالدماء مرددين عبارة (وينكم يا عرب)، ندرك أن الأمة في أزمة تكشف حجم الهوان الذي تعيشه جماهير اعتادت مشاهد أشلاء الجثث المبعثرة، ولم يعد لديها ما يحفزها باتجاه الضغط على أنظمتها السياسية".

مواقف دولية متباينة

رغم تزايد المطالبات العربية بتوفير حماية دولية لسكان غزة، تواجه هذه المطالبات تحديات كبيرة بسبب التباينات في المواقف الدولية.

ويعتبر مراقبون أن الولايات المتحدة وحلفاؤها الرئيسيون من أبرز الدول التي تسهم في تأييد عدوان الاحتلال، واستمرار مواقفهم التقليدية الداعمة لـ"إسرائيل" يعقّد من إمكانية تحقيق إجماع دولي حول مسألة توفير الحماية الدولية لسكان غزة وإيقاف الحرب.

وفي حال فشل المجتمع الدولي في توفير حماية دولية لسكان غزة، فإن الوضع قد يستمر على ما هو عليه، مع استمرار المجازر والانتهاكات.

ويتطلب هذا السيناريو من الدول العربية تكثيف جهودها الدبلوماسية والإنسانية للتخفيف من معاناة سكان غزة.

وتواجه المطالبات العربية بتوفير حماية دولية لسكان غزة تحديات قانونية ودبلوماسية، من بين هذه التحديات الحاجة إلى إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يتطلب توافق الدول الكبرى، خاصة أن أي قرار قد يواجه استخدام حق "الفيتو" من قبل الدول الداعمة لـ"إسرائيل".

ويقول الصحفي والكاتب الفلسطيني محمود مطر، إنه رغم المجازر المستمرة منذ أكثر من 10 أشهر في غزة، من الواضح أن المواقف السياسية للدول لم تتجاوز حاجز الإدانات والاستنكارات، وتندرج ضمنها مطالب الحماية الدولية للفلسطينيين مضيفاًفي حديثه لـ "الخليج أونلاين":

*المصدر: الخليج أونلاين | alkhaleejonline.net
اخبار سلطنة عُمان على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com