اخبار المغرب

لو سيت اينفو عربي

سياسة

الصبري يكتب: سلوك الجريمة المدرسية لدى القاصر "قراءة ورصد في الأسباب"

الصبري يكتب: سلوك الجريمة المدرسية لدى القاصر "قراءة ورصد في الأسباب"

klyoum.com

محمد الصبري: باحث في القانون، مهتم بالعلوم الاجتماعية.

أصبح سلوك الجريمة المدرسية يثير مخاوف اجتماعية وتربوية خلال الأونة الأخيرة بسبب الإرهاق الذي يعتري الحرص الأسري على الأبناء، وكذلك بعض الإخفاق الذي يتخلل التشخيص النفسي التربوي للمتعلم "المتهور". هذا الجانب من التعثر الاجتماعي والتربوي الشمولي المفضي إلى حدوث فعل مختزل في سلوك الجريمة لدى القاصر بالمدرسة ظل يسائل الأدوار والمسؤوليات الموزعة على كل جهة على حدة.

إن التحول المخيب للظن في سلوك القاصر هو تعبير صريح على مبارزة جودة القيم الاجتماعية والتربوية من طرف القاصر، وهو أيضا تعبير عن التمرد الأعمى الذي يحدث أفعالا غير طبيعية تعاند العادة في السلوك البشري وتتجرأ على القوانين والأنظمة المؤطرة للسلوك والفعل البشري عموما، وتنشأ طبعا في هذه اللحظة مخاوف متشابكة مختزلة في الخوف عن مصير القيم في ظل تنامي العنف والتشدد في إظهار الذات، وكذلك الخوف على مصير هذه العينة كضحية لمواقع التواصل الاجتماعي التي تسلب صفوة السلوك منها.

تساهم محتوايات التهور بمواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها مادة استهلاكية لعينة من القاصرين بنسبة متقدمة في إحداث عقد نفسية حادة في صفوف هذه الفئة، وعليه يرجح القول على أن الخلفية السامة التي يتغذى منها سلوك القاصر مصدرها محتويات رقمية غير مرخص لها أخلاقيا تؤثر على الاستقرار الاجتماعي والنفسي وتعمل على تجييش القاصر وتسليحه بمخزون من الأفكار التي تنمي فيه الفعل الجرمي الذي يهدد المحيط الحاضن للقاصر المتمرد. إن هذه الخلفية الخطيرة التي تمثلها أحيانا مواقع الاتصال الاجتماعي في تكوين حس الشدود في إظهار الذات وجب الوقوف عندها لأنها مصدر قلق اجتماعي، فهذا لا يمثل إلا جزء نسبي من التركيبة التي تضم لمسببات الجريمة لدى القاصر وبالأخص التي يمارسها الأخير بالمدرسة ومحيطها، بحيث أصبحت التنشئة الاجتماعية المصابة بالنقص والضعف سببا في تكوين عُقد نفسية حادة للأبناء، فضلا عن الإخفاق في مجال المواكبة النفسية للمتعلم " اللاطبيعي سلوكيا" بالمدرسة، حيث ينجم عن هذا الاخفاق تنامي السلوكات المشينة في عمق هذا المتعلم مما يعتبر هذا الأمر تهديدا صريحا للبنية الفاعلة معه داخل المدرسة.

استحضار التنشئة الاجتماعية لمقاربة سلوك القاصر مسألة ضرورية، حيث هذه التنشئة يعول عليها في تبسيط مسببات الفعل الجرمي المدرسي لدى القاصرين، وتمثل الأسرة نصف هذه التنشئة الاجتماعية، و حيث هي الحاضن المباشر لأبنائها والمسؤولة عليهم وكل ما يترتب عن سلوكاتهم قبل سن الرشد، معناه أن قدر مهم من المسؤولية يقع على عاتق الأسرة، إما تنتج مخلوقات بشرية تستجيب لوحدة القيم والقوانين، أو تنتج عاهات ذات خلفية إجرامية تهدد حقوق الغير منها ما يتعلق بالأساس بالحق في الحياة. إن الإشكالية التي تطرحها التنشئة الأسرية باعتبارها جزء فاعل في التنشئة الاجتماعية ككل، تتمثل في النمطية المتكل عليها في إعمار ذوات الأبناء بالقيم وبالخصال التي يشترطها المجتمع الإنساني، كما تساهم هذه النمطية المريضة التي تتخلل التنشئة الأسرية في تثبيت أشكال من العقد النفسية خاصة إذا كان العنف المادي الأسري يلازم مراحل هذه التنشئة المغلوطة.

انضم إلينا واحصل على نشراتنا الإخبارية

*المصدر: لو سيت اينفو عربي | ar.lesiteinfo.com
اخبار المغرب على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com