الكرعي: تفكيك الوظيفة العمومية بدأ بالتعليم وسيمتد لقطاعات أخرى.. والتنسيقيات لا تموت
klyoum.com
أخر اخبار المغرب:
هيئة النزاهة توقف تنفيذ صفقة خريطة مخاطر الفساد بالصحةحذر الأستاذ والكاتب ربيع الكرعي من أن نموذج "التوظيف الجهوي" الذي بدأ في قطاع التعليم ما هو إلا بداية لتفكيك ممنهج للوظيفة العمومية سيمتد ليشمل قطاعات حيوية أخرى كالصحة. وعزا الكرعي في حواره مع برنامج "جسور" على "العمق"، ظهور التنسيقيات كشكل نضالي جديد إلى "أزمة ثقة" في هيئات الوساطة التقليدية من أحزاب ونقابات، التي اتهمها بالفشل في تأطير مطالب الشغيلة الجديدة.
وقال الكرعي في تحليله إن "نموذج التوظيف الجهوي المطبق في التعليم يجري استنساخه حالياً في قطاع الصحة عبر إحداث المجموعات الصحية الترابية"، معتبراً أن هذا التوجه يندرج ضمن رؤية الدولة لتلبية توصيات صندوق النقد الدولي الرامية إلى تقليص كتلة الأجور، وهو ما سيخلق، حسب رأيه، وضعاً هشاً للعاملين في هذه القطاعات الحيوية ويهدد استقرارهم المهني.
هذا التحول في بنية التوظيف العمومي، يرى الكرعي أنه لم يأتِ من فراغ، بل تزامن مع تراجع كبير في دور هيئات الوساطة التقليدية، وهو ما يفسر سبب ظهور أشكال احتجاجية جديدة خارج الأطر المألوفة. وأوضح أن "التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد" هي نتاج مباشر لهذا الفراغ، مضيفاً: "هذا الشكل النضالي جاء كرد فعل على موت التنظيمات التقليدية".
وأرجع المتحدث أسباب هذا "الموت" إلى فقدان النقابات والأحزاب السياسية لمصداقيتها وثقة الشباب فيها، قائلاً: "الشباب لم يعودوا يثقون في هذه الهيئات، لأنها لم تعد قادرة على تأطيرهم أو حمل مطالبهم". وأكد أن هذه التنظيمات فشلت في مواكبة التحولات المجتمعية وطبيعة المطالب الجديدة، مما أدى إلى خلق "أزمة ثقة" دفعت الأجيال الجديدة من الموظفين والمحتجين إلى البحث عن أطر نضالية بديلة ومباشرة.
واعتبر الكرعي أن ظاهرة التنسيقيات ليست محصورة في التعليم فقط، بل أصبحت تمثل واقعا جديدا في الحقل الاحتجاجي بالمغرب، مشيرا إلى أن هذه الحركات "العفوية" والميدانية هي التي باتت تحمل صوت الفئات المتضررة في غياب تمثيلية حقيقية من طرف المؤسسات التي كان من المفترض أن تقوم بهذا الدور. وختم بالقول: "التنسيقية فكرة، والفكرة لا تموت"، في إشارة إلى أن هذا الشكل النضالي سيستمر ما دامت الأسباب التي أدت إلى ظهوره قائمة.