لايف ستايل

ال عربية

حياتنا

أختي الفاجِرة (الجزء الثاني)

أختي الفاجِرة (الجزء الثاني)

klyoum.com

منذ انتقلَت وردة أختي للعَيش عند جارنا السيّد فيليب، وأنا قلِقة. فكنتُ أعرفُ أختي تمام المعرفة، خاصّة بعد طلاقها مِن زوجها وزواجها مِن آخر فرنسيّ لِنَيل الجنسيّة وتطليقه بعد ذلك. ما الذي كانت تُريدُه مِن ذلك الأرمل المسكين؟ ومع أنّها صارَت تعيشُ في الشقّة المُقابلة، كان اتّصالي بها يتمُّ عبر الهاتف. أعترِفُ أنّني وجدتُ صعوبة في التركيز على عمَلي لكثرة الأفكار التي تتالَت في بالي. كان لدَيّ شعور قويّ بأنّ شيئًا يتحضّرُ، لكنّني لَم أستطِع معرفة ماهيّته. هل كان عليّ تحذير السيّد فيليب مِن وردة؟ لكنّني كنتُ مُتأكّدة مِن أنّها قصَّت عليه الأكاذيب عنّي، فهي ادّعَت أمامه، باكيةً حتمًا، أنّني لَم أعُد أُريدُها معي. ندِمتُ أشدّ الندَم لاستقبالي لها في فرنسا لكن ما عسايَ أفعَل غير ذلك؟ ففي ذلك الوقت لَم يخطُر ببالي أنّ أختي ستُطلِقُ العنان لِطمعِها وشرّها. مهلاً... هل يُعقَل أنّها تخلصَّت مِن الهرّ "نوارو"؟!؟ لا، لا يُعقَل ذلك! فأن تكون وردة جشِعة شيء، أمّا أن تكون مُجرِمة فشيء آخر. طردتُ تلك الفكرة البشعة مِن رأسي بسرعة، فكنتُ أتخايلُ حتمًا أمورًا بعيدة كلّ البُعد عن الواقع.

وردة هي التي فعلَت أوّل خطوة تجاهي، بِدقّ بابي ذات يوم لِدعوتي إلى العشاء في شقّة السيّد فيليب في اليوم التالي. حاولتُ اختراع الحجَج إلا أنّها أدارَت ظهرها وعادَت إلى الشقّة قائلةً: "أنا بانتظاركِ". هل هي تمدُّ لي يَد المُصالحة أم أنّها تُريدُ تمرير رسالة لي عبر تلك الدعوة؟ كنتُ سأعرفُ الجواب بعد يوم.

جلبتُ معي بعض الحلوى وقرعتُ باب الشقّة المُقابلة، ففتحَت لي وردة الباب مُبتسمة. كانت ترتدي ملابس جميلة وأنيقة وخُيّلَ لي أنّها صاحبة المكان، على الأقل هكذا تصرّفَت. السيّد فيليب كان جالسًا في الصالون وعلى حضنه هرّ جديد، وكان الرجُل سعيدًا للغاية بِرفيقه الصغير. قالَت لي أختي بِفخر: "لقد جلبتُ لـ "فيلو" هرًّا بدلاً مِن السابق". فيلو؟!؟ هل سمعتُ جيّدًا؟ هل هي دلَّعت السيّد فيليب لتوّها؟

جلسنا في الصالون، ثمّ انتقلنا إلى المائدة حيث وضعَت وردة الأطباق الشهيّة التي نُحضرُها عادةً في بلَدنا. رأيتُ لمعة ترقّب في عَينَي صاحب المكان لدى نظره إلى تلك الأطباق، وهو همَسَ لأختي: "أنتِ بالفعل لؤلؤة نادرة." شعرتُ باشمئزاز كبير لدى سماعي ذلك، ليس بسبب الكلمات التي قيلَت، بل للطريقة والنبرة التي استعملَها السيّد فيليب. فكان مِن الواضح أنّ شيئًا ما يحصلُ بين هذَين الشخصَين.

لكنّني لَم أكن متأكدة مِن ماهيّة ما يحدث، ورجوتُ الا يكون الأمر حميمًا، ليس لأنّ وردة غير قادرة على إقامة هكذا علاقة، بل لأنّ الفكرة مُقزِّزة بسبب فارق السنّ بينها وبين السيّد فيليب الذي يُمكنُه أن يكون جدّها. باقي الجلسة كان مُعظمها يتمحوَر حول تداول الإطراء بين أختي ومُستضيفها، ففضّلتُ الانسحاب لأُفكّر مليًّا بما رأيتُه خلال ذلك العشاء. أوصَلتني وردة إلى الباب وعلى وجهها بسمة انتصار، وأنا اكتفَيتُ بالقول لها: "إيّاكِ أن تؤذي ذلك العجوز!"

*المصدر: ال عربية | ellearabia.com
لايف ستايل على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com