كيف تحوّلت علب السردين إلى إلهام في الموضة؟
klyoum.com
أخر لايف ستايل:
ملك زاهر تدخل عالم التأليف والإخراج لأول مرة بـ شنطة سفرأن يستلهم المصمّمون صيحات الموضة من الطبيعة أو العمارة أو حتى الفن والموسيقى، أمر طبيعي اعتدنا رؤيته في كل موسم جديد؟ ولكن أن تتحوّل علبة السردين إلى إلهام في الموضة هو أمر غير متوقّع. نعم، تلك الأسماك الصغيرة التي تُحفظ غالباً في علب معدنية أصبحت فجأة رمزاً للأناقة العصرية وصيحة تروّج لها أهم العلامات التجارية، وبعد أن تسلّلت إلى الملابس والإكسسوارات كلمسة طريفة، ها هي تتصدّر صيحات الصيف.
السردين وما يحمله من رموز
رغم أنه قد يبدو اختياراً غريباً، فإن الشعبية المتزايدة لطباعة السردين تعكس توجهاً أعمق نحو الأزياء التي تبتعد عن التكلّف وتبحث عن البساطة والتعبير الشخصي. فالتصميمات المستوحاة من هذه الأسماك لا تسعى إلى الكمال، بل تعبّر عن الجمال والتميّز في الإطلالات العشوائية، وعن القصص المخبّأة في التفاصيل الصغيرة.
وتأتي صيحة السردين في سياق أوسع من صيحات الموضة المستوحاة من المطبخ التي سبقتها مثل الفراولة والكرز. فالسردين له خصوصية مختلفة، إذ يرمز إلى البساطة والطفولة والمشاركة، ويعود بنا إلى جلسات الطعام العائلية ونزهات البحر وإلى عالم تفوح منه روائح تذكّر بجمال الصيف. وبالنسبة إلى الكثيرين، فإن ارتداء هذه الطبعات ليس مجرد اختيار شكلي، بل عودة إلى الجذور والحنين إلى أيام أبسط.
من شواطئ المتوسط إلى منصّات الموضة
لا يمكن فصل هذا الاتجاه عن صعود الأنماط الساحلية في عالم الأزياء. من أسلوب "مارينا كور" Marina Core المستوحى من الجماليات الأوروبية الصيفية وتحديداً من مشاهد السواحل ونمط الحياة المرتبط بها، إلى ملامح الصيادين، تعكس موضة اليوم مشاهد الحياة البحرية. هذا الحنين للبحر، للماء المالح والهواء النقي، يجد ترجمة مثالية في طبعات السردين، التي تجمع بين الجاذبية البصرية والرغبة في الهروب من الواقع الرقمي إلى مشاهد أكثر واقعية ودفئاً.
وفي زمن بات فيه التعبير الشخصي يحتل المرتبة الأولى، تأتي صيحات مثل السردين لتقول: لا بأس أن تكون غريباً، غير مثالي، ومليئاً بالتفاصيل غير المتوقعة. فالموضة اليوم لم تعد تتعلّق بالمكانة بقدر ما ترتبط بالإحساس، بالذاكرة، وبالقصص التي نحملها معنا.