لايف ستايل

ال عربية

حياتنا

الرجل الآخر...

الرجل الآخر...

klyoum.com

لحظة وقعَت عينايَ على دنيا، إبنة جيراننا الجدد، علِمتُ أنّ تلك الصبيّة الحسناء ستلعبُ دورًا مُهمًّا في حياتي. لكنّني كنتُ بعيدًا كلّ البُعد عن تصوّر ما سيحدثُ لي ولأهلي بسببها.

كنتُ آنذاك شابًّا مُراهقًا يتحضّر لِدخول الجامعة بحماس. كان حلمي أن أصبحَ طبيبًا ماهرًا وأنقذُ حياة العديدين، أو على الأقل أُريحُهم مِن أوجاعهم. لِذا انصبَبتُ على الدراسة في سنتي المدرسيّة الأخيرة. وبفعل ذلك، قضيتُ مُعظم وقتي في غرفتي... التي تطلّ مُباشرة على غرفة نوم جارتي الجميلة التي كان سنّها يُقاربُ سنّي. هي الأخرى كانت تجلسُ خلف مكتبها للدّرس، فتلاقَت عيوننا ذات يوم وضحكنا لتشابه الموقف. كنتُ حتى ذلك الحين قد اكتفَيتُ بالنظر إليها خلسة وهي مارّة في الشارع أو إن التقَينا في الدكّان. لكن صارَ لدَينا همّ مُشترك وهو النجاح في المدرسة وبالتالي مواضيع نتكلّم عنها. رحتُ إلى الشبّاك وألقَيتُ التحيّة عليها، وهي ابتسمَت لي مُظهرة صفّ أسنان شبيه باللؤلؤ. ذابَ قلبي مِن كثرة الإعجاب وتجرّأتُ على التكلّم معها، فسألتُها مئة سؤال قبل أن تغيب عنّي مَن أسمَيتُها "فتاة أحلامي". علِمتُ منها أنّ اسمها دنيا وأنّها إبنة وحيدة على شابَّين وأنّها أصغر منّي بسنة.

في الأيّام التالية تكرَّرَ السيناريو نفسه، إلى أن حصلتُ أخيرًا على رقم هاتفها وبتنا نتكلّم على راحتنا عبر الهاتف. سرحتُ بأفكاري في ما يخصّها، إلا أنّني عدتُ وركّزتُ على أهدافي، مُقنعًا نفسي أنّ نجاحي في المدرسة ولاحقًا في الجامعة سيُقرّبني أكثر ممّا صمَّمتُ عليه: الزواج مِن دنيا. فلقد شعرتُ أنّها حقًّا الفتاة المثاليّة لي وأنّها ستكون زوجتي وأمّ أولادي.

بعد فترة، قرّرتُ ودنيا أن نخرج سرّيًّا سويًّا، فكنتُ أشعرُ بحاجة ماسّة لرؤيتها عن قرب والإمساك بِيَدها لأشعر بحرارتها. وهكذا تقابلنا في المجمّع التجاريّ وكنتُ أسعَد شابّ في الدنيا!

أجرَيتُ امتحاناتي ونجحتُ بتفوّق، وجاءَت الفرصة الصيفيّة التي سمحَت لي بالتركيز على حبيبتي. فقضَينا أيّامًا جميلة لن أنساها بحياتي. تسجَّلتُ في كلّيّة العلوم ووعدتُ حبيبتي بأنّها ستصبح يومًا زوجة طبيب يُحبُّه الناس. لكن بعد ذلك، تغيّر كلّ شيء، ليس بسرعة بل بشكل بطيء ومُستتِر. كان يجدرُ بي الحسبان بأنّ الحياة لا تجري كما نُخطّط لها، لكنّني كنتُ في سنّ حيث نؤمِن بأنّ الدنيا مثاليّة. واعتقدتُ أنّ دنيا أيضًا مثاليّة.

وإنّ كنتُ اليوم قد أخفقتُ بأن أكون طبيبًا، فالذنب يقَع على حبيبتي وعلى أناس آخرين. فقد انشغلتُ أوّلاً بمعرفة سبب التغيّرات التي أصابَت دنيا حيالي، ولاحقًا في التقصّي عن الأمر، وبعد ذلك باستيعاب ما حصل.

*المصدر: ال عربية | ellearabia.com
لايف ستايل على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com