اخبار لبنان

جريدة الأنباء

سياسة

سباق لإبعاد شبح الحرب وتصعيد إسرائيلي تزامناً مع زيارة سلام للفاتيكان

سباق لإبعاد شبح الحرب وتصعيد إسرائيلي تزامناً مع زيارة سلام للفاتيكان

klyoum.com

بيروت - ناجي شربل وأحمد عزالدين

يخوض لبنان الرسمي سباقا لإبعاد شبح حرب موسعة تهدده بها إسرائيل، وتستخدمها في الحد الأدنى ورقة ضغط لتسريع عملية حصر السلاح بيد الدولة. وتتكثف اتصالات المسؤولين، وفي طليعتهم رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، بطرح التفاوض غير المباشر مع إسرائيل. وللغاية وسع عون من اتصالاته الدولية والعربية، لتجنيب لبنان حربا إسرائيلية موسعة، اذ لا يشك أحد بما يمكن ان يقدم عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مغامرات عسكرية، خصوصا بعد فرض الولايات المتحدة الأميركية وقف النار في غزة. وكان رئيس الجمهورية عرض الأمور الميدانية والاعتداءات الإسرائيلية مع الرئيس الجديد للجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جوزف كليرفيلد. ورد الأخير متحدثا عن تطوير عمل اللجنة بإقامة دائمة لضباط أميركيين وتنقلهم بين لبنان وإسرائيل وتكثيف الاجتماعات. وفوجئ لبنان بعد ظهر اليوم عينه بضربات إسرائيلية واسعة في البقاع، وجاء التبرير الإسرائيلي عبر لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية جنوب لبنان «الميكانيزم» ان الاستهداف شمل مواقع أسلحة، ورد الجانب اللبناني: «لمَ لم يتم تبليغ الميكانيزم للقيام باللازم من جانب لبنان؟». كما تناول الجانب اللبناني ارتفاع وتيرة الاعتداءات والاستهدافات الإسرائيلية في الجنوب، وسقوط المزيد من الضحايا المدنيين، مسقطا الحجة الإسرائيلية.

وتزامن ارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيلية، مع زيارة رئيس الحكومة د.نواف سلام إلى الفاتيكان، حيث التقى البابا ليو الرابع عشر، الذي يستعد لزيارة لبنان بين 30 نوفمبر و2 ديسمبر المقبلين.

وكتب الرئيس سلام عبر حسابه على منصة «إكس»: «سعدت بلقاء قداسة البابا ليو الرابع عشر، وأكدت له ان اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم يتطلعون إلى زيارته بفرح». ونقل ان بابا الفاتيكان «جدد أمامي تعلقه بمعنى لبنان وتضامنه مع الشعب الفلسطيني في محنته. وبدوري شددت على ان وحدة لبنان وسيادته وحريته حق لأبنائه جميعا، وان السلام في المنطقة لن يقوم إلا على العدل، لاسيما على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة».

إلى ذلك، ذكر مصدر مقرب من القصر الجمهوري لـ «الأنباء» ان الرئيس جوزف عون قدم عرضا جديا بالتفاوض، وانتظر الرد من الأطراف المعنية وهي إسرائيل والولايات المتحدة. وجاء الرد الإسرائيلي باستمرار الضربات العسكرية واستهداف مدنيين، وينتظر لبنان مساعي الولايات المتحدة في هذا السياق، مع إدراكه ان الجميع سيجلس في النهاية إلى طاولة المفاوضات. وهو، أي لبنان، لن يرضخ للابتزاز الإسرائيلي باشتراط نزع سلاح الحزب قبل التفاوض.

وعلى خط مقابل، علمت «الأنباء» ان نائبا مقربا من السفارة الأميركية نقل إلى مسؤولين في «حزب الله» مساء الخميس تحذيرات جدية ومعلومات عن تحضيرات عسكرية إسرائيلية لشن ضربات موسعة على لبنان، تستهدف في شكل رئيسي معقل «الحزب» في الضاحية الجنوبية. ونقل النائب عن مسؤولي الحزب قولهم: «أخذنا علما بذلك»، من دون إضافة أي شيء.

ووسط تزايد الحديث عن حرب إسرائيلية وشيكة، اعتبرت مصادر مطلعة لـ «الأنباء» ان «تحديد مواعيد حول بدء الحرب، بمنزلة ضرب من التنجيم والتهويل وليس أكثر، وان كانت النيات العدوانية الإسرائيلية قائمة في اي وقت، والتهديد الإسرائيلي للبنان لم يتراجع منذ سبعينيات القرن الماضي».

غير ان مرجعا سياسيا قال لـ «الأنباء» انه يستبعد اي حرب موسعة كما يوحي البعض، «ذلك ان الحرب مستمرة ولم تتوقف وهي في تصعيد متدرج ويومي ومن جانب واحد، وتحقق الأهداف التي تريدها حكومة نتنياهو من دون أي خسائر مقابلة».

وأشار المصدر إلى ان إسرائيل ترمي من خلال دفع الأمور في لبنان إلى ما يشبه «اللاحرب» و«اللاسلم»، إلى تحقيق هدفين:

الأول ممارسة الضغط الكبير على «حزب الله» لإجباره على الوصول إلى احد خيارين: أما الدخول في حرب تقضي على ما تبقى من أسس كيانه العسكري، أو الاستمرار في الاستنزاف وما يستتبع ذلك من أعباء يتحملها وانهيار الصورة التي رسمها لنفسه على مدى العقود الماضية. وهذا الأمر تغير بشكل كلي بدءا من «حرب الإسناد» لغزة قبل عامين، وصولا إلى اتفاق وقف إطلاق النار وما استتبع من عدوان يومي دون القدرة على الرد.

والهدف الثاني هو تعميم حالة عدم الاستقرار في لبنان من خلال توسيع دائرة الانقسام والخلاف السياسي الذي ينطلق من موضوع نزع سلاح «حزب الله» والفصائل الفلسطينية، لينسحب على القضايا الداخلية الأخرى، وما يتعلق منها بقيام الدولة. وقد يكون أبرز مظاهر هذا الانقسام حول قانون الانتخاب بما خص اقتراع المغتربين، والذي تصاعدت وتيرة المواقف بشأنه في الأيام الماضية، بما يوحي بأن الخلاف حوله ذاهب إلى نقطة اللاعودة.

غير ان المصادر ترى ان التسوية حاصلة وتطبخ على نار هادئة على الرغم من الضجيج الكبير حولها.

*المصدر: جريدة الأنباء | alanba.com.kw
اخبار لبنان على مدار الساعة