اخبار لبنان

جريدة الأنباء

سياسة

زيارة واحدة لا تكفي لمعرض بيروت للكتاب في دورته الـ 66

زيارة واحدة لا تكفي لمعرض بيروت للكتاب في دورته الـ 66

klyoum.com

بيروت - جويل رياشي

عودة ميمونة لمعارض الكتب إلى بيروت، وخصوصا لمعرضها التاريخي للكتاب الذي اشتهر به النادي الثقافي العربي مع الدورة الـ 66، والمشمولة كالعادة برعاية رئيس الحكومة، وقد حضر رئيس الحكومة د.نواف سلام وجال في أقسام المعرض في الواجهة البحرية لبيروت «بيال».

العودة جاءت بعد غياب بداعي الحرب الإسرائيلية الموسعة على لبنان بين 20 سبتمبر و27 نوفمبر 2024، وقد أطاحت بمعرضين للكتاب، بينهما ذلك الذي نظمه اتحاد دور النشر اللبنانية في 2023 في «الفوروم دي بيروت» على المدخل الشمالي للعاصمة في محلة الكرنتينا.

وجاءت الدورة الـ 66 في موعد يسبق الروزنامة المعتادة للنادي الثقافي العربي التي كانت تعتمد منتصف ديسمبر لإقامة المعرض.

وقد شهدت النسخة الحالية مشاركة 140 دار نشر، بينها مجموعات اتحدت سويا لتأمين حضور دور نشر عربية معروفة. فيما كانت دار «الشروق» المصرية «عروسة المعرض» عن جدارة، مع غياب «الدار المصرية اللبنانية» و«دار المتوسط».

إقبال جيد في اليوم التالي للافتتاح الرسمي منذ الساعات الأولى لفتح أبواب المعرض. وقد حضر تلامذة المدارس ومهتمون، مع برنامج أنيق ومساحات واسعة وصالات محدثة لعقد الندوات أطلقت عليها أسماء أدباء وروائيين لبنانيين راحلين بينهم الصحافي الياس الخوري.

جديد المعرض «جناح للفنون الغرافيكية» ضم الأقسام التالية: معرض الكتاب: عاما بعد عام، فلسطينيات: غزة في الكاريكاتير العربي، السينما اللبنانية: رحلة مئة عام (من مجموعة عبودي أبو جودة)، حروف وكلمات (مشغل كميل حوا)، مشاركة طلبة التصميم الغرافيكي (الجامعة الأميركية في بيروت)، تحية لطرابلس: ثقافة وفنون.

مساحات تجعل الزائر في معرض مواز لمعرض الكتب، وقد استحوذت على الاهتمام، خصوصا الجناح الخاص بالسينما اللبنانية، الذي تضمن ملصقات ورقية عملاقة ومتوسطة لأفلام صنعت في بيروت، لصاحب «دار الفرات» للنشر والتوزيع عبودي أبو جودة، الذي يملك أرشيفا غنيا جمعه بشغف على مدى سنوات، وكان طليعة من وثق تجربته في كتاب فاخر أطلق عليه عنوان «هذا المساء»، تيمنا بعبارة خاصة بعروض السينما.

أبو جودة تحدث إلى «الأنباء» عن «شغف ينمو ويتمدد، ويلقى إقبالا من الجمهور، الباحث عن أرشيف السينما اللبنانية، والمنتصر للكتاب الورقي في زمن الألواح الإلكترونية والعصر الرقمي». وتطرق «إلى استفسار الزوار عن البوسترات الضخمة، وسؤالهم عن كتابي الصادر في 2015 (معروض في دار نشر وضعت فيها أعمال دار الفرات)». كما عرض لزاور كافة الأقسام الخاصة بالغرافيتي، «وهذا يشجعنا ويعكس في المقابل الغنى الثقافي للجمهور». وقال انه جمع ملصقات من دور السينما في بيروت وضواحيها من يوم كان فتى في الرابعة عشرة من العمر، وكذلك من معظم رحلات السفر بحكم عمله كناشر لجمع الأفيشات والملصقات.

في المعرض أيضا حماسة من العاملين في دور النشر. ففي جناح مكتبة الحلبي، يرشد شاب من يسأله عن دور نشر عربية غائبة عن المعرض، كاشفا وجود أعمالها في هذه الدار أو تلك. وفي الدار ايضا أعمال نجيب محفوط التي آلت حقوقها إلى «ديوان»، وكتب مصرية والراوية الفائزة بجائزة «بوكر» 2025 «صلاة القلق» وغيرها. والشيء عينه في دار «التنوير» مع طبعة جديدة لأعمال قصصية للروائي العالمي غابريال غارسيا ماركيز، وترجمة الراحل الفلسطيني صالح علماني.

فيما كشف الشاب المصري أحمد الذي حضر من مقر «دار الشروق» قرب مسجد رابعة العدوية، «عن إقبال لبناني كبير على محتويات الدار، وجديدها نشر أعمال لروائيين لبنانيين بينهم»مطر حزيران«للراحل جبور الدويهي، بعد نيلها حقوق نشرها من «دار النهار» مالكة حقوق الطبعة الأولى. وقد بيعت منها نسخ كثيرة في القاهرة، لولع الجمهور المصري بمعرفة الحكايات اللبنانية وخصوصا في الأماكن النائية من لبنان، ولشهرة الدويهي وأثره الطيب، الذي يردده كبار الروائيين المصريين وفي طليعتهم إبراهيم عبد المجيد».

زائر المعرض سيعود مرة ثانية، نسبة إلى البرامج والندوات المصاحبة، وغنى دور النشر بالإصدارات، وتعويض فقدان الجمهور اللبناني لمعرض الكتاب، وشوقه إلى مناسبات ثقافية كبرى.

*المصدر: جريدة الأنباء | alanba.com.kw
اخبار لبنان على مدار الساعة