الحزب الشيوعي اللبناني ينظم اعتصاماً في بيروت... لا تفاوض في ظل العدوان
klyoum.com
تنديداً بأي تفاوض مباشر مع العدو... نظم الحزب الشيوعي اللبناني، الأحد، حراكاً شعبياً في وسط بيروت تحت عنوان "رفض محاولة لزجّ لبنان في مسار تفاوضي سياسي واقتصادي مع العدو الصهيوني".
في قلب بيروت، وتحديدا عند ساحة صيدلية بوسترس قرب حديقة الصنائع في منطقة الحمراء ارتفع اليوم صوت احتجاجي آخر في مشهد يختصر مأزقاً سياسياً لبنانياً هو اعتصام دعا إليه الحزب الشيوعي اللبناني تحت عنوان واضح "لا مصلحة للبنان بالدخول في مفاوضات سياسية واقتصادية في ظل اختلال موازين القوى واستمرار العدوان".
رئيس الحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب قال إن "تنازلات مطلوبة بالمرحلة الأولى هي كاملة في عمق الفكر الديني الصهيوني المتطرف، فهو يتصرف تصرف المنتصر، ونحن المهزمون وعلينا الخضوع لشروطه، والموقف الأميركي طبعاً مؤيد له: إقبلوا بالشروط الإسرائيلية وإلا!، وأضاف أن "مصلحة لبنان تكمن في مفاوضات أمنية غير مباشرة حصراً، وبهدف واحد هو وقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال وتنفيذ انتفاقيات الهدنة في عام 1949 وإطلاق الأسرى، وعودة الأهالي والإعمار".
إلى جنوبنا البطل الحراك هنا ليس جديداً، بل هو امتداد لحلقات ضغط شعبية تشهدها الساحة اللبنانية كلما اشتد الجدل حول خيارات الدولة وحدود التسوية اعتصام يقرأ بوصفه صدى لغضب لبناني واسع رفعت فيه لافتات تندد بالتنازلات أمام العدو واحتجاج يشي بتحرك سياسي يسعى إلى تثبيت خطوط حمراء في لحظة حساسة.
ورأى معاون مسؤول العلاقات الوطنية في المجلس السياسي لحزب الله علي ضاهر أن "الحقيقة ليس غريباً على الحزب الشيوعي أن يقوم بمشاركة دعماً للمقاومة في مواجهة المحتل، وهو الحزب الذي كانت له مساهمات كبيرة من خلال جبهة المقاومة الوطنية (جمول)، وقدم الشهداء بهذا السبيل، من هنا يأتي هذا الاعتصام ترجمة لتاريخ هذا الحزب لتاريخه المقاوم، ونحن اليوم موجودون هنا للمشاركة أيضاً في هذا الاعتصام كتعبير عن أن قوى المقاومة لا تفرقها لا العقائد ولا المناطق ولا الطوائف ولا المذاهب".
أما المنسق العام للقاء اليساري العربي سمير دياب فقد قال إن "نحن نؤكد على الثوابت الثلاث: الصمود، والوحدة الوطنية اللبنانية، والمقاومة الجامعة والتي هي تعطي للبنان سيادته واستقلاله وحقوقه وتطوره".
واعتبر الأسير المحرر أنور ياسين أن "نحن اليوم من أمام صيدلية بوسترس هذا المكان الذي انطلقت فيه أول طلقات المقاومين بوجه الاحتلال الاسرائيلي، نحن هنا لنقول إن شعبنا المقاوم شعبنا اللبناني يرفض الاحتلال ويرفض هذا الهيمنة التي يحاولون فرضها على لبنان، وهو تأكيد على خيار المقاومين".
وبين الشعارات والهتافات بدا الاعتصام اليوم أكثر من مناسبة سياسية، وهو موقف وتحذير ورسالة ضغط وفيما تستمر النقاشات الداخلية حول شكل المرحلة المقبلة يبقى الشارع حاضراً يُذكّر ويعترض ويعيد رسم حدود النقاش الوطني.