كيف يُؤثر مرض فرط ضغط الدم الرئوي على القلب والرئتين؟
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
بيان لـ تجمع موظفي الإدارة العامة .. إليكم التفاصيلفرط ضغط الدم الرئوي هو حالة طبية خطيرة تتمثل في ارتفاع غير طبيعي في ضغط الدم داخل الشرايين الرئوية، وهي الأوعية التي تنقل الدم من القلب إلى الرئتين. لا يُعدّ هذا المرض مجرد ارتفاع في الضغط، بل هو اضطراب معقّد يؤثر على الدورة الدموية الرئوية ووظيفة القلب على المدى الطويل. ولأن أعراضه قد تكون خفية في بداياته، غالبًا ما يُكتشف بعد أن يسبب أضرارًا كبيرة، ما يجعله من أكثر الأمراض تحديًا على مستوى التشخيص والعلاج.
تتعدد أسباب فرط ضغط الدم الرئوي، وتنقسم إلى مجموعات وفقًا لتصنيف منظمة الصحة العالمية. تشمل الفئة الأولى فرط الضغط الرئوي الشرياني الأولي (البدئي)، والذي يحدث دون سبب معروف أو نتيجة طفرة جينية معينة. هذه الفئة تصيب الشباب في الغالب، وخصوصًا النساء، وقد تكون موروثة في بعض العائلات.
أما الفئة الثانية فتشمل الحالات المرتبطة بأمراض القلب اليسرى، مثل قصور البطين الأيسر أو أمراض صمامات القلب، والتي تؤدي إلى رجوع الدم إلى الرئتين وبالتالي رفع الضغط داخلها. الفئة الثالثة ترتبط بأمراض الرئة المزمنة، مثل الانسداد الرئوي المزمن (COPD) والتليف الرئوي، وهي أكثر شيوعًا بين المدخنين وكبار السن.
وتشمل الفئات الأخرى الحالات المرتبطة بالجلطات المتكررة في الشرايين الرئوية (الجلطات الرئوية المزمنة) أو الناتجة عن اضطرابات مناعية ذاتية، أو العدوى بفيروس نقص المناعة (HIV)، أو تعاطي المخدرات أو بعض الأدوية مثل مثبطات الشهية.
من أخطر جوانب هذا المرض أن أعراضه الأولية قد تبدو بسيطة أو تُنسب لأسباب أخرى، مثل التعب أو نقص اللياقة. غير أن تطور الحالة يؤدي إلى أعراض واضحة تشمل ضيق التنفس حتى أثناء الراحة، تعب شديد، آلام في الصدر، تسارع ضربات القلب، دوخة متكررة، الإغماء، وتورم القدمين والكاحلين بسبب احتباس السوائل.
في المراحل المتأخرة، يمكن أن تظهر علامات فشل القلب الأيمن، وهي حالة يكون فيها القلب غير قادر على ضخ الدم بفعالية نحو الرئتين، مما يهدد حياة المريض.
إذا تُرك فرط ضغط الدم الرئوي من دون علاج، فقد يؤدي إلى مضاعفات تهدد الحياة. من أبرز هذه المضاعفات فشل البطين الأيمن للقلب، وهي الحالة الأكثر ارتباطًا بالوفيات لدى المرضى. كما أن الضغط المتزايد في الرئتين يمكن أن يسبب تغيرات دائمة في جدران الأوعية الدموية، تجعل العلاج أكثر صعوبة مع مرور الوقت.
وقد يُصاب بعض المرضى برجفان أذيني أو اضطرابات نظم القلب، ما يزيد من خطر التجلطات والسكتات الدماغية. أما في حالات فرط الضغط الناتج عن تجلطات دموية مزمنة، فإنّ المرض قد يتفاقم ما لم يُجرَ تدخل جراحي لإزالة التجلط.
نظرا لتشابه الأعراض مع أمراض شائعة كالحساسية أو الربو أو أمراض القلب العادية، غالبًا ما يُشخّص المرض متأخرًا. يبدأ التشخيص عادة بالفحص السريري، ثم يُطلب تخطيط القلب وتصوير القلب بالموجات فوق الصوتية (الإيكو)، والذي يكشف الضغط داخل الشريان الرئوي. وقد يُجرى تصوير مقطعي للصدر أو قسطرة قلبية لتحديد مدى ارتفاع الضغط وتقييم حالة القلب والرئتين بدقة.
لا يوجد حتى الآن علاج شافٍ بشكل كامل لفرط ضغط الدم الرئوي، لكن يمكن السيطرة على الأعراض وتباطؤ تطور المرض باستخدام مجموعة من العلاجات الدوائية. وتشمل العلاجات موسّعات الأوعية الدموية الرئوية، أدوية مضادة للتجلط، مدرات البول لتقليل احتباس السوائل، وأدوية تحسّن أداء القلب.
في بعض الحالات، وخاصة لدى المرضى الذين يعانون من فرط ضغط الدم الرئوي نتيجة جلطات مزمنة، يمكن أن يُوصى بجراحة إزالة الجلطات أو حتى بزراعة الرئة أو القلب والرئة معًا. كما تلعب إعادة التأهيل الرئوي، وتعديلات نمط الحياة مثل تجنّب المجهود الزائد والتوقف عن التدخين، دورًا مهمًا في تحسين جودة الحياة.