وعد بلفور... 108 من السنوات والجريمة التي لم تنته بعد
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
معضلة السجناء بلا مخرج#fixed-ad { position: fixed; bottom: 0; width: 100%; background-color: #ffffff; box-shadow: 0px -2px 5px rgba(0, 0, 0, 0.3); padding: 15px; text-align: center; z-index: 9999; right:0px; } #ad-container { position: relative; padding-top: 50px; /* ترك مساحة كافية لزر الإغلاق */ } #close-btn { position: absolute; top: -40px; right: 15px; background-color: #007bff; color: white; border: none; padding: 12px 16px; border-radius: 50%; font-size: 24px; cursor: pointer; box-shadow: 0px 4px 8px rgba(0, 0, 0, 0.3); transition: background-color 0.3s ease, transform 0.3s ease; } #close-btn:hover { background-color: #0056b3; transform: scale(1.1); } /* لجعل التصميم متجاوبًا */ @media (max-width: 768px) { #fixed-ad { padding: 10px; font-size: 14px; } #close-btn { top: -35px; padding: 10px 14px; font-size: 20px; } } @media (max-width: 480px) { #fixed-ad { padding: 8px; font-size: 12px; } #close-btn { top: -30px; padding: 10px; font-size: 18px; } }
×
في مثل هذا اليوم من عام 1917، كتب وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور رسالة قصيرة إلى اللورد روتشيلد، كانت كفيلة بتغيير وجه التاريخ في منطقتنا وعد من لا يملك لمن لا يستحق، فتح بوابة الجحيم على شعب كان يعيش على أرضه بسلام فصار مشردا في المنافي ومطاردا في وطنه.
لم يكن وعد بلفور المشؤوم مجرد تصريح سياسي عابر بل كان جريمة سياسية استعمارية متكاملة غيرت مسار التاريخ وسلبت الشعب الفلسطيني حقه في وطنه، فبريطانيا القوة العظمى آنذاك لم تكتفي بإطلاق الوعد بل جعلته مشروعا استعماريا على فلسطين لتضمن تنفيذ وعدها المشؤوم وتحمي المشروع الصهيوني حتى قيام دولة إسرائيل عام 1948.
منذ تلك اللحظة بدأت مأساة الشعب الفلسطيني، فنزعت أسلحته وفتحت أبواب الهجرة اليهودية إلى أرضه وتحول الوطن إلى معسكر لتهيئة قيام دولة إسرائيل، ومن هذا الوعد انطلقت النكبة واللجوء وتفرعت منه النكسة والهزيمة والمجازر والحروب وما زالت آثار هذا الوعد المشؤوم تتجسد في كل بيت مدمر، وكل أم تبكي شهيدا، وكل طفل يولد في مخيم لا يعرف من وطنه سوى اسمه.
لقد كان وعد بلفور بداية كل النكبات الفلسطينية، والبوابة التي دخل منها الظلم إلى أرض الرسالات، فباسمه سلبت الأرض وبه تشرعن الاحتلال ومن خلاله تواطأت القوى الاستعمارية لتصفية القضية الفلسطينية وتحويلها من قضية تحرر وحقوق إلى ملف إنساني أو أزمة لاجئين.
ورغم محاولات الاستعمار طمس هوية فلسطين، إلا أن الذاكرة الفلسطينية بقيت أقوى من النسيان، فبعد أكثر من قرن على ذلك الوعد ما زال الفلسطينيون متمسكين بحقهم يقاومون بالدم والصمود والإرادة ويؤمنون أن الوطن لا ينسى وأن العدالة مهما تأخرت ستأتي فالحق التاريخي لا يسقط بالتقادم والمحتل مهما طال ظلمه زائل لا محالة.
إن ذكرى وعد بلفور ليست مناسبة للبكاء على الماضي بل جرس إنذار للعالم وتذكير بمسؤوليته الأخلاقية والتاريخية تجاه الشعب الفلسطيني الذي ما زال يدفع ثمن مؤامرة استعمارية عمرها أكثر من مئة عام وإن من يريد سلامًا حقيقيا في هذه الشرق الأوسط عليه أولا أن يعترف بالجريمة البريطانية "جريمة وعد بلفور" وأن يعمل على تصحيحها لا الاكتفاء بتبريرها.
وستبقى فلسطين الحكاية التي لا تنتهي والجرح الذي لا يلتئم إلا بالحرية فهي وعد الأرض والشهداء لا وعد بلفور، ووعد السماء لا وعد الاستعمار، ومهما طال ليل الاحتلال ستبقى شمس فلسطين ساطعة فالحرية قدر لا يلغيه وعد.
3112025