اخبار لبنان

جريدة الأنباء

سياسة

جعجع من «بعبدا»: حان الوقت لقيام دولة فعلية في لبنان

جعجع من «بعبدا»: حان الوقت لقيام دولة فعلية في لبنان

klyoum.com

بيروت ـ ناجي شربل وأحمد عز الدين

يأمل اللبنانيون ان ينسحب وقف إطلاق في الحرب الإقليمية بين إسرائيل وايران والتي شاركت في جزء منها الولايات المتحدة الأميركية، على الاتفاق الموقع بين إسرائيل ولبنان في 27 نوفمبر 2024، والذي تخرقه إسرائيل يوميا، وتوقع قتلى وتحدث أضرارا في الممتلكات، وتخرج أراضي لبنانية واسعة عن الخدمة الفعلية، وتعطل الحياة في أخرى، وتمنع إعادة الإعمار بالحد الأدنى، من خلال استهداف بيوت جاهزة، ومنع المزارعين من التوجه إلى حقولهم.

في وقف النار الإقليمي فائدة للبنان، بإنقاذ الموسم السياحي في موعد بدايته الفعلية، برفع الحظر الذي فرضته شركات طيران عالمية وعربية، بعد إغلاق دول عدة مجالها الجوي.

ولعل النتيجة الأبرز كانت نجاح الدولة اللبنانية في ضبط الوضع الداخلي، ومنع توريط البلاد في الحرب الإقليمية، والإمساك بالملف الأمني، وجعل قرار الحرب للمرة الأولى خارج متناول فئة تنتمي إلى «الثنائي الشيعي»، وقد اعتادت القيام بخطوات أدت إلى حربين كبريين مع إسرائيل في 12 يوليو 2006 و20 سبتمبر 2024، انتهتا بالقرار الأممي 1701 وبملحق خاص به في 27 نوفمبر 2024، أطلق يد إسرائيل في شن ضربات استباقية يدفع ثمنها لبنان الكثير من سيادته واحتلال أراضيه وغير ذلك من تداعيات.

باختصار نجح لبنان الرسمي في الاختبار الإقليمي، وسيكون مطالبا بالقيام بالمزيد من الخطوات، لجهة حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وبسط الأخيرة سلطاتها على كامل أراضيها.

وفي هذا السياق، قال الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال سليمان: «الأمل معقود على الالتزام وتطوير الاتفاق المبدئي إلى اتفاق نهائي يشمل برحمته تعالى حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، نتيجة اقتناع حزب الله ان مصالح الدول لا تنسحب على الأذرع».

وفي جانب آخر، يتردد بقوة في الصالونات السياسية، أن أحد طرفي «الثنائي الشيعي» نجح أيضا في تجاوز استحقاق مصيري كان سيكلفه ما تبقى من تنظيمه، وهو احتفظ بما يملكه من مخزون من الصواريخ الدقيقة مخبأ في أماكن جغرافية معينة في البلاد، وتفادى كشفها أمام الجيش الإسرائيلي، مع الأمل لبنانيا في عدم استخدامها في أي مرحلة، وصولا إلى تلفها أو تسليمها إلى الجيش اللبناني، والعبور إلى منطق الدولة اللبنانية بعيدا من الارتباطات الإقليمية التي لم تجلب الا الويلات للبلاد، وللتنظيم المعني من أحد طرفي «الثنائي».

على ان ما يشغل بال اللبنانيين أكثر من الحرب الإقليمية، هو تداعيات التفجير الانتحاري في الكنيسة الارثوذكسية بالعاصمة السورية دمشق. وعلمت «الأنباء» ان الأجهزة الأمنية اللبنانية وضعت في حال استنفار قصوى، مع التشديد من قبل المسؤولين على ضبط الأمور داخليا والقيام بخطوات استباقية لمواجهة عمليات إرهابية محتملة تستهدف دور عبادة أو غيرها. وتم رفع شعار الحفاظ على الاستقرار الداخلي، ومنع حصول أي تفلت على الساحة اللبنانية. واتخذت للغاية إجراءات ميدانية على الحدود مع سورية، وأخرى في مناطق عدة بالداخل اللبناني، من دون الإعلان عنها، تفاديا لإثارة حساسيات، خصوصا لجهة مناطق اعتاد الجميع إطلاق صفة «البيئة الحاضنة» عليها.

وفي قصر بعبدا، استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون رئيس حزب «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع في زيارة أولى للأخير إلى القصر الجمهوري منذ انتخاب عون رئيسا في 9 يناير 2025.

وقال جعجع: «التواصل لم يتوقف مع الرئيس عون قبل وبعد انتخابه.. بحثنا في الأوضاع الأخيرة وأجرينا تقييما خصوصا للقرارات المطلوبة داخليا بعد ما حدث، وكان التوافق 100%».

وأكد «ان الرئيس عون لديه كل النية والتصميم لقيام دولة فعلية في لبنان، وقد حصل تقدم كبير في هذا الخصوص». وتابع: «لم نوجه أي رسالة للرئيس عون بل نتواصل معه ونتباحث في المواضيع». ولفت جعجع إلى انه «حان الوقت لأن تقوم دولة فعلية في لبنان، وهي مصلحة كل اللبنانيين قبل ان تكون مطلبا خارجيا». وردا على سؤال، قال جعجع:«كانت هناك وضعية غير طبيعية في المنطقة بدءا من اليمن ووصولا إلى لبنان، ولم يكن ممكنا أن يستمر ذلك. وأعتقد أننا سنصل إلى تفاهم أميركي ـ إيراني جدي تبعا لما يتلاءم مع نظرتنا للأمور ومع مصالح لبنان العليا». وشدد على انه «لقيام دولة في لبنان يجب أن يكون لدينا جيش واحد وقرار السلم والحرب بيد الحكومة والدولة هي التي تتخذ القرار».

وردا على سؤال، قال جعجع: «لم ألمس أي نفس فساد في العهد منذ 5 أشهر».

رئيس الجمهورية استقبل أيضا رئيس إدارة شركة «طيران الشرق الأوسط ـ الخطوط الجوية اللبنانية (ميدل إيست)» محمد الحوت، الذي أطلعه على الإجراءات التي اتخذتها الشركة منذ اندلاع المواجهات الإسرائيلية - الإيرانية، بهدف تأمين التواصل بين لبنان والخارج، وتنظيم الرحلات الجوية لهذه الغاية.

وأوضح الحوت أن «هاجس الشركة كان الاستمرار في تسيير الرحلات وفق ما تسمح به حركة الملاحة الجوية في عدد من الدول المجاورة»، مؤكدا أن «التنسيق كان كاملا مع وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني في هذا السياق».

وقد عبر الرئيس عون بحسب بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية عن «تقديره للجهود التي بذلها الحوت ومعاونوه، وجميع العاملين في شركة طيران الشرق الأوسط، لضمان استمرار حركة الطيران بين لبنان والخارج»، منوها بـ«التنسيق بين الشركة ووزارة الأشغال والعاملين في المطار، ما أسهم في استمرار الحركة الجوية ذهابا وإيابا».

في هذا الوقت واصل الجيش الإسرائيلي اعتداءاته باستهداف عدة مناطق شمال الليطاني، بذريعة وجود مواقع حزبية عسكرية على الرغم من قيام الجيش اللبناني بدوريات يومية وتحركه باتجاه أي مكان يشتبه بوجود بنى عسكرية تحتية فيه.

وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن «الغارة التي شنتها مسيرة للعدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة كفر دجال قضاء النبطية، أدت في حصيلة أولية إلى سقوط ثلاثة شهداء (عائلة مؤلفة من أب وولديه)».

*المصدر: جريدة الأنباء | alanba.com.kw
اخبار لبنان على مدار الساعة