اخبار لبنان

جريدة الديار

سياسة

إنتخابات بلديّة بيروت تكشف سيناريو تراجع تأثير نواب "التغيير" نائب "تغييري" لـ"الديار": دعوة لمراجعة عامة تتجاوز الاستحقاق البلدي

إنتخابات بلديّة بيروت تكشف سيناريو تراجع تأثير نواب "التغيير" نائب "تغييري" لـ"الديار": دعوة لمراجعة عامة تتجاوز الاستحقاق البلدي

klyoum.com

لم يكن المراقبون والمتابعون بحاجة الى الكثير من التدقيق للتأكد من التراجع الواضح لحجم شعبية نواب "التغيير"، والزخم الذي اتوا من خلاله الى البرلمان، لكن نتائج انتخابات بلدية بيروت كشفت من دون لبس هذه الحقيقة، تاركة خيبة ومرارة عند الذين علقوا الآمال على هذا الفريق.

في قراءة نتائج الانتخابات البلدية عموما، سجلت "قوى التغيير"على اختلاف ميولها وتنوعها، حضورها في المراحل الثلاث التي جرت، وهي تعتزم ان تكرر ذلك في المرحلة الرابعة والاخيرة الجنوب يوم السبت المقبل، وان بنسبة ضئيلة جدا.

لكن هذا الفعل الانتخابي لم يكن على مستوى طموح الذين بقوا مراهنين على دور نواب "التغيير"، ولم يحدث فرقا نوعيا في الاستحقاق البلدي، او مؤشرا مشجعا يبنى عليه في الانتخابات النيابية في ايار العام المقبل.

عشية انتخابات بلدية بيروت عبر "البلوك" الاساسي لنواب "التغيير"، عن تفاؤل نسبي بتحقيق نتيجة جيدة، رغم ضخامة التجمع الحزبي والسياسي الذي دعم لائحة " بيروت بتجمعنا "، تحت عنوان اساسي هو تأمين المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، لكن النتيجة جاءت صادمة نسبيا، ما جعل احد نواب بيروت من التغييريين يقول لـ"الديار": "نحن بحاجة لمراجعة عامة ليس لاداء "قوى التغيير" في العملية الانتخابية فحسب، بل ايضا لادائنا على المستوى العام".

ويضيف مؤكدا: "هذه المراجعة ستحصل حتما وسنعقد اجتماعات لهذه الغاية، اذ لا يجوز ان نتجاهل او نتجاوز ما جرى في بيروت وغير بيروت، رغم ان هناك اسبابا لما حصل في العاصمة، تبرر ما وصلنا اليه في هذه الانتخابات". ويلفت الى "اننا نتميز عن غيرنا، فنحن مستمرون في مراجعة ادائنا في كل مرحلة او خطوة او استحقاق، بهدف تطوير عملنا ومعرفة اين اخطأنا واين اصبنا".

ويعترف النائب "التغييري" بالتراجع الكبير في نسبة اصوات لائحة "بيروت مدينتي" بين العام 2016 والعام 2025، لكنه يقول "ان ظروف المعركة اليوم مختلفة ، وان كنا قد واجهنا في المرتين تحالفا حزبيا وسياسيا هجينا ، هدفه الاول تكريس المحاصصة بين اطرافه، وتكريس سياسة ونهج الصفقات، والانتقال من بيروت المجتع والثقافة والعلم الى بيروت المشوهة بمشاريع لا تخدم ابناءها والقاطنين فيها ".

ويقول "لقد خاض هذا التحالف الهجين معركته تحت عنوان تأمين المناصفة، التي تبين من النتائج انها موجودة ومؤمنة في لائحتنا وعند الناخبين البيارتة من كل المذاهب والطوائف. سمّوا لائحتهم "بيروت بتجمعنا"، وحبذا لو عملوا او يعملون على "لبنان بيجمعنا".

ويختم النائب "التغييري" مؤكدا "فلنتتظر عند باب بلدية بيروت، وسيرى الجميع ماذا سيحصل عندما سيدخلون اليها، وكيف سيكون اداء هذا الفريق البلدي الذي لا يجمعه سوى شعار الحفاظ على المناصفة، الذي يستحضرونه لتقاسم المجلس البلدي فيما بينهم، ثم يغرقون في خلافاتهم على حساب العمل البلدي والانمائي ".

لماذا الحديث عن انعكاس نتائج معركة بلدية بيروت على "التغييريين"؟

- السبب الاول: ان العدد الاكبر من نواب "التغيير" هو في بيروت (4 نواب) بعد خروج النائب وضاح الصادق من كتلتهم، وتشكيله مع زميليه مارك ضو وميشال الدويهي كتلة اقرب الى المحور السياسي الذي تقوده "القوات اللبنانية".

- السبب الثاني : تراجع نسبة حجم وتمثيل لائحة "بيروت مدينتي" من 40٪ في انتخابات 2016 الى ما يقارب 10٪ في انتخابات 2025، بدلا من ان تزيد رصيدها بوجود نواب "التغيير"، وبعد التطورات التي امتدت من 2019 الى اليوم، و "ثورة تشرين" التي اتت بهؤلاء النواب الى البرلمان.

يقول مصدر نيابي حزبي "ان تراجع "التغييريين" لم يكن محصورا في بيروت، بل سجل ايضا في معظم المناطق"، معتبرا النتائج التي حققوها "كانت ضعيفة وغير مؤثرة، وهذا يدل على انهم يتجهون هبوطا وليس صعودا".

وبغض النظر عن الاختلاف في القراءة بين هذا المصدر او ذاك، ثمة نقاط مهمة يجب عرضها لمعرفة اسباب تراجع "التغييريين" ابرزها :

1- وصل الى البرلمان ١٣ نائبا في العام ٢٠٢٢ تحت عنوان "التغيير: واجتمعوا لاكثر من مرة، املا في تشكيل تكتل نيابي فاعل ومؤثر، لكن هذا الامر لم يصمد طويلا، وسرعان ما بدأت عملية الفرز فيما بينهم بسبب اختلاف انتماءاته وارتباطات بعضهم. وخرج النواب الثلاثة: الصادق وضو والدويهي من هذا التكتل، ليشكلوا كتلة لهم تدور في فلك المعارضة آنذاك بقيادة "القوات اللبنانية"، ويصوتوا في انتخابات الرئاسة لميشال معوض.

2- وفي وقت لاحق، برزت تباينات بين باقي النواب "التغييريين" تجاه المقاومة وحزب الله والعدوان "الاسرائيلي"، واتخذ النائب الياس جرادة موقفا واضحا في دعم مقاومة العدو، ورفض الحملة التي شارك فيها بعض زملائه "التغييريين" ضد المقاومة وحزب الله بنسب متفاوتة. وبرز الخلاف ايضا حول هذه النقطة بين حليمة قعقور والآخرين وان بشكل غير نافر. وانفردت قبل ذلك سنتيا زرازيري بوضع خاص، نظرا الى خلافها منذ البداية مع بولا يعقوبيان ، متهمة اياها بمحاولة الهيمنة على القرار.

3- برزت ايضا خصوصية في احيان كثيرة في مواقف زميلي اللائحة اسامة سعد وشربل مسعد، بينما اتخذ عبد الرحمن البزري من البداية موقعا وموقفا مستقلا عن الجميع.

4- في المواقف السياسية العامة، اتخذ البلوك الاساسي الباقي لنواب "التغيير" موقفا حادا من المقاومة وحزب الله، وانحاز الى المعسكر السياسي الآخر قبل انتخابات الرئاسة، فخسر موقعه المستقل وبدا في هذا المجال ملحقا بما يسمى "الفريق السيادي"، وهي السياسة التي تتعارض مع توجهات قسم من الجمهور، الذي ايد التغييريين" في الانتخابات النيابية عام ٢٠٢٢ وقبلها البلدية عام 2012، وساهم في وصولهم الى ساحة النجمة.

5- لم يتمكن نواب "التغيير" من تحقيق اي هدف رئيسي من الاهداف التي رفعوها، ما ترك نوعا من الخيبة عند جمهورهم، الذي ربما يبحث في المرحلة المقبلة عن "قوى تغييرية" اخرى تمتلك هوية واضحة ، بعد ان انتقل بعض نواب "التغيير" الى طليعة المدافعين عن حكومة نواف سلام، ودخلوا صالون صناعة قرار رئيسها.

*المصدر: جريدة الديار | addiyar.com
اخبار لبنان على مدار الساعة