زياد الرحباني.. العبقرية المتفرِّدة
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
مصدر لـ النشرة : كلام قاسم يترجم التقارب الإيراني - السعودي البناءيودع لبنان الفنان الكبير زياد الرحباني، بحزن بالغ، حيث سيحتفل بالصلاة عن نفسه في كنيسة «رقاد السيدة» بالمحيدثة في بكفيا.
ينطلق موكب التشييع من الحمراء حيث عاش وتعالج، وسلّم الروح في أحد مستشفياتها.
الى المحيدثة - بكفيا حيث سيوارى في الثرى، وسط حداد وطني، وفقدان الوسط الفني والموسيقى أحد أكبر مبدعيه، وأحد أبرز الفنانين الموسيقيين والمسرح والكتابة، حيث تداخل الفن والكتابة والثورة بالسخرية بكل شيء، وتولدت عبقرية فذة من الشجرة الرحبانية.
ومع رحيل زياد ترحل معه ظاهرة متفردة إن من حيث العطاء أو الشخص، عبقرية من نوع خاص لا يمكن أن تتكرر في مثل حضورها وتوهجها الفني والشخصي لاستحالة توفر عناصر وجود تلك العناصر التي أوجدت زياد.
بالقفز فوق نظرية الجينات الوراثية، تلك الظروف التي ساهمت في ولادتها هي عبقرية نتاج هالة حياتية تؤهل لتكون ما كان .
فهو ابن عاصي وفيروز، رضع الموسيقى والفن المختلف الرائد مع الحليب، وتغلغلت إلى تكوينه وهو في السرير ميلوديات وسيمفونيات جعلته وهو في سن المراهقة يلحن ما يدهش والديه وتغني له فيروز ويشده عاصي.
هذا التدرج الذي أوصل إلى اكتمال الوعي لم ينحصر في الموسيقى ومناخها كان هناك انفتاح كل النوافذ على العالم وما فيه ترسخت في تكوينه مفاهيم وطموحات جعلته أقرب إلى الانسان الشامل باكراً.
قد تكون الموسيقى هي الارض التي بنى مداميك بنيانه الاول عليها، لكن احتشاد مبهر لبانوراما ما نقلته إلى المسرح وعلى خشبته وفي معظم أعماله افرغ كيف يرى العالم وكيف يرى وطنه وما له وما عليه.
في مسرحه كان هو كل شيء تتنوع مسؤوليات العمل لكن روحا ما كانت تنبع منه لتغطي كل منمنمات الخشبة وما عليها.
أعمال زياد المسرحية غبّت ما قبلها وقطعت الطريق ما بعدها بسبب واحد مهم وجذري هو وجوده، بصمة خاصة وماركة مسجلة لها بريقها وقولها وأهدافها وتقنيتها.
أظن أنه قال ما يريد ولا أحد يعرف عما إذا كان قد اكتفى أم لا، لكنه بدأ يسمع صراخ جسده الذي تحمَّل الكثير فساهم ذلك في سنوات جفاف كان يمكن أن تزيد البريق بريقاً والابداع ابداعاً.
في هذه اللحظات نقف في خشوع أمام لوعة فيروز الام التي جاناها القدر في محطات متتالية.
زياد رحل لكن أعماله لا يمكن أن تغيب لأن فيها ما يجعلها حية لأجيال ولأنها كانت صوتاً عاماً شاملاً لأرض ووطن.