اخبار لبنان

جريدة الأنباء

سياسة

داليا داغر والحراك الإنساني.. من «سطوح بيروت» إلى «نساء الشمس»

داليا داغر والحراك الإنساني.. من «سطوح بيروت» إلى «نساء الشمس»

klyoum.com

بيروت ـ بولين فاضل

لا تعرف جمعية «سطوح بيروت» الاستكانة ولا الاكتفاء بما صنعته حتى اليوم، هي التي ولدت في العام 2017 إثر أكثر من «تيليتون» سنوي على شاشة تلفزيون OTV للتبرع من أجل حالات صحية قاسية.

هي جمعية من طينة المبادرات الخيرة التي يحركها التضامن الإنساني والالتزام بإضاءة الشموع في دروب المجتمع بدلا من «لعن» الظلام، وقد أسستها وترأستها الإعلامية داليا داغر بدافع المحبة والتعاضد وزرع الأمل، فكبرت الجمعية شيئا فشيئا بتعاضد السواعد، وتفرعت جمعيات ومراكز ومنها مركز «نساء الشمس» أو Les femmes du Soleil الذي سيتم إطلاقه رسميا برعاية وحضور كل من وزيري الصحة والشؤون الاجتماعية ركان ناصر الدين وحنين السيد غدا.

والمركز كما جمعية «سطوح بيروت» قوامه أياد بيضاء امتدت بسخاء يحدوها العطاء المسكون بهاجس المساعدة الإنسانية والاجتماعية، فكان مركز للإيواء والتدريب في منطقة ضهور الشوير في المتن الشمالي، إيواء للسيدات المطلقات أو الأرامل أو الفتيات اليتامى (بين 18 و55 سنة) اللواتي يفتقرن إلى القدرات المادية أو إلى معيل، وبالتوازي توفير تدريب لهن بحيث يلعب المركز لا فقط دور المركز الإيوائي، وإنما دور المساهم في تعافيهن واستقلاليتهن من خلال تدريبهن على مهارات معينة تكفل إندماجهن الفعال في المجتمع وانخراطهن في سوق العمل.

وبدلا من أن يكون مصير هؤلاء النساء والفتيات التخبط المنفرد في خضم أثقال الحياة، يأتي من يفتح أمامهن بابا لا بل أبوابا للعبور من خلالها من جديد إلى حياة عنوانها العدالة الاجتماعية والاستقلالية المادية والكرامة الإنسانية.

المسؤولة الإعلامية في جمعية «سطوح بيروت» نايلة شهوان قالت لـ «الأنباء» إن مركز «نساء الشمس» الذي يحوي 11 غرفة إيواء للنساء مع أطفالهن اكتمل تجهيزه بفضل الهبات المادية، ولكن يبقى توفير القيمة التشغيلية لكل جناح فيه، مشيرة إلى أن المركز يضم أيضا مشغلا ومستوصفا ومطبخا صناعيا وحديقة، وكل جناح تم تمويله من جهة متبرعة.

وأكدت شهوان أن هذا المركز ليس مشابها لجمعية «كفى» أو جمعية «حماية» للمعنفات، لكونه لا يعنى بالحالات القائمة على نزاعات، وهو يضم فريق عمل ينظر في كل حالة على حدة تمهيدا لاحتضانها أو عدمه، علما أن الفترة التدريبية تتراوح بين 6 أشهر وسنة قبل أن تتمكن كل سيدة وفتاة من الانطلاق مجددا إلى الحياة. وقالت إن ثمة توأمة بين المركز وlinkedln لمدة 15 عاما من أجل التدريب وتوفير فرص عمل. كما جرى التوقيع على اتفاقية توأمة بين المركز وآخر مشابه له مقره في باريس وهو Maison des Femmes-Restart.

صحيح أن شدائد الحياة كثيرة في لبنان، لكن الصحيح أيضا أن هناك دوما جديدا تحت الشمس من أجل كل من يعاني الشدة للخروج من عتمتها وألمها إلى رحاب النور والأمل، ومركز «نساء الشمس» هو من هذا الجديد، وعنوانه www.stouhbeirut.org لمن يحتاج إلى الدعم كما إلى العطاء.

*المصدر: جريدة الأنباء | alanba.com.kw
اخبار لبنان على مدار الساعة