اخبار لبنان

جريدة الأنباء

سياسة

مورغان أورتاغوس في بيروت مجدداً بلا لقاءات سياسية

مورغان أورتاغوس في بيروت مجدداً بلا لقاءات سياسية

klyoum.com

بيروت ـ داود رمال

تأتي زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت الأحد المقبل، لتؤكد مرة جديدة أن واشنطن لاتزال تحرص على إبقاء قنواتها العسكرية والأمنية مفتوحة مع لبنان، حتى في أكثر المراحل تعقيدا على المستوى السياسي.

أورتاغوس التي تحط رحالها في لبنان للمرة الثالثة في فترة قصيرة (حضرت مع باراك ثم قائد المنطقة الوسطى)، تختار هذه المرة أيضا أن تحصر جدول أعمالها بالشأن العسكري التقني بعيدا من أية لقاءات سياسية، الأمر الذي يعكس إدراكا أميركيا دقيقا لطبيعة المرحلة اللبنانية الراهنة الملبدة بالانقسامات الداخلية والاستحقاقات الخارجية.

وقال مصدر ديبلوماسي في بيروت لـ «الأنباء» ان زيارة اورتاغوس تأتي في وقت يستعد فيه رئيس الجمهورية العماد جوزف عون للسفر إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، «وهو ما يجعل الساحة اللبنانية فارغة سياسيا من أي حوار رسمي رفيع المستوى مع الضيفة الأميركية. لكن الأهم أن واشنطن لا تحمل معها أي جديد على خط الوساطة بين لبنان وإسرائيل، خصوصا أن الحكومة اللبنانية كانت قد أقرت ورقة رسمية طرحتها على المجتمع الدولي تتعلق بالحدود والسيادة وحصرية السلاح بيد الدولة، فيما لم يصل حتى الآن أي جواب إسرائيلي واضح في هذا الاتجاه. وبالتالي، فإن زيارة أورتاغوس لن تكسر حالة المراوحة القائمة، بل قد تعمق الشعور بأن المسار السياسي مغلق، فيما المسار العسكري التقني وحده مستمر عبر لجنة المراقبة العسكرية المعروفة بالميكانيسم».

وأضاف المصدر «اجتماع أورتاغوس مع هذه اللجنة للمرة الثانية، يؤشر إلى أن الولايات المتحدة تسعى لتثبيت قواعد الاشتباك الميداني ومنع الانفلات الأمني، بما يحول دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة مع إسرائيل، أو إلى تصدع إضافي في الداخل اللبناني. هذه المقاربة الأميركية تنسجم مع أولوياتها التقليدية في المنطقة وهي الحفاظ على استقرار نسبي يسمح بتمرير مشاريعها الكبرى، من دون أن تدخل في تفاصيل النزاعات المحلية التي تبدو معقدة وعصية على الحل. لكنها أيضا تعكس قناعة بأن أي تسوية سياسية في لبنان تصطدم مباشرة بمعضلة حزب الله وسلاحه، وهذا الملف الذي لا تملك واشنطن حتى الآن مقاربة عملية للتعامل معه سوى الضغط المتدرج وربط المساعدات العسكرية للبنان بقدرة الجيش على تعزيز حضوره».

وتابع المصدر «في المقابل، يقرأ الداخل اللبناني هذه الزيارة من زاويتين: الأولى، أنها رسالة دعم مستمرة للمؤسسة العسكرية التي تبقى الحائط الأخير أمام الانهيار الكامل، خصوصا أن الجيش يحتاج إلى تعزيزات تقنية ولوجستية لمواكبة التحديات على الحدود الجنوبية والشرقية. والثانية، أنها إشارة واضحة إلى أن الملف السياسي معلق بانتظار ظروف إقليمية ودولية أنضج».

وأشار المصدر إلى ان «هذا الواقع يعكس مأزقا بنيويا في السياسة اللبنانية. من جهة، حكومة أقرت ورقة إصلاحية سيادية لكنها تصطدم بجدار الرفض الإسرائيلي. ومن جهة ثانية حزب الله الذي يرفض أي نقاش جدي حول تسليم السلاح أو إعادة تنظيم دوره في إطار الدولة. ومن جهة ثالثة مجتمع دولي يتعامل مع لبنان ببرودة مدروسة، ويكتفي بدعم الجيش تقنيا من دون دفع العملية السياسية قدما. في هذا السياق، تصبح زيارة أورتاغوس الثانية انعكاسا لميزان معقد يقوم على ان أميركا تريد الحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار العسكري، لكنها لا تملك أو لا ترغب في خوض معركة سياسية على الساحة اللبنانية الآن، خصوصا أن الأولويات الإقليمية والدولية، من الحرب في غزة إلى ملفات الخليج وإيران، تتقدم على أي تفصيل لبناني».

ورأى المصدر «إن الزيارة، وإن بدت تقنية في ظاهرها، إلا أنها تحمل في طياتها بعدا استراتيجيا وهو إبقاء خطوط التواصل العسكري مفتوحة، والتأكيد على دعم الجيش اللبناني كركيزة للاستقرار، والتذكير بأن المسار السياسي سيظل مجمدا ما دامت المعادلات الداخلية والإقليمية على حالها. فلبنان، الذي يعيش واحدة من أكثر مراحله خطورة بعد الحرب الأخيرة، سيبقى يدور في حلقة انتظار طويلة، فيما الموفدون الأميركيون يأتون ويذهبون حاملين فقط رسائل عسكرية تقنية، تاركين الأسئلة الكبرى معلقة حتى إشعار آخر».

*المصدر: جريدة الأنباء | alanba.com.kw
اخبار لبنان على مدار الساعة