هل تُصبح مطالب لبنان في مهبّ الريح بعد تعيين رئيس متشدّد للجنة مراقبة وقف إطلاق النار؟
klyoum.com
بعد انتشار معلومات امنية بأنّ الايام المقبلة قابلة لتطوّر عسكري "إسرائيلي"، رداً على مواقف مسؤولي حزب الله ورسمهم خطوطاً حمراء أمام ملف سحب السلاح، ووضعهم المطالب المحقة بالانسحاب "الاسرائيلي" من النقاط الخمس في الجنوب، وإطلاق الاسرى اللبنانيين ووقف الاعتداءات، والبدء بإعادة الاعمار مع تمسّكهم باستراتيجية دفاعية، الامر الذي اعتبره الاميركيون و "الاسرائيليون" يناقض تنفيذ اي حل بين لبنان و "إسرائيل"، وهذا يعني غيابا كليّا لإعادة الإعمار الذي ينتظره سكان الجنوب بصورة خاصة، مع انعدام التعافي من الانهيار المالي، وغياب عمليات النهوض بلبنان من كل النواحي.
هذا التطور الامني وفق مصادر سياسية مطلعة ومتابعة لما يجري، نتج منه إصرار ثنائي يجمع الاميركيين و "الاسرائيليين" على رفض مطالب لبنان، مع تشدّد جديد نتج منه تغيير رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بين لبنان و "إسرائيل" الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، بجنرال آخر هو مايكل جي ليني، المعروف بتشدّده وصرامته، وسيرته الذاتية تؤكد ذلك بسبب تسلّمه مسؤوليات عسكرية وامنية هامة في بلدان عديدة نجح في تنفيذها بدقة.
حيال ذلك، برزت مواقف خفية تسأل عن سبب هذا التبديل اليوم، فسارعت إشارات اميركية الى نفي ما قيل عن وجود خلفيات لاستبدال جيفرز، فيما الحقيقة انّ لديه مهمات اخرى في المنطقة وفق الاميركيين، لكن وفق المصادر المذكورة فإنّ الاخير لم يكن على قدر المسؤولية التي اوكلت اليه، اذ تلقى انتقادات كثيرة على فشله وعدم تأدية دوره كما يجب في لبنان، لذا تمّ تبديله بجنرال يحمل كل الصفات المطلوبة للمنصب الذي يتولاه، لافتة الى انّ تعيينه نتج من مطلب اميركي بضرورة إنهاء المعضلة اللبنانية – "الاسرائيلية" بحسب ما يرى الاميركيون، اي مناسبة لهم ولحليفتهم "إسرائيل"، ما يطرح مخاوف من إمكان وضع شروط لبنان في مهب الريح، على الرغم من إصرار المسؤولين اللبنانيين، وفي طليعتهم رئيس الجمهورية، على ضرورة تدخّل المجتمع الدولي، لمنع "إسرائيل" من مواصلة إعتداءاتها على لبنان، والانسحاب من جنوبه بأسرع وقت، كي يتسنى للبنان تنفيذ القرارات الدولية.
الى ذلك، التقى الجنرال الجديد كبار المسؤولين اللبنانيين يوم امس، وكان إصرار من جانبهم على الإسراع في تنفيذ شروط لبنان، التي ستبقى بعيدة المنال وفق المعيطات، لانّ الخبايا كثيرة والكواليس تؤكد ذلك، بالتزامن مع اقتراب زيارة الموفدة الاميركية الى بيروت مورغان اورتاغوس، التي ستحمل معها جعبة تحوي الكثير من التهديدات المبطّنة، في ظل سكوت الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار اي فرنسا والولايات المتحدة، فيما لبنان يحمّلهم مسؤولية فشل تطبيق الاتفاق من العدو "الاسرائيلي"، الذي يتمادى في اعتداءاته امام أنظار العالم الصامت، تحت حجج واهية وادعاء بأنّ الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية لا يسيطرون كما يجب على المنطقة الحدودية، مع بروز تهديد "إسرائيلي" بقصف عنيف للضاحية الجنوبية لبيروت، على غرار اعتداءاتها على قرى الحدود وغزة. فيما تبقى شروط حزب الله في مكانها، وهذا ما برز بقوة في خطابات مسؤوليه، خصوصاً الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، الذي أكد على عدم تسليم السلاح، بل الاسراع بوقف العدوان والانسحاب "الاسرائيلي" كشرطين اساسيين.
في غضون ذلك، فإنّ المسرحيات والسيناريوهات التي تقوم بها الولايات المتحدة لا تنطلي على احد، بل تؤكد تجاهلها التام للخروقات "الاسرائيلية" اليومية، والتزامها الداعم لـ"الإسرائيليين"، ما يشير الى انّ مهمة الجنرال الاميركي الجديد لن تؤدي الى اي مكان، بل الى فرض شروط جديدة منسّقة بين اميركا وحليفتها الدائمة "اسرائيل"، اذ سينقل قريباً مقترحات جديدة من واشنطن وفق المعلومات، التي أشارت أيضاً الى انّ "الاسرائيليين" سيبقون في النقاط الخمس الجنوبية والاستراتيجية، تحت حجة انها ضرورية لأمنهم وبشكل موقت، وحتى يفي لبنان بكل إلتزاماته بموجب الاتفاق، على ان يستعان بهذه العبارات حتى أمد بعيد، مما يعني ان لا حلول بل مواصلة للحرب التي تسعى اليها "إسرائيل"، اعتقاداً منها ووفق عقيدتها القائمة على التوسّع في الدول المجاورة!