اخبار لبنان

ملعب

رياضة

التفكيرُ والحياةُ الرياضية

التفكيرُ والحياةُ الرياضية

klyoum.com

في الرياضة كما في الحياة، لا يُصنع الفوزَ بالجسدُ وحده، بل بالعقلُ الذي يوجّه الخطوات ويمنحها المعنى. العقل الرياضي الإيجابي يرى في الهزيمة درساً، وفي التحدي فرصة، وفي النجاح مسؤولية. كلّ فكرةٍ تمرّ في ذهن الرياضي، وكلّ قرارٍ يتّخذه الإداري، تَصنع ملامح مستقبله ومكانته بين الكبار.

في الرياضة كما في الحياة، طريقةُ التفكير هي التي ترسمُ المصير، فالعقلُ الرياضي هو المنطلق الحقيقي لأيّ إنجاز، سواء داخل الملعب أو خلف المكاتب. والفرقُ بين من يتركُ بصمة ومن يمرّ مرور الكرام لا تصنعه المواردُ أو الظروف، بل العقليةُ التي تُديرُ الفِكر قبل أن تُديرَ الفريق.

الإداريّ الرياضي الناجح لا ينتظرُ الظروف لتبتسم له، بل يصنعها برؤيةٍ وذكاءٍ وتخطيطٍ. لا يعيش على ردّات الفعل، بل يبني على المبادرة. فالعقل الإداري الإيجابي يرى في كلّ أزمة فرصةً للتطوير، وفي كلّ نقدٍ محفّز للمراجعة، وفي كلّ نجاحٍ مسؤوليةً لمواصلة العمل لا مناسبةً للإسترخاء.

كم مِن إداريٍّ صنع التاريخ لأنه فكّر بطريقةٍ مختلفة، وكم مِن آخر غاب لأن فكره كان سطحياً ضيّق الأفق، أسير المصالح الصغيرة والمناصب الزائلة. التفكير الرياضي الحقيقي يبدأ مِن الإيمان بأنّ الرياضة رسالةُ بناء للإنسان قبل أن تكون صراعاً على الألقاب.

إنّ تطوير الرياضة لا يحتاج فقط إلى لاعبين موهوبين أو مدرّبين متمرّسين، بل إلى إداريين يُحسنون التفكير، يُتقنون التخطيط، ويَعملون بعقلٍ جَماعي يضع المصلحة الوطنية فوق كل إعتبار.

وفي زمنٍ تتسابق فيه الدول لتطوير عقول رياضييها وإدارييها، يصبح السؤال جوهرياً، هل نحن نُفكّر كما يجب؟ هل نُديرُ الرياضة بعقلية المستقبل، أ ما زلنا نُعيد تدوير أفكار الماضي؟

الرياضة لا تنهض بالعواطف بل بالعقول، وكلّ إدارة رياضية ناجحة تبدأ من فكرة ناضجة، لا من شعارٍ رنّان. فكما يُقال "الفكر قبل الفعل، والرؤية قبل القرار، والعقل قبل العضلات".

 تحية إلى كل إداري يفكّرُ بعقل وطنيّ متوازن، يَضعُ تطوير الرياضة فوق إسمه، ويعملُ بصمتٍ ليعلو صوت الوطن في الميادين.

ولأنّ الإنصافَ واجب، لا بدّ من كلمة تقديرٍ للإداريين الجهاديين الناشطين الذين ما زالوا يؤمنون أنّ الرياضة رسالةُ بناءٍ وليست وسيلةَ ظهور. أولئك الذين يعملون بصمتٍ، يُنجزون بإخلاص، ويجعلون من فكرهم سلاحاً ومن إخلاصهم درعاً. هم الجنود المجهولون الذين يُبقون رياضة الوطن حيّةً رغم الصعاب، ويثبتون يوماً بعد يوم أنّ الفكر الإيجابي والعمل النزيه هما أقصرُ طريقٍ نحو المجد الرياضي الحقيقي في الوطن. عبدو جدعون

*المصدر: ملعب | malaeeb.com
اخبار لبنان على مدار الساعة