الأمل برياضة أفضل لا يكفي وحده
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
هكذا تستغل تطبيقات التاكسي الأونلاين المواطنينالرياضة في وطننا لا تعاني من غياب المواهب، ولا من إنعدام الطاقات البشرية، بل من أزمة إدارة ورؤية، فكلّما لاح ضوء أمل بإنجازٍ ما، إصطدمنا بجدار الواقع، إتحادات غارقة في الصراعات، أندية تبحث عن البقاء بدل التطوير، وإدارات وزارات سيادية رسمية تتعامل مع الملف الرياضي ووزارته كـ"هامش" لا كقطاع إستراتيجي منتج.
نُكثر من الكلام عن الإنجازات، لكن معظمها يبقى فردياً أو وليد جهود شخصية، فيما تبقى المؤسسات عاجزة عن صناعة مشروع وطني متكامل.
هذه الهوّة بين الطموح والتنفيذ، تكشف أن مشكلتنا ليست في الإتحادات الناشطة ولا في اللاعبين ولا في الجمهور، بل في البنية التي يفترض أن ترعى الرياضة وتؤمّن لها إستمرارية وتطوراً.
الأمل برياضة أفضل لا يكفي وحده، ما ينقصنا هو محاسبة شفافة للأندية والإتحادات التي تعيش على المجاملات والترضيات، كما ينقصنا خطط بعيدة المدى، تتجاوز العقلية الموسمية التي تربط كل إنجاز ببطولة أو مشاركة ظرفية، وإعلام رياضي جريء يفضح الخلل بدل أن يكتفي بالتطبيل، لأن التجميل الإعلامي لا يصنع تقدّما، فيما الشراكة الحقيقية مع الدولة تجعل الرياضة جزءًا من سياسات التنمية، لا مجرد نشاط ثانوي.
النقد هنا ليس ترَفًا ولا هجومًا مجانياً، بل محاولة لتصويب المسار، لأننا إن إستمرينا على هذا النهج، سنبقى ننتظر الصدف والنتائج المفاجئة، بدل أن نبني منظومة تضمن الإنجازات وتكرّس الإستمرارية.
إن "الأمل الدائم" برياضة أفضل يجب أن يتحوّل من شعار إلى (خطة إصلاحية جذرية). فالرياضة ليست صورة جميلة على الورق، ولا أداة للتباهي الإعلامي، بل قطاع حيوي قادر على أن يوحّد المجتمع، يخلق فرص عمل، ويصنع هوية وطنية جامعة.
وحتى ذلك الحين، سيبقى الأمل حيًا فينا، لكنّه سيظلّ ناقصاً ما لم يقترن بالجرأة على الإعتراف بالخلل، وبالشجاعة في تغييره لتطويره. عبدو جدعون