اخبار لبنان

ملعب

رياضة

الأقلام الرمادية تجعل رياضة وطني تحتضر

الأقلام الرمادية تجعل رياضة وطني تحتضر

klyoum.com

معظم الأقلام الرياضية تركت ورائها ما يبين لنا سلوك أصحابها، في زمن تحتاج فيه الرياضة إلى ضوءٍ يبدّد العتمة، إختارت بعض الأقلام أن تبقى رمادية، لا هي بيضاء ترفع المعنويات وتدفع عجلة التطوير، ولا هي سوداء تكشف الفساد بجرأة ومسؤولية.

أقلام تمارس الكتابة على طريقة “السلامة أولًا”، فتكتفي بالسطور الدافئة والمجاملات الباردة، وكأنها تُكتب بحبرٍ ممزوج بالخوف أو المصالح.

الرياضة في بلادي ليست في حاجة إلى مدّاحين ولا إلى متفرّجين من وراء المكاتب، بل إلى صحافة رياضية جريئة، تعرف أن دورها أبعد بكثير من نقل النتائج والصور التذكارية. الرياضة مشروع حياة، مشروع أجيال، والمجاملة في تشخيص أمراضها تشبه وصف مسكّنات لمريض يحتاج إلى جراحة عاجلة.

الأقلام الرمادية تُميت الحقيقة ببطء، فبدل أن تُحدث الصدمة التي تدفع نحو الإصلاح، تكتب بعناوين باهتة، تذوب في بحر النسيان. وحين يتراجع الأداء أو يتفشى الفساد، تجدها تبحث عن أعذار بدلاً من المحاسبة، وعن تبريرات بدلاً من الحقائق.

الصحافي الرياضي الذي يخشى قول الحقيقة، هو شريك في تراجع اللعبة التي يكتب عنها، لأن صمته أو حياده الخاطئ يُعطي الضوء الأخضر للمزيد من العبَث. إن مسؤولية الكلمة ليست مجرّد رأي شخصي، بل أمانة تجاه الوطن والجيل الذي يقرأ.

لبنان لا يحتاج إلى صحافيين “ديبلوماسيين” في الرياضة، بل إلى مقاتلين بالكلمة، يكتبون بأمانة، ويضعون الأصبع على الجرح. فالرياضة لا تموت فجأة، بل تحتضر ببطء، وسبب موتها هو أن أقلاماً كثيرة تكتب بالرمادي بدل أن تضرب بالأسود الصريح أو الأبيض الشفاف.

لن تنهض رياضتنا إلا إذا تحوّلت الأقلام من رمادية إلى ألوان حقيقية: أبيض للنقاء والشفافية، أسود لكشف الفساد بلا تردد، وأحمر للغضب المشروع حين يُهمَّش الرياضي أو تُهدر الفُرص. عندها فقط يمكن أن تتعافى الرياضة، ويستعيد الوطن نبضه في الملاعب. عبدو جدعون

*المصدر: ملعب | malaeeb.com
اخبار لبنان على مدار الساعة