فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الــ 66
klyoum.com
تتواصل نشاطات المعرض في تنوعها مع ندوات نوعية كندوة تكريم الموسيقار توفيق الباشا بالاضافة إلى تواقيع الكتب التي تشهد زخماً يوماً بعد يوم بالاضافة الى حضور زائر لافت.
في مئوية ولادته… أمسية وفاء بالكلمة واللحن لتوفيق باشا
في أمسية استثنائية حملت أنغام الحنين وعبق الذاكرة، التأمت القلوب في حرم الجامعة الأميركية في بيروت، في ندوة تكريمية للموسيقار اللبناني الكبيرتوفيق الباشا، بمناسبة مرورمئة عام على ولادته، من تنظيم النادي الثقافي العربي.
حضر اللقاء أفراد من عائلة الراحل، والعازف العالمي عبد الرحمن الباشا، ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، إلى جانب حشد من المثقفين والإعلاميين وشخصيات جامعية.
السنيورة
افتتحت الأمسية رئيسة النادي الثقافي العربي سلوى السنيورة بعاصيري بكلمة مؤثرة استحضرت فيها الإرث الثقافي والفني للبنان وللمحتفى به، وقالت:«في حرم هذه الجامعة العريقة، نظم النادي الثقافي العربي أول معرض كتاب في لبنان والعالم العربي عام 1956، واحتضنه حتى العام 1966. واليوم، نحلّ ضيوفًا عليها لنوجّه معًا تحية تقدير ووفاء للموسيقار توفيق الباشا، بالكلمة واللحن، في ذكرى مئويته، تحيةً لقدَرٍ جمع بين العبقرية والانتماء، وبين الإبداع والحنين».
وأضافت:«نُحيي هذه الذكرى بالموسيقى الحيّة التي يقدّمها العازف العالمي عبد الرحمن الباشا، في لحظة وفاء عائلية وإنسانية وفنية مميزة. وأتوجه بالشكر إلى الجامعة الأميركية على هذا الاحتضان المستمر لقضية لبنان الحقيقية: الثقافة والمعرفة.»
بختي
تولّى إدارة الأمسية الكاتب سليمان بختي، الذي عبّرعن فخره بوجود عبد الرحمن الباشا، نجل المحتفى به في بيروت مشيدًا بإبداعه وارتباطه الحيّ بذاكرة والده الموسيقية.
استعرض بختي جانبًا من سيرة توفيق الباشا، المولود في رأس النبع عام 1920، مشيرًا إلى شغفه المبكر بالموسيقى. فحسب رواية شقيقه الرسّام أمين الباشا، كان الطفل توفيق يعزف على الأواني باستخدام الملعقة، فيما كان يحلم أن يكون موسيقيًا.
درس الباشا الموسيقى في الجامعة الأميركية على يد موسيقيين أجانب، وأقام حفلات في جامعات بيروت. وفي عام 1960 أسّس فرقة الأنوار مع زكي ناصيف، وجال بها العالم ناشرًا الموسيقى اللبنانية والعربية.
عبد الرحمن الباشا: تحية حب وسلام
في كلمته، قال عبد الرحمن الباشا:»خمسون عامًا قضيتها في أوروبا، ومع ذلك لا يزال الحنين إلى بيروت يسكنني كما في اليوم الأول. سأبدأ بعزف مقطوعة بعنوان حنين، كتبتها في روما عام 1986 بعد غياب طويل عن لبنان، وأهديتها إلى والدي كتحية حب وسلام.»
وأضاف:«أما المقطوعة الثانية، فهي إهداء إلى والدتي وداد، كتبتها بروح أوركسترالية تتسم بالبساطة، وأقدمها الليلة على البيانو تحية لوالديّ، مصدر إلهامي.»
الحاج
وتناول الأب بديع الحاج محطات أساسية من مسيرة الباشا، مشيرًا إلى إصدار كتاب جديد عنه يُوقَّع قريبًا في دار نلسن. قال:«سيرة توفيق الباشا تحتاج آلات لا تُعزَف فقط بل تُفهَم. كان بيروتيًا عاشقًا للموسيقى، يرى فيها ملاذًا في الحرب وزمن الخراب.»
وأضاف:«من منزله الذي كان أقرب إلى معهد موسيقي، انطلق نحو العالمية. في إذاعة Vox، لفتت موسيقاه سيدة أميركية، فدُعي للعزف في مناسبات دولية. ومن هناك بدأت مسيرته في الخارج».
وعدّد أبرز إنجازاته وهي:كتابة مؤلفات مستوحاة من السيرة النبوية،نشر التراث الموسيقي العربي بأسلوب معاصر موجّه للعالم،انضمامه إلى عصبة الخمسة التي أعادت صياغة الموسيقى العربية، مشاركته في تأسيس مهرجانات بعلبك منذ عام 1956،تأليفه وتوزيعه لموسيقى أوركسترالية راقية تراعي الأداء الجماعي،تأسيس فرقة الأنوار والعزف مع موسيقيين عالميين،اهتمامه الكبير بـالموشحات وتطويرها،شجاعته الإبداعية ورفضه للمسايرة الفنية.
باشا
ثم تحدّث الكاتب والناقد الفني عبيدو باشا عن الباشا الإنسان والفنان، فقال:«كان توفيق الباشا استثنائيًا، هاويًا عاشقًا للموسيقى، يروي بالموسيقى اللحظات، ويمتلك سحرًا خاصًا في ضبط المزاج الموسيقي. كان الأناقة جزءًا من طباعه، حتى في تأليف الموسيقى.»
وأضاف:«ارتدى الفوِلارد صيفًا وشتاءً، وكانت نظاراته مربّعة. كان أنيقًا في حضوره، وفي تكوين الجملة الموسيقية. مسرحي في الموسيقى، وموسيقي في المسرح.»
في نهاية الأمسية، وجّه عبد الرحمن الباشا شكره للحضور قائلاً:«ما لازم نخلط إنو الموسيقى جاي من الشرق أو من الغرب. وجهة نظروالدي كانت بلا حدود. من الموسيقى الغربية كان يحب بيتهوفن وشوبان، ولهذا أُهدي ختام الندوة إلى والدي بمقطوعات من أعمال شوبان التي كان يحبها».