اخبار لبنان

جريدة اللواء

ثقافة وفن

لا عطف ولا معيّة ولا من يحزنون!

لا عطف ولا معيّة ولا من يحزنون!

klyoum.com

من يسمع الخطباء والمذيعين المتخندقين في أقنيتهم، ويراقب في كلامهم، ما يلي الواو، ترتعد فرائصه، مما يقع من أخطاء فادحة وفاضحة، في آن واحد. فالكسرة، تحتل في كل وقاحة، مكان الضمة، والياء مكان الواو، في المعربات بالحروف، كأن علامات الإعراب كرات يتقاذفونها على هواهم، وعلى عماهم. فحبذا لو تنبّهت وزارة الإعلام(؟)، وحبذا لو تنبّهت وزارة التربية أو وزارة الثقافة(؟)، حبذا لو تنبّه كل المعنيين غير المعنيين بالعقل اللبناني وكذلك القيّمون على اللغة(؟). حبذا لو تنبّه جميع «المسؤولين» والحريصين على حرمة الفصحى، ونصوا ما يلي: إما الكلام بالفصحى التي ما زالت تجمعنا الى حد كبير، وإما الكلام باللهجات العامية المتداخلة. ورحم الله العلّامة المصري، منشئ «فجر الإسلام»، وسواه من الكتب القيّمة، رحم الله أحمد أمين، الذي ما كانت تتحمّل أذناه المرهفتان اللحن في الكلام وقد كثر هذا اللحن البغيض، إبان الثورة الناصرية، التي رافقت كهولة أديبنا الكبير. فالقواد العسكريون، إذا مهروا في السياسة والسيف فقلّ منهم من مهر في الفصحى. فعلّامتنا المشار إليه ما وسعه إلّا أن يقاطع الإذاعات حتى الممات!

فلو بعث الرجل حيّا، وأنصت إلى إذاعاتنا وأقنيتنا المعاصرة، لخرج على رصانته المشهورة، ولقذف بأقذع الشتائم، الأقنية والإذاعات والمذيعين والمسؤولين!

البارحة بالذات، رصدت من طريق المصادفة، على التلفاز، قول أحد المتعجرفين: لم يترك سؤالا إلّا وسأله، بدلا من: لم يترك سؤالا إلّا سأله؛ وهذا المدّعي فاته ان واو المعيّة تنصب، خلافا لحرف العطف (الواو أيضا). وجاء في كلامه: قاوموا ساعة وثم استسلموا...وفاته ان «ثم» في الجملة حرف عطف، وحرفا العطف لا يجتمعان... هذا في ما هو من حرف الواو فقط! فما مصير الأمة العربية في مضمار اللغة تجاه «عدوتهم» إسرائيل التي قلّما ترتكب أمثال هذه الأخطاء في إعلامها وخطبها بلغة الضاد؟؟؟

متى «نعطف» بعضنا على بعض في سبيل «معيّة» حكيمة وهنية؟

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه

*المصدر: جريدة اللواء | aliwaa.com.lb
اخبار لبنان على مدار الساعة