شلل "بيل"... إضطراب مُفاجئ يُجمّد نصف وجهك مُؤقتًا
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
في ذكرى مقتل رئيسي.. عراقجي ينفي ضلوع إسرائيلتُصنَّف حالة شلل الوجه النصفي، المعروفة طبيًا باسم شلل "بيل"، كواحدة من أكثر اضطرابات الأعصاب القحفية شيوعًا، حيث تؤثر بشكل مفاجئ على حركة عضلات أحد جانبي الوجه. ويحدث ذلك نتيجة خلل في العصب الوجهي السابع المسؤول عن التحكم في التعبيرات الوجهية مثل الابتسام أو إغلاق العين. مظهر الإصابة قد يبدو مقلقًا للمريض، إلا أن هذه الحالة في الغالب مؤقتة وقابلة للعلاج إذا تم التدخل في الوقت المناسب.
يبدأ شلل الوجه النصفي عادةً بشكل مفاجئ، وغالبًا ما يلاحظ الشخص أعراضه عند الاستيقاظ من النوم أو أثناء تناول الطعام أو الحديث. وتشمل الأعراض الشائعة تدلي نصف الوجه، صعوبة في تحريك الفم أو العين، وفقدان القدرة على التحكم في تعبيرات الوجه الطبيعية. كما يمكن أن يترافق مع ألم خلف الأذن، تغير في حاسة التذوق، زيادة الحساسية للأصوات في الجهة المصابة، وجفاف العين أو الفم.
لا يُعرف السبب الدقيق وراء شلل الوجه النصفي، لكن يُعتقد أن العدوى الفيروسية، مثل فيروس الهربس البسيط، تلعب دورًا رئيسيًا في تحفيز الالتهاب الذي يؤدي إلى تورم العصب الوجهي. هذا التورم يُعيق الإشارات العصبية من الدماغ إلى عضلات الوجه، مما يؤدي إلى الشلل المؤقت. كما يمكن أن تكون هناك عوامل أخرى مساعدة، مثل التوتر، نقص المناعة، أو الإصابة بنزلات البرد.
هذا ويتطلب تشخيص شلل الوجه النصفي استبعاد الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى الشلل، مثل السكتات الدماغية أو الأورام الدماغية أو الأمراض العصبية المزمنة. وعادة ما يتم التشخيص من خلال الفحص السريري وتقييم القدرة الحركية لعضلات الوجه، وقد يطلب الطبيب أحيانًا إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو الأشعة المقطعية (CT) للتأكد من السبب.
من حيث العلاج، فإن معظم حالات شلل الوجه النصفي تتحسن تلقائيًا خلال أسابيع إلى أشهر. ومع ذلك، فإن التدخل المبكر يُحسّن فرص الشفاء الكامل. عادةً ما يوصف الكورتيزون لتقليل الالتهاب، وقد يُستخدم مضاد فيروسي في بعض الحالات. يُوصى أيضًا بالعلاج الفيزيائي لتحفيز عضلات الوجه ومنع ضمورها، إضافة إلى تمارين الوجه اليومية لتسريع التعافي. كما أن حماية العين ضرورية جدًا في حال عدم القدرة على إغلاقها، وذلك باستخدام قطرات مرطبة أو رقعة للعين أثناء النوم.
رغم أن نسبة كبيرة من المرضى يتماثلون للشفاء الكامل، إلا أن بعض الحالات قد تواجه مضاعفات مثل التقلصات العضلية، أو عودة حركة عضلات الوجه بشكل غير طبيعي (ما يُعرف بـ "الحركات التآزرية"). وقد تستمر بعض الأعراض الخفيفة لفترة طويلة، ما يتطلب جلسات علاج فيزيائي إضافية أو، في حالات نادرة، تدخل جراحي.
في النهاية، شلل الوجه النصفي حالة مزعجة لكنها في الغالب غير خطيرة، ومع الدعم الطبي المناسب والعلاج المبكر، يمكن لمعظم المرضى العودة إلى نمط حياتهم الطبيعي دون آثار دائمة. التوعية بهذه الحالة تظل ضرورية لتجنب القلق الزائد وللتشجيع على التشخيص والعلاج الفوري.