رحل زياد الرحباني.. فسَكَتَ اللحن
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
في الجنوب.. فرار سجين سوري من المخفر والأصفاد بيديه! (صورة)سكت اللحن يا زياد.. وغَفتْ الكلمة الشعبية الراقية على أنين غيابك.. وانطفأ ضوء كان يتهجّى الوجع بلغة لا يتقنها سواك.
ترانا ماذا سنقول في غيابك؟؟؟؟
وأنت الذي كتبت الوداع على طريقتك الهزلية، حرفا ساخرا، ونغمة دامعة، وصوتا كأنه صدى القلوب الموجوعة من هذه الأيام المؤلمة.
برحيلك زياد، خَفتَ وهج كان يضيء زوايا القلب والمسرح، وتوارى صوت كان يحمل نبض الناس خصوصا في زمننا هذا، وأوجاع الوطن الحاملة آلام الناس، وضحكاتهم المكبوتة.
كنت في الموسيقى مختلفا، حيث كانت ألحانك صرخة في وجه السكون وسخرية تغسل الجراح ولا تمحيها.
كنت مثل مسرح مائل، حوّلت الحزن إلى ألحان عظيمة لا تُنسى ولن تنسى، وحوّلت السخرية إلى نشيد لا يشيخ، حيث كنت الحادّ في زمن كنا نظنه ناعما، والصادق في زمن يرتدي الأقنعة، والأبن الذي كسر صمته كي يقول ما لا يجرؤ أحدا على قوله.
اليوم نبكيك، نبكي حلما مرَّ كالسحاب، ونبكي أعمارنا التي غنت الحزن بلا ضجيج، ونفتقدك كمن يفتقد ذاته، التي كان يرى من خلالها الوطن كما هو دون أقنعة، ودون زيف، ودون أي تجميل.
ستشتاقك المسارح، أجل ستشتاق العبقري الذي سافر دون وداع... زياد الرحباني، وسيظل صدى صوتك حيّا في ضمائرنا.. حيّا كما كان في زمن الموت البطيء.
يا ابن عاصي الرحباني، وابن الأيقونة فيروز، أهملتك دولتك ولم تفطن لإبداعك سوى ساعة الرحيل، لهذا أبقت فينا شيئا لا يمحى، شيئا اسمه زياد.
أيها الوتر الهابط على ذاكرتنا من الأسرة الرحبانية، وعدا لن ننساك، لأنك حملت همومنا وأوجاعنا على كتفيك، فكنت ذاكرة وطن بل أمّة نَمتْ على أغنياتك وموسيقاك، بل ستبقى الصدى الحيّ الذي يرافقنا طيلة الحياة كما كنت دائما في زمن الموت البطئ.
سلام لك يا زياد، مشيت عكس التيار ولم تبالِ.