اخبار لبنان

المرده

سياسة

من يصنع أولويات السياسة اللبنانية؟

من يصنع أولويات السياسة اللبنانية؟

klyoum.com

أخر اخبار لبنان:

معضلة السجناء بلا مخرج

كتب ناصر قنديل في "البناء"

– عندما نقرأ تصريحات وبيانات أحزاب وكتل نيابية حول قانون الانتخابات النيابية نفهم أن مكانة القانون في أولويات هذه الأحزاب والكتل النيابية نابعة من حساباتها ومن قراءتها لمصالحها، ومن راهنية قانون الانتخابات في الروزنامة السياسية اللبنانية، فهل يصح قول الشيء نفسه على حجم الحيز الذي يحتله الحديث عن ضرورة نزع سلاح المقاومة في خطابات وتصريحات وبيانات الأحزاب والقيادات والشخصيات وتقارير وسائل الإعلام ومقالات الكتاب في لبنان، وهل يمثل عنوان نزع السلاح تعبيراً عن تفاعل موضوعي مع مكانة العنوان في الحدث اللبناني؟ وهل يملك هذا العنوان صفة الاستدامة التي نجده في حضوره إلى حد طغيانه اليومي على سائر العناوين التي تحضر في اليوميات اللبنانية؟

– لا يمكن إنكار النقاش الوطني الدائر حول سلاح المقاومة، ولا إنكار كونه أحد مفاتيح الرؤى المختلفة بين اللبنانيين للدولة وسياستها الإقليمية والدولية، ولكن هل أن الأمر يبرر أن يقول وزير الطاقة بأن مستقبل ملف الكهرباء مرتبط بمستقبل السلاح؟ وإذا أخذنا بالاعتبار مبررات أصحاب نظرية نزع السلاح أولا، والذين يجعلونه فطوراً يومياً للبنانيين، سوف نسمعهم يقولون إن دول الغرب والخليج لن تقوم بمنح لبنان التمويل اللازم للنهوض والإعمار ما لم يحسم أمر السلاح، ونسمعهم يقولون إن خطر شنّ “إسرائيل” حرباً على لبنان قائم ما لم ينزع السلاح، وفقاً للتهديدات التي ينقلها الأميركيون عن الإسرائيليين، أسوة بما قاله المبعوث الأميركي توماس برّاك، لكن هنا ثمة سؤالين؟

– السؤال الأول تطرحه العودة إلى حجم حضور عنوان السلاح في المواقف الأصلية للجهات التي يريد المعنيون كسب ودّها أو تفادي غضبها، وهنا سوف نكتشف أمرين، الأول أن لغة ونبرة الجهات العربية والغربية أقل توتراً وعدائية من لغة المعنيين من اللبنانيين، والثاني أن صفة التباعد الزمني بدل الاستدامة هي ما يميز مواقف الجهات الخارجية مقابل مواقف الجهات اللبنانية، وسوف نكتشف إضافة لهذين الأمرين أن هذه الجهات الخارجية أكثر رحمة بلبنان من المعنيين اللبنانيين، حيث إن الضغط لتحريك ملف السلاح، لا يمنع تخصيص أموال لبنان بما في ذلك ما يخص إعادة الإعمار في الجنوب، هذا مع العلم ان اللبنانيين هم لبنانيون بما يعني أنه يفترض أن يكونوا واقعين تحت ضغط لا يشعر به غير اللبنانيين، وأن يجد هذا الضغط مفرداته الإنسانية والوطنية في خطابهم وتصريحات، والمقصود ضغط القتل والتدمير والتهجير والاعتداءات التي تقوم بها قوات الاحتلال بصورة يوميّة ولا يتحدث عنها هؤلاء اللبنانيون إلا للحديث عن نزع السلاح؟

– السؤال الثاني هو عن وظيفة التصريحات اليومية العدائية للمقاومة تحت عنوان يدرك أصحاب التصريحات أنها لن تقدم ولن تؤخر في موقف المقاومة، وأن ما تفعله هو فقط زيادة التشنج بين أنصاره وأنصار المقاومة، وإرباك مؤسسات الدولة المعنية بمراعاة الشارعين، ويدرك أصحاب التصريحات أن ممارسة حقهم بالتعبير عن موقفهم لا يعني المواظبة اليومية على التصعيد العدائي للمقاومة في جعل هذا الموقف أعلى مرتبة من أي شأن آخر، سواء الاعتداءات الإسرائيلية التي تشكل هي الحدث اليومي وليس تحرك السلاح الصامت الهادئ والبعيد عن الواجهة والفعل، أو الاهتمامات اللبنانية التي تشغل بال المواطنين من مصير الودائع إلى الكهرباء إلى هموم الموسم الدراسي والأقساط المدرسية، والنازحين السوريين، وسواها، وكلها تغيب عن مواقف المعنيين اللبنانيين وإن حضرت فتحضر من باب رفع العتب، وليس بصفتها أولوية، كما هو حال الاعتداءات بالنسبة لنصف اللبنانيين الذي يرغبون سماع كلمة تضامن معهم غير مسيسة وغير مطيفة، ويرغبون برؤية دعوات لتتولى الدولة تقديم يد العون إليهم، وكما هو حال كل اللبنانيين المعنيين بسائر القضايا كالكهرباء والودائع التي يقول لنا بعض الوزراء إنها ليست على جدول الأعمال حتى الانتهاء من ملف السلاح.

– نعود إلى ملف السلاح، وموقف المقاومة منه معلوم، ولا حاجة لشرحه وتبيانه، لكن هل يمكننا تفهم إدارة ظهر أغلب السياسيين اللبنانيين لكل الكلام عن عبثية الاعتقاد بأن الانتهاء من سلاح المقاومة سوف يحقق الانسحاب الاسرائيلي ويوقف الاعتداءات الإسرائيلية في ضوء التجربة السورية الماثلة أمامنا، حيث لا سلاح ولا من يسلّحون ولا مقاومة ولا من يقاومون، وحيث المفاوضات المباشرة جارية على قدم وساق منذ شهور والحضن العربي الدافئ والرضاعة من الضرع الأميركي مباشرة، لكن دون جدوى لجهة مصير الاحتلال والاعتداءات، والغريب أنهم جميعاً عندما يصلون إلى طريق مسدود في تقديم أي حجة أو جملة مفيدة يقولون وماذا أمامنا من خيار، والمنطقي لمن هذه هي حاله أن لا يندفع ويتحمس كثيراً في تكرار خيار يقاربه على قاعدة لا حول ولا قوة، وأن لا يجعل ذلك تلاوة يومية مباركة له أمام اللبنانيين كتعويذة لطرد الشرور!

– السؤال هو لماذا لم يطور اللبنانيون الذين لا يريدون المقاومة وسلاحها، صيغة وطنية لمقاربة السلاح، تقول مثلا إن مقابل السلاح يجب أن يكون سلاح نوعيّ دفاعيّ للجيش اللبناني مثل شبكة دفاع جوي محمية بالتزامات الدول الكبرى، بمنع العدوان على لبنان، إضافة للانسحاب ووقف الاعتداءات وإطلاق الأسرى، والأهم إطلاق إعادة الإعمار، لكن لم لا يكون الأهم إذا كان اللبنانيون يصدقون بحديثهم عن رفض التوطين، ربط مصير السلاح بضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين من لبنان إلى بلدهم فلسطين، والسعي لبنانياً وعربياً ودولياً لخلق شبكة داعمة لهذا الحل؟

*المصدر: المرده | elmarada.org
اخبار لبنان على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com