اخبار لبنان

جريدة اللواء

ثقافة وفن

«الرسم بخطوط من نور» للدكتور فيصل سلطان: قراءة عن الفنان الطرابلسي رضوان الشهال 1915- 1988

«الرسم بخطوط من نور» للدكتور فيصل سلطان: قراءة عن الفنان الطرابلسي رضوان الشهال 1915- 1988

klyoum.com

أخر اخبار لبنان:

قوى الأمن: هذا دمار شامل

صدر عن دار البلاد للطباعة والإعلام في الشمال كتاب للدكتور فيصل سلطان يتضمن قراءة فنية عن الفنان الطرابلسي رضوان الشهال 1915- 1988، وقامت بترجمته من العربية إلى الفرنسية الدكتورة جمانة الشهال تدمري وقد جُمعت مواد الكتاب من قِبل جمعية «PATRIMOINE TRIPOLI LIBAN»، والكاتب صفوح منجد يتناول دور الشاعر في تأسيس منتدى طرابلس الشعري في جريدة «اللواء» إلى جانب كوكبة من الشعراء.

وقد توجهت جمعية تراث طرابلس لبنان للناقد الفني الفنان فيصل سلطان الذي أعدّ هذا البحث بالشكر، وتم إهداء هذا العمل الفني إلى روح الفنان والمفكر رضوان الشهال تقديرا لإسهاماته في الثقافة والأدب.

وتضمنت المقدمة سيرة ذاتية عن الرسام الشهال الذي عشق الرسم قبل أن يدرس تقاليد الرسم والتلوين في المعاهد الأكاديمية الفنية حيث كان رساما يمتلك موهبة حقيقية فعشق الفنون الطباعية والإعلانية وكان صاحب رؤية بصيرة ونظرة بعيدة ورأي حر وكان يملك القدرة على مواجهة التحدّيات.

وشكّلت رسوم الفنان الشهال في تزيين صفحات الكتب فميّزته كرسام طليعي وكاتب ومنظّر حول العلاقة الوثيقة بين الفن والجمال وكان من طراز المبدعين الكبار الذين يعيشون في الظل حياة شاملة أشبه بتكوين الجوهرة التي تنتظر إكتشافها وبذلك تتجاوز رسوماته الزمن فيصبح ماضيها حاضرها حين نتأمل الأدب والشعر في النصف الثاني من القرن العشرين.

ويقول الكاتب سلطان أنه أجرى حوارا مع الفنان الشهال في العام 1981 حيث كان الفن هو لغة يجب أن نتعرّف عليها وكانت هذه «اللغة» كثيرا ما تطلّ في لوحات رضوان الشهال كفكرة تسكن أعماق النصوص، فكرة تكشف العادات والتقاليد والظواهر الإجتماعية.

ويذكر الكاتب أن الشهال زاول الرسم الفني التوضيحي طوال عقود الخمسينات وصولا إلى مطلع السبعينات، ويعرف كيف يقطف الإتقان والنظافة والدقة في إنتاجه فقد كان كثير الإلمام بتقنية الطباعة لذا لم يخلط في كتاباته بين الصناعة والإبتكار، واكتسب بخبرات الطباعة جماليات الرسم بدقة وإتزان واشتهر كرسام واقعي تميّز أسلوبه بالوضوح والتناغم والصفاء إلى جانب إبتكاره للشخصيات الكاريكاتورية التي رسمها محافظا على الحد الأدنى من المبالغة، فرسومه تعكس تميّزه برشاقة أسلوبه ومهارته في نقل الملامح والتقاطيع التي تتسم بالشمولية والتحليل النفسي لأعماق الشخصية، فقد نشر رسومه في المجلات والكتب، وكان صاحب مدرسة في طباعة المنشورات الأدبية الفاخرة، لذا بقيت رسوماته كما يقول الكاتب في محفورات الغراتاج ولوحات المائيات والحبر الصيني، كما تضمنت أعماله مجموعات خاصة برسوم كاريكاتورية ورسوم لمؤلفات أدبية وشعرية أنجزها ما بين عامي 1945 و1980 من ضمنها رسوم لكتّاب أمثال ميخائيل نعيمة وسعيد عقل وكان الفن وسيلته في التعبير عن صداقاته وأفكاره حول الخلق الفني والإلهام والشكل وهنا يكمن المفتاح لفهم محطات الصداقات التي توالت عليه خلال مسيرته الفنية.

وقد حرص الشهال على متابعة التطور المتلاحق لطرق الحفر والطباعة وكان يعتبر أن الفن رسالة يستقيها من الحياة ويعيدها إليه، ويقول في حوار أجراه معه الكاتب لمناسبة معرضه في طرابلس العام 1981: لم أجىء إلى الفن كي أمارسه كفنان محترف وإنما مارسته كمفكر وعاشق ومجدد في فن الطباعة وتزيين الكتاب. جئت إليه مدفوعا بغريزة الفن كفكرة تظل مصرّة على البقاء فهي الأساس العميق الذي رافق رسوماته وكتاباته التي تجسّد الديمومة الحقيقية لزمنه الثقافي الماثل أمامنا، التي هي جوهر فلسفته وثبات رؤيته الثقافية المكتسبة.

ولقد سُعدت من المبادرة التي قام بها الصديق العزيز الأستاذ عبد المنعم مرحّبا الذي قام بإهدائي نسخة من هذا الكتاب، لأستذكر تلك الظروف في مطلع ثمانينات القرن المنصرم أن أشارك النقيب المهندس عبد الفتاح عكاري في تاسيس «منتدى طرابلس الشعري» وفي مقدمة أعضائه الكتّاب والأدباء والشعراء ومنهم الدكتور نزيه كبارة، محمد قاسم، عبد الكريم شنينة، ياسين الأيوبي، أحمد الحمصي، وغيرهم إضافة إلى النقيب المحامي رشيد درباس الذي وضع مكتبه وخصصه لإستضافة إنعقاد المنتدى عصر كل يوم إثنين إسبوعيا، واللافت أن معظم أعضاء المنتدى كانوا أيضا أعضاء في المجلس الثقافي الذي كنت أحد أعضاء هيئته الإدارية آنذاك، وأتولى أمانة السر إلى جانب مراسلة جريدة «اللواء» البيروتية بشكل يومي إضافة إلى صحف أخرى، ومن رحم المنتدى وخلال اجتماعاته الأسبوعية بضيافة الوزير درباس، وُلدت لديّ فكرة تخصيص صفحة كاملة في جريدة «اللواء» البيروتية تحمل إسم الثقافة شمالاً، وعندما طرحت هذه الفكرة مع أصحاب الصحيفة سارعوا إلى القبول على أن يكون النشر صباح الأربعاء من كل أسبوع، وصادف يوم ذاك إنعقاد جلسة للمنتدى الشعري، ولم أخبر الأعضاء بالإتفاق الذي تم مع جريدة «اللواء» حيث كان الإجتماع الأول للجنة على قدر كبير من الحضور الفكري والثقافي وتمكّنت من الحصول على نسخة من قصيدة الشاعر رضوان الشهال والآراء والمواقف التي صدرت عن أعضاء المجلس وإرسالها بـ«الفاكس» إلى الصحيفة حيث نُشر الموضوع في صبيحة اليوم الثاني على كامل الصفحة الثقافية مع صور للحضور، وكانت مفاجأة لجميع الأعضاء في اليوم الثاني الذين تهافتوا على شراء وإقتناء هذا العدد الجديد ونشر ذلك على بقية الأعضاء إضافة إلى الأندية الثقافية في طرابلس والشمال وكان صداها مشجّعا الأمر الذي دفع أصحاب «اللواء» إلى تحويل تلك الصفحة إلى ملف أسبوعي من 4 صفحات كاملة يصدر صباح كل يوم خميس عن «اللواء» ويحمل إسم «لواء الفيحاء والشمال» مع المحافظة على صفحة الثقافة شمالاً، وقد لاقت الفكرة إهتمام قرّاء المناطق.

*المصدر: جريدة اللواء | aliwaa.com.lb
اخبار لبنان على مدار الساعة