فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الــ 66
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
عون لمجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان: علاقتنا بواشنطن متجذرةتستمر فعاليات المعرض بالعديد من الندوات وتواقيع الكتب إلى جانب النشاط الترفيهي الخاص بالاطفال وزيارات طلاب الجامعات والمعاهد والمدارس مع عجقة زواره.
عبد الله العلايلي...رمز اللغة العربية والفكر القومي
نظّم إتحاد الكتاب اللبنانيين ندوة تكريمية فكرية بعنوان «العلامة الراحل الشيخ عبد الله العلايلي»، لتسليط الضوء على مسيرة العلامة الراحل الشيخ عبد الله العلايلي، أحد أبرز رموز اللغة العربية والفكر القومي في القرن العشرين، بحضور نخبة من الأساتذة والباحثين والمفكرين ،الدكتور محمد توفيق ابو علي، الدكتور ميل منذر، د.أحمد نزال،د.فايز ترحيني، أ.مراد السوداني ، حيث تمّت مقاربة شخصيّته من جوانب لغوية، فكرية، قومية واجتماعية.
افتُتحت الندوة بكلمة ترحيبية بالمشاركين، قدمتها درية فرحات التي أشارت إلى أن هذا اللقاء ليس مجرّد تكريم، بل هو وقفة وفاء تجاه علمٍ من أعلام النهضة الفكرية واللغوية. وأشارت إلى أن الشيخ العلايلي لم يكن فقط مدافعًا عن اللغة العربية، بل صاحب مشروع فكري متكامل يجمع بين الأصالة والتجديد.
وقدّم أبو علي مداخلة تناول فيها شخصية العلايلي بوصفه مجددًا لغويًا وفقيهًا عقلانيًا. أشار إلى أن العلايلي «صنع من حروف اللغة جسورًا للمعرفة»، وأنه لم يكن مجرّد أستاذ، بل مثّل نموذجًا للعالِم الملتزم الذي يرى في اللغة وطنًا للمعنى والانتماء.
ثم ألقى ترحيني مداخلة لامست العمق الفلسفي في فكر العلايلي، معتبرًا أنه حمل إرث الضاد في قلبه وسار به نحو التجديد، دون أن يتخلّى عن الجذور.
وفي قراءة تحليلية لفكره، أوضح منذر أنّ العلايلي لم يكن لغويًا تقليديًا، بل مفكّرًا أعاد ترتيب العلاقة بين الكلمة والفكر، مؤكدًا أن الشيخ كان يرى في اللغة مفتاحًا لفهم الذات والوجود العربي، واعتبر أن مشروعه اللغوي كان مشروعًا نهضويًا تحرريًا بالدرجة الأولى.
كما شارك في الندوة، الأمين العام لاتحاد الكتّاب اللبنانيين أحمد نزال، مشيدًا بدور العلايلي في تكريس اللغة كأداة مقاومة ثقافية وفكرية، مبرزًا أثره في الأجيال الجديدة.
واستعرض مقولة العلايلي التي تقول:«اللغة غاية لا وسيلة»،التي تلخّص رؤيته للّغة بوصفها عنصرًا وجوديًا، أنا أفكر بفكر عربي، فإذًا أنا موجود عربي، فإذا لم تكن لنا لغة قومية صحيحة، فلن يكون لنا فكر قومي صحيح».
وعلى الرغم من إعجابه الشديد بـابن جني، خالفه في تعريف اللغة على أنها مجرد أصوات، معتبرًا إياها نظامًا حيًّا متفاعلًا يتطوّر ضمن أنساق وسياقات.
تأتي هذه الندوة في وقت يعاني فيه الفكر العربي من أزمات متعدّدة، لتعيد تسليط الضوء على أحد القامات النادرة التي جمعت بين التراث والتجديد، وبين الفكر والتحرير، وبين الكلمة والموقف.