وزير الصحة: الجامعة اللبنانية شريك استراتيجي في تطوير القطاع
klyoum.com
احتفلت كلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية بتخريج مجموعة جديدة من طلابها (دفعة 2024 – 2025)، في حضور وزير الصحة العامة ركان ناصر الدين ورئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران ونقيب أصحاب المستشفيات الخاصة الدكتور بيار يارد ونقباء المهن الصحية في لبنان ورئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور يحيى الربيع وعميد كلية الصحة العامة الدكتور إيلي حدشيتي، إضافة إلى شخصيات أمنية وروحية وعدد من العمداء والمديرين والأساتذة والموظفين وأهالي الخريجين.
بعد الافتتاح بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة، اُلقيت كلمة باسم الخريجين، تلتها كلمة العميد حدشيتي الذي أكد أن كلية الصحة العامة كانت ولا تزال رافدًا أساسيّا للكفاءات الصحية في لبنان.
وقال العميد حدشيتي: إنه يوم عزيز على قلوبنا، تختلط فيه مشاعر الفرح والامتنان والفخر، بثمرة رحلة علمية وإنسانية خاضها طلابنا وطالباتنا في أروقة هذه الكلية، تحت إشراف هيئة تعليمية وإدارية مميزة، قدمت علمها وجهدها بسخاء لتصنع أجيالا قادرة على خدمة المجتمع والوطن.
وتوجه إلى الخريجين والخريجات بالقول: اليوم هو بداية لمسار جديد عنوانه العمل والمسؤولية.. مسؤولية أن تكونوا رُسُلا للصحة العامة وحُرّاسا لكرامة الإنسان، متمسكين بأخلاقيات المهنة ومؤمنين بأن العلم لا يكتمل إلا إذا اقترن بالرحمة.. لقد اخترتم طريقا نبيلا يضعكم في خط الدفاع الأول عن صحة المواطن وحقوقه، ويجعل منكم ركيزة أساسية للعدالة الصحية في لبنان.. لقد أثبتم - في أحلك الظروف - أنكم على قدر المسؤولية، فكنتم نورا في زمن العتمة وعزيمة في وجه الشدائد وأملا يتجدد في وطن أنهكته الأزمات.
وشكر العميد حدشيتي الوزير ناصر الدين والرئيس بدران والأساتذة والإداريين في الكلية على جهودهم، مؤكدا أن الجامعة اللبنانية تبقى رغم كل الظروف منارة للعلم وركيزة أساسية في بناء الوطن، كما ستبقى كلية الصحة العامة ماضية في رسالتها لتخريج نخبة مؤهلة تسهم في خدمة لبنان من شماله إلى جنوبه ومن ساحله إلى بقاعه.
من جهته، ألقى بدران كلمة قال فيها: نعلن اليوم جاهزية جيل جديد من خريجي كلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية لتحمّل مسؤولية وطنية في زمن تتكاثر فيه التحديات الصحية.. إننا اليوم لا نحتفل فقط بتسليم شهادات تخرّج بل نسلم مسؤوليات لأن الخريجين اليوم لا يغادرون مقاعد الدراسة إلى فراغ بل إلى جهات العمل، حيث يقاس الأداء بالأثر والفعالية، فالصحة العامة هي خط الدفاع الأول عن حياة الناس، وهي المعيار الذي تقاس فيه قوة المجتمعات ورصانتها.
وأشار إلى أن كلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية أثبتت ريادتها على المستويين المحلي والدولي، وهي مستمرة في رفد القطاع الصحي بكفاءات عالية التأهيل، وهي جزء من الجامعة اللبنانية التي صنفت من أفضل الجامعات في العالم، واحتلت المرتبة 515 عالميا في تصنيف QS 2026، متقدمة بثبات مع احتفاظها بحضور مميز في مؤشرَي السّمعة الأكاديمية والسمعة المهنية.
وأكد بدران أن هذا التقدم ليس رقما فحسب، بل شهادة على جودة التعليم وفعالية الشراكات التي نسجتها الجامعة محليا ودوليا، مشيرا الى أن كلية الصحة العامة كانت في قلب هذا الإنجاز وهي ذراع حيوي للجامعة في خدمة المجتمع عبر برامجها المتخصصة الممتدة على مساحة الوطن وخدمات مراكز الرعاية والعيادات الجامعية.
وتوجه إلى الخريجين بالقول: تعلمتم أن الوقاية ليست شعارا بل التزام صارم، وأن البحث العلمي ليس ترفا بل سلاح استراتيجي في مواجهة الأوبئة والكوارث، وأن العمل في القطاع الصحي يتطلب شجاعة القرار ودقة التنفيذ وشفافية لا تعرف المساومة.. إن الجامعة اللبنانية وهي تودعكم إلى ميادين العمل، تضع في أعناقكم أمانة ثقيلة أي أن تكونوا قدوة في الانضباط وأن ترفعوا مستوى الأداء الصحي حيثما حللتم.. أدعوكم إلى أن تكونوا مبدعين في ابتكار الحلول وأن تجعلوا من كل تحدّ فرصة لتعزيز ثقة المجتمع بكم وبالمؤسسات التي تمثلونها، فأنتم أبناء أرض تعرف معنى الصمود، فكونوا ثابتين في المبادىء، متجددين في العطاء، راسخين في خدمة المجتمع.
بعد ذلك، تحدث الوزير ناصر الدين فأكد أن الجامعة اللبنانية تبقى صرحًا وطنيا جامعا لكل اللبنانيين، متوجّها إلى الخرّيجين بالقول: لقد واصلتم مسيرتكم التعليمية في أصعب الظروف، لم توقفكم الأزمات الاقتصادية ولا التحديات الاجتماعية ولا حتى الحروب. هذا الإصرار على متابعة الدراسة والتخرج هو أبلغ رسالة أمل وصمود ودليل على أن إرادة الحياة أقوى من كل الصعاب.
أضاف: إنكم اليوم تدخلون سوق العمل بكفاءة عالية وتحملون معكم إرث الجامعة الوطنية التي أثبتت عبر عقود أنها الرافد الأساسي للقطاع الصحي في لبنان.. إن حضور خريجي الجامعة اللبنانية في المستشفيات والمراكز الصحية والمؤسسات الرسمية والخاصة هو شهادة على جدارتكم وعلى دوركم المحوري في تعزيز النظام الصحي.
وأشار الوزير ناصر الدين إلى أن وزارة الصحة العامة تعتبر الجامعة اللبنانية شريكا استراتيجيا في مسيرة تطوير القطاع الصحي، وهي ملتزمة بتعزيز هذا التعاون وتوفير كل ما يلزم لتأمين بيئة داعمة للبحث العلمي ولتطوير الكفاءات التي تشكل العمود الفقري لصحة المجتمع.
وخاطب الوزير ناصر الدين الخريجين بالقول: أنتم اليوم خريجو الجامعة الوطنية، وهذه صفة تحمل مسؤولية بقدر ما تحمل فخرا. كونوا على قدرها واحملوا علمكم وأخلاق مهنتكم لتخدموا الإنسان قبل أي اعتبار آخر ولتكونوا سفراء للبنان حيثما عملتم.. أهنئكم وأهاليكم وأحيي أساتذتكم الذين زرعوا فيكم العلم والقيم، متمنيا لكم مستقبلا واعدا بالنجاح والعطاء لخدمة الإنسان والوطن.
وفي الختام، تم تكريم كل من الدكتور فادي عسيلي والدكتور عدنان الحصري تقديرًا لعطائهما المستمر رغم تقاعدهما، كما تم تقديم دروع تقديرية لكل من الوزير ناصر الدين والرئيس بدران، ثم توزيع الشهادات على الخريجات والخريجين.