جهود عون في نيويورك تثمر تفهماً من روبيو وتلطيفاً لكلام باراك
klyoum.com
أخر اخبار لبنان:
عقيص: الحل موجود وبعهدة هيئة مكتب المجلسبيروت ـ ناجي شربل وبولين فاضل
حتى إشعار آخر، يستمر الخوض في الكلام الأخير للموفد الأميركي توم باراك، والذي كان وقعه صادما على المسؤولين اللبنانيين طالما أنه انطوى كما في بعض مواقفه السابقة على نبرة غير ديبلوماسية، وعلى مضمون قاس قال فيه «حزب الله يعيد بناء قوته، فيما كل ما يفعله لبنان هو الكلام، ولم يحدث أي عمل فعلي».
وإذا كان باراك وفي منشور له عاد و«لطف» النبرة وقال كلاما هادئا فيه أن «الولايات المتحدة الأميركية تواصل دعمها لمساعي لبنان في إعادة بناء دولته، وإيجاد السلام مع جيرانه، ومواصلة سعيه لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تم توقيعه في 27 نوفمبر 2024، بما في ذلك نزع سلاح حزب الله»، فإن ثمة من قرأ فيه تبدلا في الموقف يمكن أن يبنى عليه، لكونه يلاقي الأجواء الإيجابية وأجواء التفهم التي سادت اللقاء في نيويورك بين رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الديبلوماسية الأميركية ماركو روبيو.
مصدر في الوفد اللبناني الرسمي قال لـ «الأنباء» إن «الموقف الأميركي معروف، لكن الوزير روبيو كان متفهما خلال اللقاء لوجهة النظر اللبنانية، وأصغى باهتمام إلى شروحات الرئيس جوزف عون في مختلف المواضيع والتي كانت صريحة، من استمرار اعتداءات إسرائيل واحتلالها لمواقع في لبنان وانتهاكها اتفاق وقف إطلاق النار، إلى خطة الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة وسبل دعمه في مهامه، إلى موضوع عقد مؤتمرات لإعادة الإعمار»، غير أن المصدر لم يشر إلى «كيفية ترجمة هذا التفهم الذي عبر عنه وزير الخارجية الأميركي».
وتوقف المصدر نفسه عند «الكلام الهادئ الذي عاد باراك وقاله عبر منشور على منصة «إكس» خلافا لتصريحه السابق الذي جاء في الأصل معاكسا لأجواء اللقاء مع وزير الخارجية الأميركي»، كما توقف عند لقاء الرئيس جوزف عون في نيويورك مع أكثر من سيناتور أميركي، وتفهمهم للموقف اللبناني وأهمية مساعدة الجيش اللبناني، ولاسيما عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الاميركي السيناتور جاين شاهين التي لعبت دورا فاعلا مع عدد من أعضاء المجلس، لتخصيص مبلغ 193 مليون دولار لدعم الجيش اللبناني، و40 مليون دولار لقوى الامن الداخلي، وقولها أثناء اللقاء إن «هناك شيئا على الطريق ومبادرات في اتجاه لبنان، كلما حصل تقدم في ملفاته».
وذكر المصدر بالموقف اللبناني الرسمي القائل بضرورة انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي تحتلها، ليستكمل الجيش بعد ذلك انتشاره في جنوب الليطاني قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة حصرية السلاح في شمال الليطاني، بمعنى أن ما يطلبه لبنان هو سيادته على كامل أراضيه المعترف بها دوليا حتى الحدود، فيكون ظهره محميا ليقوم بما يجب أن يقوم به في الداخل. كما ذكر بما يفعله الجيش اللبناني من مصادرة للأسلحة في مختلف مناطق لبنان بالتوازي مع تسليم الفلسطينيين سلاحهم في المخيمات، علما أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخلال لقائه الرئيس عون على هامش القمة العربية الطارئة في الدوحة أكد له المضي حتى النهاية في تنفيذ قرار تسليم السلاح الفلسطيني.
وردا على ادعاء البعض أنه تم تغييب لبنان عن حفل الاستقبال الذي أقامه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال المصدر إن «التأخير الذي حصل لموعد إلقاء الرئيس جوزف عون كلمة لبنان من على منبر الأمم المتحدة، من الساعة الرابعة والنصف بتوقيت نيويورك، إلى بعيد الساعة السادسة والربع، أدى إلى عدم الانضمام إلى حفل الاستقبال الذي لم يستغرق أكثر من ربع ساعة».
في الداخل اللبناني، استمر «الكباش» بين رئيس الحكومة نواف سلام و«حزب الله» على خلفية مضي الاخير في إضاءة صخرة الروشة ضمن فعاليات خاصة باغتيال أمينيه العامين السابقين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين.
وألغى سلام مواعيده في السرايا يوم الجمعة، في ما بدا مؤشرا بالاعتكاف حتى محاسبة الفاعلين، كما قال في حسابه عبر منصة «إكس» بعد «فعاليات الروشة».
ويتوقع ان تنشط الاتصالات وتتكثف لمعالجة هذه المسألة سريعا، خصوصا بعد عودة الرئيس جوزف عون من نيويورك، حيث يختتم زيارته بعشاء خاص تقيمه السفارة اللبنانية.
وقال مقرب من مرجع رسمي كبير لـ «الأنباء» تعليقا على الأزمة المستجدة: «ليس الوقت الآن للتلهي بأزمات سياسية، في ظل الأعباء التي ترزح تحتها البلاد والضغوط على كبار المسؤولين في الحكم.. ولابد من التفاهم وتدوير الزوايا الداخلية، ومراعاة عدم تكبير الشرخ وتفادي الإصرار على كسر فئة معينة. البلاد مستهدفة، وبدا ذلك من تصريحات باراك، وقد أثمرت جهود رئيس الجمهورية في نيويورك في تراجعه عنها وتخفيفها، فلا داعي لإثارة مشكلة في الداخل، في حين ان الخطر يأتي باستمرار من الجانب الإسرائيلي..».
وعلى الخط المالي، اختتم وفد صندوق النقد الدولي محادثاته في بيروت مع المسؤولين اللبنانيين الساعين إلى إتمام اتفاق قريب مع الصندوق كباب إلزامي لتمكين لبنان من الحصول على دعم مالي دولي يحتاج اليه للنهوض والتعافي اقتصاديا.
وفي وقت تعقد بدءا من 13 أكتوبر المقبل نشاطات الخريف للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن، ويشارك فيها لبنان بوفد وزاري ومالي لعقد اجتماعات على هامشها مع الصناديق المانحة، يبدو أن توقيع لبنان اتفاقا نهائيا مع صندوق النقد ليس قريبا، لأن بعض التقدم الحاصل في المحادثات مع وفد الصندوق ليس كافيا طالما بعض القوانين التي يطلبها الصندوق من لبنان لم تقر بعد بسبب اختلاف في وجهات النظر بشأنها، وأولها قانون الفجوة المالية الذي لم ينته العمل به بعد.
في هذا الوقت، خرج حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة من السجن بعد تسديد وكيله القانوني المحامي مارك حبقة كفالة مالية قدرها 14 مليون دولار بعدما كانت 20 مليون دولار وجرى تخفيضها أمس الأول نتيجة طعن من وكلاء سلامة.
جدير بالذكر أن رياض سلامة محتجز منذ مطلع سبتمبر من العام 2024 بتهمة جرائم مالية.
في يوميات الاعتداءات الإسرائيلية، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على السلسلة الشرقية ـ محلة الشعرا ضمن نطاق قضاء بعلبك في البقاع.