اخبار لبنان

جريدة اللواء

ثقافة وفن

فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الـ66

فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الـ66

klyoum.com

على الرغم من الانشغال بالانتخابات البلدية حُفل يوم أمس بأنشطة متنوّعة في معرض الكتاب من ندوات ولقاءات وتواقيع للكتب الصادرة حديثاً وبحضور طلابي من مختلف المحافظات.

ندوة الاتحاد العربي

نظم من النادي الثقافي العربي ومنصة «عروبة» ندوة بعنوان «الاتحاد العربي: رؤية، مسار، معوقات وآفاق»، شارك فيها كل من الدكتور مدحت نافع (أكاديمي وخبير اقتصادي مصري) والأستاذ عبد الرحمن أياس كاتب وباحث ومترجم متخصص في الشؤون الاقتصادية، بحضور حشد من الشخصيات والمهتمين يتقدمهم الرئيس فؤاد السنيورة ورئيسة النادي الثقافي العربي السيدة سلوى السنيورة بعاصيري.

افتتح الندوة الدكتور خالد زيادة، مشيراً إلى أن أحد أبرز العوائق أمام العمل العربي المشترك هو التفاوت الاقتصادي بين الدول العربية، حيث توجد دول غنية وأخرى فقيرة، لافتا إلى أن بعض الدول تفضّل الاتفاقات الثنائية على العمل الجماعي.

بدوره، شدّد الدكتور مدحت نافع على أهمية تناول فكرة الاتحاد أو التكامل العربي انطلاقاً من حاجة حقيقية، معتبراً أن الوحدة ليست خياراً نظرياً بل ضرورة سياسية واقتصادية. وأشار إلى أن التكامل يحتاج إلى التدرّج، ثم اعتماد استراتيجية «القاطرة»، أي اختيار مجموعة دول نواة تقود هذا الاتحاد وتحرّك الحاجة إليه، شرط أن يكون المشروع غير مشتّت، بل يركّز على ميزة تنافسية حقيقية تُحفّز باقي الدول على الالتحاق به.

من جهته، تناول الكاتب والباحث الاقتصادي عبد الرحمن أياس التحدّيات التي تواجه التكامل الاقتصادي العربي، واصفاً الأرقام بـ«السوداوية». وأشار إلى أن الاستثمارات الغربية في العالم العربي لا تمثل سوى 27% من مجمل الاستثمارات، بينما السوق العربية المشتركة لا تزال «حبراً على ورق».

ومن أبرز أسباب فشل التكامل، بحسب أياس: التفاوت الاقتصادي والتشريعي بين الدول، الخوف من فقدان السيادة الوطنية، غياب مؤسسات رسمية فاعلة، محدودية الاستثمارات البينية (ربعها فقط بين 6 دول).

وأشار إلى أن نجاح الاتحاد الأوروبي يعود إلى وجود إرادة سياسية قوية، مؤسسات عابرة للدول، وخطط تنموية بعيدة المدى، مؤكداً أن «نموذج أوروبا لا يمكن نسخه، لكن يمكن التعلّم منه».

ودعا إلى «الانتقال من التنافس إلى الشراكة، وتفعيل المجلس العربي الموحّد، وإعطاء أولوية للتعليم المهني والتقني والتكنولوجي، ورفع الإنفاق على البحث العلمي، وإطلاق مشاريع صناعية كبرى لتوفير فرص عمل». وأكد أن «أي تأخير يعني أننا نفوّت القطار التاريخي».

وفي مداخلة له، أشار الرئيس فؤاد السنيورة إلى أن أساس العمل العربي المشترك هو ربط المصالح الاقتصادية بين الدول، مستعرضاً محاولتين تاريخيتين تم إفشالهما: الأولى في نهاية الثلاثينيات لربط العراق، سوريا ولبنان بخط أنابيب نفط، والثانية في نهاية الأربعينيات لربط السعودية، الأردن، سوريا ولبنان بخط مماثل.

وأوضح أن القوى المستعمِرة ومن ثم الدول «المتحررة» عمدت إلى تدمير هذه المشاريع. كما أشار إلى خسائر كبيرة ناجمة عن إقفال الحدود بين المغرب، الجزائر وتونس، حيث يُقدّر أن فتحها قد يزيد دخل كل من الدول الثلاث بنسبة 2% على الأقل.

وشدّد على ضرورة ترجمة خطاب «العلاقات الوثيقة» إلى مشاريع ذات منافع ملموسة، معتبراً أن دول مجلس التعاون الخليجي تُقدّم نموذجاً ناجحاً للتكامل من خلال التبادل التجاري، العمالة، والتواصل.

وعبّر عن أمله في أن تؤدّي التغيّرات العميقة التي تمرّ بها المنطقة، رغم «أنها لا تزال مضرّجة بالدماء»، إلى نشوء عقلية عربية جديدة تتبنّى منطق التعاون الحقيقي بدلاً من الشعارات.

أما المهندس غسان البلبل، وهو ناشر في منصة «عروبة»، فشدّد على أن عالم اليوم لا مكان فيه للدول الصغيرة التي تعجز عن تلبية طموحات شعوبها بمفردها، مشيراً إلى أن العصر الحالي هو «عصر التكتلات».

وأكد أن أهداف منصة «عروبة» تتمثل في دعم الديمقراطية من جهة، والسعي نحو وحدة عربية اتحادية من جهة أخرى، معتبراً أن هذه الندوة تُشكّل خطوة أولى لتبيان الفوائد الممكنة من اتحاد عربي حقيقي يمهّد، بالتدرّج، نحو صيغ اتحادية أشمل.

وختم بالقول إن 22 دولة عربية تشترك في ثقافة ومصالح كثيرة، ومن الضروري العمل على إيقاظ الوعي الشعبي العربي لرؤية الفرص الكبيرة التي يمكن أن تنشأ عن مشروع وحدوي جاد.

*المصدر: جريدة اللواء | aliwaa.com.lb
اخبار لبنان على مدار الساعة